للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَنَسٍ: قَالَ لِعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ بالهُرْمُزانِ: تركتُ بَعْدِي عَدُوًّا كَثِيرًا وشَوْكةً شَدِيدَةً

أَي قِتَالًا شَدِيدًا وقوَّة ظَاهِرَةً؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

هلُمَّ إِلَى جِهَادٍ لَا شَوْكَة فِيهِ

، يَعْنِي الحجَّ. والشَّوْكةُ: دَاءٌ كَالطَّاعُونِ. والشَّوْكةُ: حُمْرة تَرْقَى الجسدَ فتُرْقَى؛ وَقَدْ شيكَ الرَّجُلُ: أَصابته هَذِهِ الْعِلَّةُ. اللَّيْثُ: الشَّوْكة حُمْرَةٌ تَظْهَرُ فِي الْوَجْهِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْجَسَدِ فتُسَكَّن بالرُّقَى، وَرَجُلٌ مَشُوك. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه كَوَى سَعْدَ بْنَ زُرارة مِنَ الشَّوْكة

، وَهِيَ حُمْرَةٌ تَعْلُو الْوَجْهَ وَالْجَسَدَ. يُقَالُ: قَدْ شيكَ، فَهُوَ مَشُوك، وَكَذَلِكَ إِذَا دَخَلَ فِي جِسْمِهِ شَوْكة. وَفِي الْحَدِيثِ:

وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ

أَي إِذَا شَاكَتْهُ شَوْكةٌ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى انْتِقَاشِهَا، وَهُوَ إِخْرَاجُهَا بالمِنْقاش؛ وَمِنْهُ:

وَلَا يُشاكُ الْمُؤْمِنُ

؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

حَتَّى الشَّوْكةُ يُشاكُها.

والشَّوْكة: طِينَةٌ تُدارُ رَطْبةً ويُغْمَزُ أَعلاها حَتَّى تَنْبَسِطَ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي أَعلاها سُلَّاء النَّخْلِ ليُخَلَّص بِهَا الكتَّانُ، وَتُسَمَّى شُوَاكة الْكَتَّانِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: شَوْكة الْكَتَّانِ. والشُّوَيْكةُ: ضَرْبٌ مِنَ الإِبل. وشَوْكة: بِنْتُ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ؛ وَلَهَا يَقُولُ:

أَلم تَعْلَمي، يَا شَوْكُ، أَن رُبَّ هالِكٍ، ... وَلَوْ كَبُرَتْ رُزءاً عَليَّ وجَلَّتِ

والشُّوَيْكة وشُوكٌ وشَوْكانُ والشَّوْكان: مَوَاضِعُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي.

صَوادِرٌ عَنْ شُوكَ أَو أَضايحا «١»

. وَقَالَ:

كالنَّخْلِ مِنْ شَوْكانَ ذاتِ صِرَامِ

[فصل الصاد المهملة]

صأك: الصَّأْكةُ، مَجْزُومَةً: الرائحةُ تجدها من الخشبة إذ نَدِيَتْ فَتَغَيَّرَ رِيحُهَا، وَمِنَ الرَّجُلِ إِذا عَرِقَ فَهَاجَتْ مِنْهُ رِيحٌ مُنْتِنة، وَقَدْ صئكَ يَصْأَكُ صأَكاً إِذَا عَرِقَ فَهَاجَتْ مِنْهُ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ مِنْ ذَفَر أَو غَيْرِهِ. وصَئِك بِهِ الشَّيْءُ: لَزِقَ. والصائِكُ: الواكِفُ إِذَا كَانَتْ فِيهِ تِلْكَ الرِّيحُ، والفعلُ صَئِكَتِ الْخَشَبَةُ، وَهِيَ تَصْأك صَأكاً؛ قَالَ صَاحِبُ الْعَيْنِ: وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

ومثلكِ مُعْجِبةٍ بالشباب، ... صَاكَ العبيرُ بأَثوابها

أَراد بِهِ صِئِكَ فَخَفَّفَ ولَيَّن. فَقَالَ صَاكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ عِنْدِي عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَلْ لَفْظُهُ عَلَى مَوْضُوعِهِ، وَإِنَّمَا يَذْهَبُ إِلَى هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّخْفِيفِ الْبَدَلِيِّ إِذَا لَمْ يَحْتَمِلِ الشَّيْءُ وَجْهًا غَيْرَهُ. وَفِي النَّوَادِرِ: رَجُلٌ صِئكٌ وَهُوَ الشَّدِيدُ مِنَ الرجال.

صطك: المُصْطُكَى: مِنَ العُلُوك؛ رُومِيٌّ وَهُوَ دَخِيلٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ:

فشامَ فِيهَا مثلَ مِحراث الغَضَا، ... تَقْذِفُ عَيْنَاهُ بمثلِ المُصْطُكَى

وَدَوَاءٌ مُمَصْطَكٌ: خَلَطَ بالمُصْطُكَى. ابْنُ الأَنباري: مَصْطَكاء، بِالْمَدِّ، عَنِ الْفَرَّاءِ، وثَرْمداءُ: مَوْضِعٌ، قَالَ: وَهِيَ عَلَى مِثَالِ فَعْلَلاء؛ وَقَدْ قَصَرَهُ الأَغلب ضَرُورَةً «٢». فِي قَوْلِهِ:

تَقذِفُ عيناه بِعلْك المَصْطَكَا

صعلك: الصُّعْلُوك: الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ، زَادَ الأَزهري: وَلَا اعْتِمَادَ. وَقَدْ تَصَعْلَكَ الرجل إذا


(١). وقوله [أو أضايحا] كذا بالأَصل ولم نجده في ياقوت ولا في غيره
(٢). قوله [وَقَدْ قَصَرَهُ الأَغلب ضَرُورَةً] في القاموس أن المقصور فيه الفتح والضم والممدود فيه الفتح فقط انتهى. وعليه فلا ضرورة

<<  <  ج: ص:  >  >>