للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاقِ وغَاقْ غَاقْ وغاقِ غاقِ لِصَوْتِ الْغُرَابِ، قَالَ: وَهُوَ نُعَاقُه ونُغاقُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وعُوق: اسْمٌ. قَالَ الأَزهري: العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق. وعُوق: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَعُوقٌ فَرُمَاحٌ فاللِوَى ... مِنْ أَهله قَفْرُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعُوق مَوْضِعٌ لَمْ يُعَيَّن. والعَوَقَةُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ؛ وأَنشد:

إِنِّي امْرُؤٌ حَنْظَلِيٌّ فِي أَرُومَتِها، ... لَا مِنْ عَتِيكٍ، وَلَا أَخواليَ العَوَقَهْ

ويَعُوقُ: اسْمُ صَنَمٍ كَانَ لِكنانَةَ عَنِ الزَّجَّاجِ، وَقِيلَ: كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ: كَانَ يُعْبد عَلَى زَمَنَ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ إِنه كَانَ رَجُلًا مِنْ صَالِحِي زَمَانِهِ قَبْلَ نُوحٍ، فَلَمَّا مَاتَ جَزِعَ عَلَيْهِ قومُه فأَتاهم الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ إِنسان فَقَالَ: أُمَثِّله لَكُمْ فِي مِحْرابكم حَتَّى تَرَوْهُ كُلَّمَا صَلَّيْتُمْ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فتَمادَى ذَلِكَ بِهِمْ إِلى أَن اتَّخَذُوا عَلَى مِثَالِهِ صَنَمًا فَعَبَدُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ، وَكَذَلِكَ يَغُوث؛ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، اسْمُ صَنَمٍ أَيضاً كَانَ لِقَوْمِ نُوحٍ، وَالْيَاءُ فِيهِمَا زَائِدَةٌ، وَاللَّهُ أَعلم.

عيق: العَيْقةُ: الفِناءُ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: السَّاحَةُ. والعَيْقة: سَاحِلُ الْبَحْرِ وَنَاحِيَتُهُ، وَيُجْمَعُ عَيْقات؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ:

سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمَانِيًا، ... يُلْوِي بعَيْقاتِ البحارِ ويُجْنَبُ

السّادِي: المُهْمَل، ويَلْوي بِهَا: يَذْهَبُ بِهَا، ويُجْنَبُ: تُصِيبُهُ الجَنُوب. والعَيْق: النَّصِيبُ مِنَ الْمَاءِ. وعِيق: مِنْ أَصوات الزَّجْرِ. يُقَالُ: عَيَّق فِي صَوْتِهِ وَهُوَ يُعَيَّق فِي صَوْتِهِ. والعَيْقة: موضع.

[فصل الغين المعجمة]

غبق: الغَبْقُ والتَّغَبُّق والاغْتِباقُ: شُرْبُ الْعَشِيِّ. والغَبُوق: الشُّرْبُ بِالْعَشِيِّ. رَجُلٌ غَبْقانُ وامرأَة غَبْقَى كِلَاهُمَا عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ، لأَن افْتَعَل وتَفَعَّل لَا يُبْنى مِنْهُمَا فَعْلان. والغَبُوق: مَا اغْتُبِقَ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ اللَّبَنَ الْمَشْرُوبَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا أَمسى عِنْدَ الْقَوْمِ مِنْ شَرَابِهِمْ فَشَرِبُوهُ، وَجَمْعُهُ غَبَائقُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ قَالَ:

مَا ليَ لَا أُسْقَى عَلَى عِلَّاتِي ... صَبَائِحِي، غَبائِقي، قَيْلاتي؟

أَراد وغَبائقي وقَيْلاتي فَحَذَفَ حَرْفَ الْعَطْفِ، وَحَذْفُهُ ضَعِيفٌ فِي الْقِيَاسِ مَعْدُومٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ، وَوَجْهُ ضَعْفِهِ أَن حَرْفَ الْعَطْفِ فِيهِ ضَرْبٌ مِنَ الِاخْتِصَارِ، وَذَلِكَ أَنه قَدْ أُقيم مُقَامَ الْعَامِلِ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ قَامَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو أَصله قَامَ زَيْدٌ وَقَامَ عَمْرٌو، فَحُذِفَتْ قَامَ الثَّانِيَةُ وَبَقِيَتِ الْوَاوُ كأَنها عِوَضٌ مِنْهَا، فإِذا ذهبتَ بِحَذْفِ الْوَاوِ النَّائِبَةِ عَنِ الْفِعْلِ، تجاوزتَ حدَّ الِاخْتِصَارِ إِلى مَذْهَبِ الِانْتِهَاكِ والإِجْحاف، فَلِذَلِكَ رُفِضَ ذَلِكَ. وغَبَقَ الرجلَ يَغْبُقه ويَغْبِقه غَبْقاً وغَبَّقَه: سَقَاهُ غَبُوقاً فاغْتَبق هُوَ اغْتِباقاً. وغَبَقَ الإِبلَ وَالْغَنَمَ: سَقَاهَا أَو حَلَبَهَا بِالْعَشِيِّ، وَاسْمُ مَا يُحْلَبُ مِنْهَا الغَبُوق، والغَبُوق: مَا اغْتُبِقَ حَارًّا مِنَ اللَّبَنِ بِالْعَشِيِّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>