الْخَلِيلُ يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بِهَا أَطْبَقْت، قَالَ: وَالْمِيمُ مِنَ الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هِيَ الَّتِي فِي حَيِّزَيْنِ: حَيِّز الْفَاءِ، وَالْآخَرُ حيِّز اللَّامِ، وَجَعَلَهَا فِي التأْليف الحرفَ الثَّالِثَ لِلْفَاءِ وَالْبَاءِ، وَهِيَ آخِرُ الْحُرُوفِ مِنَ الحيِّز الأَول، قَالَ: وَهَذَا الحيِّز شفويٌّ. النِّهَايَةُ لِابْنِ الأَثير: وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر: مَنْ زَنَى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب، فَقَلَبَ النُّونَ مِيماً، أَما مَعَ بِكْر فلأَنَّ النُّونَ إِذا سَكَنَتْ قَبْلَ الْبَاءِ فإِنها تُقْلَبُ مِيمًا فِي النُّطْقِ نَحْوَ عَنْبر وشَنْباء، وأَما مَعَ غَيْرِ الْبَاءِ فإِنها لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ، كَمَا يُبَدِّلُونَ الْمِيمَ مِنْ لَامِ التَّعْرِيفِ. ومَامةُ: اسْمٌ؛ وَمِنْهُ كَعْبُ بْنُ مَامَة الإِيادِيّ؛ قَالَ:
أَرضٌ تخيَّرَها لِطِيبِ مَقيلِها ... كعبُ بنُ مَامَةَ، وابنُ أُمِّ دُوادِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا عَلَى أَلف مَامَةَ أَنها وَاوٌ لِكَوْنِهَا عَيْناً، وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ عَنْ أَبي الْعَبَّاسِ: مَامَة مِنْ قَوْلِهِمْ أَمْرٌ مُوَامٌ؛ كَذَا حَكَاهُ بِالتَّخْفِيفِ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدَهُ فُعَال، قَالَ: فإِذا صَحَّتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يُحْتَجْ إِلى الِاسْتِدْلَالِ عَلَى مَادَّةِ الْكَلِمَةِ. ومَامَةُ: اسْمُ أُمّ عمرو بن مَامَةَ.
[فصل النون]
نأم: النّأْمةُ، بِالتَّسْكِينِ: الصوتُ. نَأَمَ الرجلُ يَنْئِمُ ويَنْأَمُ نَئِيماً، وَهُوَ كالأَنِينِ، وَقِيلَ: هُوَ كالزَّحِير، وَقِيلَ: هُوَ الصَّوْتُ الضَّعِيفُ الْخَفِيُّ أَيّاً كَانَ. ونَأَمَ الأَسدُ يَنْئِمُ نَئِيماً: وَهُوَ دُونَ الزَّئِير، وَسَمِعْتُ نَئِيمَ الأَسَد. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نَأَمَ الظَّبْيُ يَنْئِمُ، وأَصله فِي الأَسد؛ وأَنشد:
أَلا إِنَّ سَلْمَى مُغْزِلٌ بتَبالةٍ، ... تُراعي غَزالًا بالضُّحَى غيرَ نَوْأَمِ
مَتى تَسْتَثِرْه مِنْ مَنامٍ يَنامُه ... لِتُرْضِعَه، يَنْئِمْ إِليها ويَبْغُمِ
والنَّئِيمُ: صَوْتُ البُوم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِلَّا نَئِيمَ البُومِ والضُّوَعا
وَيُقَالُ: أَسْكَتَ اللهُ نَأْمَتَه، مَهْمُوزَةٌ مُخَفَّفَةُ الْمِيمِ، وَهُوَ مِنَ النَّئِيم الصَّوْتِ الضَّعِيفِ أَي نَغْمَتَه وصوتَه. وَيُقَالُ: نامَّتَه، بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، فَيُجْعَلُ مِنَ الْمُضَاعَفِ، وَهُوَ مَا يَنِمُّ عَلَيْهِ مِن حركتِه يُدْعى بِذَلِكَ عَلَى الإِنسان. والنَّئِيمُ: صوتٌ فِيهِ ضَعْفٌ كالأَنينِ. يُقَالُ: نَأَمَ يَنْئِمُ. والنَّأْمَةُ والنَّئِيمُ: صَوتُ الْقَوْسِ؛ قَالَ أَوس:
إِذا مَا تَعاطَوْها سَمِعْتَ لِصَوْتِها، ... إِذا أَنْبَضوا فِيهَا، نَئِيماً وأَزْمَلا
ونَأَمَتِ القوسُ نَئِيماً؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
وسَماع مُدْجِنة تُعَلِّلُنا، ... حَتَّى نَؤُوبَ، تَنَؤُّمَ العُجْمِ
رَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: تَنَؤُّم، مَهْمُوزٌ، عَلَى أَنه مِنَ النَّئيم، وَقَالَ: يُرِيدُ صياحَ الدِّيَكة كأَنه قَالَ: وَقْتُ تَنَؤُّمِ العُجْم، وإِنما سمَّى الدِّيَكة عُجْماً لأَن كُلَّ حَيَوَانٍ غَيْرَ الإِنسان أَعْجم، وَرَوَاهُ غَيْرُهُ: تَناوُمَ العُجْم، فالعُجْمُ عَلَى هَذِهِ الروايةِ مُلُوكُ العجَم، والتَّناوُم: مِنَ النَّوْم، وَذَلِكَ أَن مَلُّوكَ الْعَجَمِ كَانَتْ تَناوَمُ عَلَى اللهْو، وَجَاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ فِي الْبَيْتِ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ. والنَّأْمَةُ: الحركة.
نتم: الانْتِتَامُ: الانْفِجارُ بِالْقَبِيحِ والسبِّ. وانْتَتَمَ فلانٌ عَلَى فلانٍ بقولِ سوءٍ أَي انفَجَرَ بِالْقَوْلِ الْقَبِيحِ،