للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقِياضٌ لَهُ أَي مساوٍ لَهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ لِسَانُهُ قَيِّضةٌ، الْيَاءُ شَدِيدَةٌ. واقْتاضَ الشيءَ: استأْصَلَه؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

وجَنَبْنا إِليهِم الخيلَ فاقْتِيضَ ... حِماهم، والحَرْبُ ذاتُ اقْتِياضِ

والقَيِّضُ: حَجَرٌ تُكْوى بِهِ الإِبل مِنَ النُّحاز، يُؤْخَذُ حَجَرٌ صَغِيرٌ مُدَوَّر فيُسَخَّنُ، ثُمَّ يُصْرَعُ البعيرُ النَّحِزُ فَيُوضَعُ الْحَجَرُ عَلَى رُحْبَيَيْهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

لَحَوْت عَمْراً مِثْلَ مَا تُلْحَى العَصا ... لَحْواً، لَوَ انَّ الشَّيبَ يَدْمَى لَدَما

كَيَّكَ بالقَيْضِ قدْ كَانَ حَمَى ... مواضِعَ النّاحِزِ قَدْ كَانَ طنَى

وقَيَّضَ إِبله إِذا وسَمَها بالقَيِّضِ، وَهُوَ هَذَا الْحَجَرُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ. أَبو الخطّابِ: القَيِّضةُ حجَر تُكْوى بِهِ نُقَرةُ الغنم.

[فصل الكاف]

كرض: الكَرِيضُ: ضرْب مِنَ الأَقِط وَصَنْعَتُهُ الكِراضُ، وَهُوَ جُبْن يَتحَلَّبُ عَنْهُ مَاؤُهُ فَيَمْصُلُ كَقَوْلِهِ:

مِنْ كَرِيضٍ مُنَمِّس

وَقَدْ كَرَضُوا كِراضاً؛ حَكَاهُ الْعَيْنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي الكَرِيضِ وصحَّفه وَالصَّوَابُ الكَرِيصُ، بالصاد غير المعجمة، مسموعٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الكَرِيصُ والكَرِيزُ، بِالزَّايِ، الأَقط؛ وَهَكَذَا أَنشده:

وشاخَسَ فَاهَ الدَّهْر حَتَّى كأَنه ... مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيصِ الضَّوائن

وثِيرانُ الكَرِيصِ؛ جَمْعُ ثَوْر: الأَقِط. وَالضَّوَائِنُ: البِيضُ مِنْ قِطَعِ الأَقِط، قَالَ: وَالضَّادُ فِيهِ تَصْحِيفٌ مُنْكَر لَا شَكَّ فِيهِ. والكِراضُ: مَاءُ الْفَحْلِ. وكَرَضَت الناقةُ تَكْرِضُ كَرْضاً وكُرُوضاً: قَبِلَت ماء الفحل بعد ما ضرَبَها ثُمَّ أَلْقَتْه، وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ الكِراضُ. والكِراضُ فِي لُغَةِ طيِء: الخِداجُ. والكِراضُ: حَلَقُ الرَّحِم، وَاحِدُهَا كِرْضٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدَتُهَا كُرْضةٌ، بِالضَّمِّ، وَقِيلَ: الكِراضُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ؛ وقولُ الطِّرمَّاحِ:

سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْتاةٌ ... أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ

أَضْمَرَتْه عشرينَ يَوْماً، ونِيلَتْ، ... حِينَ نِيلَتْ، يَعارَةً فِي عِراضِ

يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بالكِراضِ حَلَقَ الرَّحِم، وَيَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِهِ الْمَاءَ فيكونَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ؛ قَالَ الأَصمعي: وَلَمْ أَسمع ذَلِكَ إِلا فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الكِراضُ فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ ماءُ الْفَحْلِ، قَالَ: فَيَكُونُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مِنْ بَابِ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ مِثْلَ عِرْقِ النَّسا وَحَبِّ الحَصِيدِ، قَالَ: والأَجودُ مَا قَالَهُ الأَصمعي مِنْ أَنه حلَق الرَّحِمِ ليَسْلَمَ مِنْ إِضافة الشَّيْءِ إِلى نَفْسِهِ، وصَفَ هَذِهِ الناقةَ بِالْقُوَّةِ لأَنها إِذا لَمْ تَحْمِل كَانَ أَقوى لَهَا، أَلا تَرَاهُ يَقُولُ أَمارت بِالْبَوْلِ مَاءَ الْكِرَاضِ بَعْدَ أَن أَضمرته عِشْرِينَ يَوْمًا؟ واليَعارةُ: أَن يُقادَ الفحلُ إِلى الناقةِ عِنْدَ الضِّرابِ مُعارَضةً إِن اشْتَهَت ضرَبَها وإِلا فَلَا؛ وَذَلِكَ لكَرَمِها؛ قَالَ الرَّاعِي:

قلائصَ لَا يُلقَحْنَ إِلا يَعارةً ... عِراضاً، وَلَا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا

<<  <  ج: ص:  >  >>