للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي التَّهْذِيبِ: الشَّغْشَغةُ التَّصْرِيدُ فِي الشُّرْب وَهُوَ التَّقْلِيلُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

لَوْ كنتُ أَسْطِيعُكَ لَمْ تُشَغْشِغِ ... شِرْبي، وَمَا المَشْغُولُ مِثْلَ الأَفْرَغِ

قَالَ الأَزهري: مَعْنَى قَوْلِهِ لَمْ تُشَغْشِغْ شِرْبي أَي لم تُكَدِّرُه.

شلغ: شَلَغَ رأْسَه شَلْغاً: شَدَخَه كَثَلَغه وفَلَغَه، وفَدَغَه مثله.

[فصل الصاد المهملة]

صبغ: الصِّبْغُ والصِّباغُ: مَا يُصْطَبَغُ بِهِ مِنَ الإِدامِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الزَّيْتُون: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ

، يَعْنِي دُهْنَه؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ الآكلونَ يَصْطَبِغُون بالزَّيت فَجَعَلَ الصِّبْغَ الزَّيْتَ نفسَه، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: أَراد بالصِّبْغ الزيتونَ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَجود الْقَوْلَيْنِ لأَنه قَدْ ذَكَرَ الدُّهن قَبْلَهُ، قَالَ: وَقَوْلُهُ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَي تَنْبُتُ وَفِيهَا دُهْن وَمَعَهَا دُهْن كَقَوْلِكَ جَاءَنِي زَيْدٌ بِالسَّيْفِ أَي جَاءَنِي وَمَعَهُ السَّيْفُ. وصَبَغَ اللقمةَ يَصْبُغُها صَبْغاً: دَهَنها وغمَسها، وكلُّ مَا غُمِسَ، فَقَدْ صُبِغَ، وَالْجَمْعُ صِباغٌ؛ قَالَ الرَّاجِزِ:

تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، ... وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ

بالمِلْحِ، أَو مَا خَفَّ مِنْ صِباغِ

وَيُقَالُ: صَبَغَتِ الناقةُ مَشافِرَها فِي الْمَاءِ إِذَا غَمَسَتْها، وصَبَغَ يدَه فِي الْمَاءِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

قَدْ صَبَغَتْ مَشافِراً كالأَشْبارْ، ... تُرْبِي عَلَى مَا قُدَّ يَفْرِيهِ الفَارْ،

مَسْكَ شَبُوبَينِ لَهَا بأَصْبارْ

قَالَ الأَزهري: وسمَّتِ النَّصَارَى غَمْسَهم أَوْلادَهم فِي الْمَاءِ صَبْغاً لغَمْسِهم إِيَّاهُمْ فِيهِ. والصَّبْغُ: الغَمْسُ. وصَبَغَ الثوبَ والشَّيْبَ ونحوَهما يَصْبَغُه ويَصْبُغُه ويَصْبِغُه ثلاتُ لغاتٍ؛ الْكَسْرُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، صَبْغاً وصِبْغاً وصِبَغةً؛ التَّثْقِيلُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ الأَصمعي وأَبا زَيْدٍ يَقُولَانِ صَبَغْتُ الثوبَ أَصْبَغُه وأَصْبُغُه صِبَغاً حَسَنًا، الصَّادُ مَكْسُورَةٌ وَالْبَاءُ مُتَحَرِّكَةٌ، وَالَّذِي يُصْبَغُ بِهِ الصِّبْغُ، بِسُكُونِ الْبَاءِ، مِثْلَ الشِّبَعِ والشِّبْع؛ وأَنشد:

واصْبَغْ ثِيابي صِبَغاً تَحْقِيقا، ... مِن جَيِّدِ العُصْفُرِ لَا تَشْرِيقا

قَالَ: والتَّشْرِيقُ الصَّبْغُ الخفيفُ. والصِّبْغُ والصِّباغُ والصِّبْغةُ: مَا يُصْبَغُ بِهِ وتُلَوَّنُ بِهِ الثِّيَابُ، والصَّبْغُ الْمَصْدَرُ، وَالْجَمْعُ أَصْباغٌ وأَصْبِغةٌ. واصْطَبَغَ: اتَّخَذَ الصِّبْغَ، والصبّاغُ: مُعالِجُ الصّبْغِ، وحِرْفته الصِّباغةُ. وثيابٌ مُصَبَّغةٌ إِذا صُبِغَتْ، شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ فِي الْحَجِّ: فوجَد فَاطِمَةَ لَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغاً

أَي مَصْبوغة غَيْرَ بِيضٍ، وَهِيَ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغةً

أَي يُغْمَسُ كَمَا يُغْمَسُ الثوبُ فِي الصِّبْغ. وَفِي حَدِيثِ آخَرَ:

اصْبُغُوه فِي النَّارِ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَكْذَبُ الناسِ الصبّاغُون والصَّوّاغُون

؛ هُمْ صَبّاغو الثِّيَابِ وصاغةُ الحُلِيِّ لأَنهم يَمْطُلُون بالمَواعِيد، وأَصل الصَّبْغُ التَّغْيِيرُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: رأَى قَوْمًا يَتَعادَوْنَ فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟ فَقَالُوا: خَرَجَ الدَّجّالُ، فَقَالَ: كَذِبةٌ كَذَبَها الصّباغُون

، وَرُوِيَ

الصوَّاغون.

وَقَوْلُهُمْ:

<<  <  ج: ص:  >  >>