للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثَوْبَهُ. وصَانَ الفرسُ عَدْوَه وجَرْيَه صَوْناً: ذَخَرَ مِنْهُ ذَخيرة لأَوانِ الحاجةِ إِلَيْهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

يُراوِحُ بَيْنَ صَوْنٍ وابْتذالِ

أَي يَصُونُ جَرْيه مَرَّةً فيُبْقِي مِنْهُ، ويَبْتَذِلُه مَرَّةً فيَجْتهدُ فِيهِ. وصَانَ صَوْناً: ظَلَعَ ظَلْعاً شَدِيدًا؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْم شُعْثاً، ... يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ

وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْبَيْتِ: لَمْ يَعْرِفْهُ الأَصمعي، وَقَالَ غَيْرُهُ: يُبْقِين بعضَ المَشْيِ، وَقَالَ: يَتَوَجيْنَ مِنْ حَفاً. وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صانَ الفَرَسُ يَصُونُ صَوْناً إِذَا ظَلَعَ ظَلْعاً خَفِيفًا، فَمَعْنَى يَصُنَّ المَشْي أَي يَظْلَعْنَ وَيَتَوَجَّيْنَ مِنَ التَّعَبِ. وصانَ الفرسُ يَصُونُ صَوْناً: صَفَّ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَقِيلَ: قَامَ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

وَمَا حاوَلْتُما بقيادِ خَيْل، ... يَصُونُ الوَرْدُ فِيهَا والكُمَيْتُ

أَبو عُبَيْدٍ: الصَّائِنُ مِنَ الْخَيْلِ الْقَائِمُ عَلَى طَرَفِ حَافِرِهِ مِنَ الحَفَا أَو الوَجَى، وأَما الصَّائِمُ فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى قَوَائِمِهِ الأَربع مِنْ غَيْرِ حَفاً. والصَّوَّانُ، بِالتَّشْدِيدِ: حِجَارَةٌ يُقْدَحُ بِهَا، وَقِيلَ: هِيَ حِجَارَةٌ سُود لَيْسَتْ بِصُلْبَةٍ، وَاحِدَتُهَا صَوَّانة. الأَزهري: الصَّوَّان حِجَارَةٌ صُلْبة إِذَا مَسَّتْهُ النَّارُ فَقَّع تَفْقِيعاً وَتَشَقَّقَ، وَرُبَّمَا كَانَ قَدَّاحاً تُقْتَدَحُ بِهِ النَّارُ، وَلَا يَصْلُحُ للنُّورَةِ وَلَا للرِّضافِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

بَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِها، ... فهُنَّ لِطافٌ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ.

صين: الصين: بلد معروف. والصَّواني: الأَواني منسوبة إليه، وإليه ينسب الدارصيني، ودارصِيني. وصِينين: عِقِّيرٌ معروف.

[فصل الضاد المعجمة]

ضأن: الضّائنُ مِنَ الْغَنَمِ: ذُو الصوفِ، ويُوصَفُ بِهِ فَيُقَالُ: كَبْش ضائنٌ، والأُنثى ضَائِنَةٌ. والضّائنُ: خلافُ الْمَاعِزِ، وَالْجَمْعُ الضّأْنُ والضّأَنُ مِثْلُ المَعْزِ والمَعَزِ. والضَّئِينُ والضِّئينُ: تَمِيمِيَّةٌ. والضَّيْن والضِّينُ، غَيْرُ مَهْمُوزَيْنِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كُلُّهَا أَسماء لِجَمْعِهِمَا، فالضأْن كالرَّكْب، والضَّأَنُ كالقَعَد، والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين، والضِّئِين دَاخِلٌ عَلَى الضَّئِين، أَتبعوا الْكَسْرَ الْكَسْرَ، يَطَّرِدُ هَذَا فِي جَمِيعِ حُرُوفِ الْحَلْقِ إِذَا كَانَ الْمِثَالُ فَعِلَا أَو فَعِيلَا، وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فَشَاذٌّ نَادِرٌ، لأَن ضَائِنًا صَحِيحٌ مَهْمُوزٌ، والضِّين والضَّين مُعْتَلٌّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَقَدْ حُكِيَ فِي جَمْعِ الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ فِي الْمَقْلُوبِ:

إِذَا مَا دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ، ... عَلَنَّ، وَإِنْ كَانَتْ مَذانِبُه حُمْرَا «٢»

. أَراد: أَضْؤُناً، فَقَلَبَ، ودُعاؤه أَن يَكْثُرَ الْحَشِيشُ فِيهِ فَيَصِيرَ فِيهِ الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سَمِعَ الرِّعاءُ صوْتَه فَعَلِمُوا أَن هُنَاكَ رَوْضة فَسَاقُوا إِبلهم وَمَوَاشِيَهُمْ إِلَيْهَا فَرَعَوْا مِنْهَا، فَذَلِكَ دُعاء نَعْمَانَ إِيَّاهُمْ. قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: جَمْعُ الضَّائِنِ ضَأَنٌ، كَمَا يُقَالُ ماعِزٌ ومَعَز، وخادِم وخَدَم، وَغَائِبٌ وغَيَب، وَحَارِسٌ وحَرَس، وناهِل ونَهَلٌ. قَالَ: والضّانُ أَصله ضَأْن، فَخُفِّفَ. والضّأْنُ: جَمْعُ الضَّائِنِ، ويُجْمَع الضَّئِينَ، والأُنثى ضَائِنَةٌ، وَالْجَمْعُ ضَوائن. وَفِي حَدِيثِ

شَقيق: مَثَلُ قُرّاءِ هَذَا الزَّمَانِ كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف

؛ الضَّوَائِنُ جَمْعُ ضَائِنَةٍ وَهِيَ الشَّاةُ مِنَ الْغَنَمِ خِلَافُ الْمَعَزِ. ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ عَلَى ذلك اللفظ إِذا


(٢). قوله [علنّ] الذي في المحكم: عليّ

<<  <  ج: ص:  >  >>