للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأَنه افْتَعَل مِنْ نَتَم، كَمَا تَقُولُ مِنْ نَتَل انتَتَل، ومِن نَتَقَ انتَتَقَ، عَلَى افْتَعَلَ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِمَنْظُورٍ الأَسدي:

قَدِ انْتَتَمَتْ علَيَّ بقَوْلِ سُوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لَهَا وَجْهٌ ذَمِيمُ

حَليلةُ فاحِشٍ وأْنٍ بَئِيلٍ، ... مُزَوْزِكَةٌ، لَهَا حَسَبٌ لَئِيمُ

يُقَالُ: ضَئيلٌ بَئِيلٌ أَي قَبيح، والمُزَوْزِكة: الَّتِي إِذا مشَتْ أَسْرَعت وَحَرَّكَتْ أَلْيَتَيْها، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَدري انتَثَمتْ، بِالثَّاءِ، أَو انْتَتَمَتْ، بتاءَين، قَالَ: والأَقرب أَنه مِن نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بِالصَّوَابِ، قَالَ: وَلَا أَعرفُ وَاحِدًا مِنْهُمَا. وَقَالَ الأَصمعي: امرأَة وَأْنَةٌ إِذا كَانَتْ مُقَارَبَةَ الخَلْق.

نثم: لَمْ أَرَ فِيهَا غيرَ مَا قَالَ أَبو مَنْصُورٍ فِي تَرْجَمَةِ نَتَمَ قَبْلَهَا: لَا أَدري انْتَثَمَتْ، بِالثَّاءِ، أَو انتَتَمتْ، بتاءَين، فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:

قَدْ انتَتمتْ عليَّ بِقَوْلِ سوءٍ ... بُهَيْصِلةٌ، لَهَا وَجْهٌ ذَمِيمُ

قَالَ: والأَقرب أَنه مِنْ نَثَمَ يَنْثِمُ لأَنه أَشبه بِالصَّوَابِ، قَالَ: وَلَا أَعرف واحداً منهما.

نجم: نَجَمَ الشيءُ يَنْجُمُ، بِالضَّمِّ، نُجوماً: طَلَعَ وَظَهَرَ. ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذَلِكَ: طلَعَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ

. وَفِي الْحَدِيثِ:

هَذَا إِبَّانُ نُجومِه

أَي وقتُ ظهورِه، يَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يُقَالُ: نَجَمَ النبتُ يَنْجُمُ إِذا طَلَعَ. وكلُّ مَا طَلَعَ وَظَهَرَ فَقَدْ نَجَمَ. وَقَدْ خُصَّ بالنَّجْم مِنْهُ مَا لَا يَقُومُ عَلَى ساقٍ، كَمَا خُصَّ القائمُ عَلَى السَّاقِ مِنْهُ بِالشَّجَرِ. وَفِي حَدِيثِ

حُذَيفة: سِراجٌ مِنَ النارِ يَظْهَرُ فِي أَكتافِهم حَتَّى يَنْجُم فِي صُدورِهم.

والنَّجْمُ مِنَ النباتِ: كلُّ مَا نبتَ عَلَى وَجْهِ الأَرض ونَجَمَ عَلَى غيرِ ساقٍ وتسطَّح فَلَمْ يَنْهَض، والشجرُ كلُّ مَا لَهُ ساقٌ: وَمَعْنَى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ مَعَهُمَا. قَالَ أَبو إِسحاق: قَدْ قِيلَ إِن النَّجْمَ يُراد بِهِ النجومُ، قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ النَّجْمُ هَاهُنَا مَا نَبَتَ عَلَى وَجْهِ الأَرض وَمَا طَلَعَ مِنْ نُجومِ السَّمَاءِ. وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا طَلَعَ: قَدْ نَجَمَ، والنَّجِيمُ مِنْهُ الطَّرِيُّ حِينَ نَجَمَ فنبَت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها ... زِجاجُ القَنا، مِنْهَا نَجِيمٌ وعارِدُ

والنُّجُومُ: مَا نَجَمَ مِنَ الْعُرُوقِ أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شَقًّا. ابْنُ الأَعرابي: النَّجْمَةُ شجرةٌ، والنَّجْمَةُ الكَلِمةُ، والنَّجْمَةُ نَبْتةٌ صَغِيرَةٌ، وَجَمْعُهَا نَجْمٌ، فَمَا كَانَ لَهُ ساقٌ فَهُوَ شَجَرٌ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ساقٌ فَهُوَ نَجْمٌ. أَبو عُبَيْدٍ: السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ، قَالَ: والنَّجَمَة شَجَرَةٌ تَنْبُتُ مُمْتَدَّةٌ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَقَالَ شَمِرٌ: النَّجَمَة هَاهُنَا، بِالْفَتْحِ «٢»، قَالَ: وَقَدْ رأَيتها فِي الْبَادِيَةِ وَفَسَّرَهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَهِيَ الثَّيِّلَةُ، وَهِيَ شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ كأَنها أَوَّلُ بَذْر الْحَبِّ حِينَ يَخْرُجُ صِغاراً، قَالَ: وأَما النَّجْمَةُ فَهُوَ شيءٌ يَنْبُتُ فِي أُصول النَّخْلَةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ضرْبٌ مِنَ النبت؛ وأَنشد للحرث بْنِ ظَالِمٍ المُرّيّ يَهْجُو النُّعْمَانَ:

أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمَةً، ... أَتُؤْكَلُ جَارَاتِي وجارُك سالمُ؟

والنَّجْمُ هُنَا: نَبْتٌ بِعَيْنِهِ، واحدُه نَجْمَةٌ «٣» وهو


(٢). قوله [بالفتح] هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك، وعبارة الصاغاني: بفتح الجيم
(٣). قوله [وَاحِدُهُ نَجْمَة وَهُوَ الثَّيِّلُ] تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط مَا يَنْبُتُ فِي أُصُولِ النخل بالفتح. ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما

<<  <  ج: ص:  >  >>