يُرِيدُ مَعَ بَرَكَةٍ إِلى جُؤْجُؤٍ أَي مَعَ جُؤْجُؤٍ. وَفِي كِتَابِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ:
أَما بَعْدُ فإِني أَحمد إِليك اللَّهَ
أَي أَحمده مَعَكَ فأَقام إِلى مُقام مَعَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَحمد إِليك نِعْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِتَحْدِيثِكَ إِياها. وَفِي الْحَدِيثِ:
لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
؛ يُرِيدُ انْفِرَادَهُ بِالْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشُهْرَتَهُ به على رؤوس الْخَلْقِ، وَالْعَرَبُ تَضَعُ اللِّوَاءَ فِي مَوْضِعِ الشُّهْرَةِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ
: الَّذِي يَحْمَدُهُ فِيهِ جَمِيعُ الْخَلْقِ لِتَعْجِيلِ الْحِسَابِ والإِراحة مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ؛ وَقِيلَ: هُوَ الشَّفَاعَةُ. وَفُلَانٌ يَتَحَمَّد عَلَيَّ أَي يَمْتَنُّ، وَرَجُلٌ حُمَدة مِثْلَ هُمَزة: يُكْثِرُ حَمْدَ الأَشياء وَيَقُولُ فِيهَا أَكثر مِمَّا فِيهَا. ابْنُ شُمَيْلٍ فِي حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَحْمد إِليكم غَسْل الإِحْليل
أَي أَرضاه لَكُمْ وَأَتَقَدَّمُ فِيهِ إِليكم، أَقام إِلى مُقَامَ اللَّامِ الزَّائِدَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها؛ أَي إِليها. وَفِي النَّوَادِرِ: حَمِدت عَلَى فُلَانٍ حَمْداً وضَمِدت لَهُ ضَمَداً إِذا غَضِبْتَ؛ وَكَذَلِكَ أَرِمْت أَرَماً. وَقَوْلُ الْمُصَلِّي: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ؛ الْمَعْنَى وَبِحَمْدِكَ أَبتدئ، وَكَذَلِكَ الْجَالِبُ لِلْبَاءِ فِي بِسْمِ اللَّهِ الِابْتِدَاءُ كأَنك قُلْتَ: بدأْت بِسْمِ اللَّهِ، وَلَمْ تَحْتَجْ إِلى ذِكْرِ بدأْت لأَن الْحَالَ أَنبأَت أَنك مُبْتَدِئٌ. وَقَوْلُهُمْ: حَمادِ لِفُلَانٍ أَي حَمْدًا لَهُ وَشُكْرًا وإِنما بُنِيَ عَلَى الْكَسْرِ لأَنه مَعْدُولٌ عَنِ الْمَصْدَرِ. وحُماداك أَن تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا أَي غَايَتُكَ وَقُصَارَاكَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: حُماداكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ وحَمْدُك أَي مَبْلَغُ جَهْدِكَ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُصاراك وحُماداك أَن تَنْجُو مِنْهُ رأْساً برأْس أَي قَصْرُك وَغَايَتُكَ. وحُمادي أَن أَفعل ذَاكَ أَي غَايَتِي وقُصارايَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الأَصمعي: حَنَانُكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ، وَمِثْلُهُ حُماداك. وَقَالَتْ
أُم سَلَمَةَ: حُمادَياتُ النِّسَاءِ غَضُّ الطَّرْفِ وقَصْر الْوَهَادَةِ
؛ مَعْنَاهُ غَايَةُ مَا يُحْمَدُ مِنْهُنَّ هَذَا؛ وَقِيلَ: غُناماك بِمَعْنَى حُماداك، وعُناناك مِثْلُهُ. وَمُحَمَّدٌ وأَحمد: مِنْ أَسماء سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقَدْ سَمَّتْ مُحَمَّدًا وأَحمد وَحَامِدًا وحَمَّاداً وحَمِيداً وحَمْداً وحُمَيْداً. والمحمَّد: الَّذِي كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْمَحْمُودَةُ؛ قَالَ الأَعشى:
إِليك، أَبَيتَ اللعنَ، كَانَ كَلالُها، ... إِلى الماجِد القَرْم الجَواد المُحَمَّد
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنَ سُمِّيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِمُحَمَّدٍ سَبْعَةٌ: الأَول مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مُجَاشِعٍ التَّمِيمِيُّ، وَهُوَ الْجَدُّ الَّذِي يَرْجِعُ إِليه الْفَرَزْدَقُ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ والأَقرع بْنُ حَابِسٍ وَبَنُو عِقَالٍ، وَالثَّانِي مُحَمَّدُ بْنُ عُتْوَارَةَ اللَّيْثِيُّ الْكِنَانِيُّ، وَالثَّالِثُ مُحَمَّدُ بْنُ أُحَيْحة بْنِ الجُلاح الأَوسي أَحد بَنِي جَحْجَبَى، وَالرَّابِعُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمران بْنِ مَالِكٍ الْجَعْفِيُّ الْمَعْرُوفُ بالشُّوَيْعِر؛ لُقِّبَ بِذَلِكَ لِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ فِيهِ وَقَدْ كَانَ طَلَبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَهُ فَرَسًا فأَبى فَقَالَ:
بَلِّغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَني، ... عَمْدَ عَيْن، بَكَّيْتُهنّ حَريما
وَحَرِيمُ هَذَا: اسْمُ رَجُلٍ؛ وَقَالَ الشُّوَيْعِرُ مُخَاطِبًا لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
أَتتني أُمور فكذبْتها، ... وَقَدْ نُمِيَتْ ليَ عَامًا فَعَامَا
بأَنّ إمرأَ القيسِ أَمسى كَئِيبًا ... عَلَى أَلَهٍ، مَا يذوقُ الطَّعاما
لعمرُ أَبيكَ الَّذِي لَا يُهانُ، ... لَقَدْ كَانَ عِرْضُك مِنِّي حَرَامَا
وَقَالُوا: هَجَوْتَ، وَلَمْ أَهْجُه، ... وهَلْ يَجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟
وَلَيْسَ هَذَا هُوَ الشُّوَيْعِرَ الْحَنَفِيَّ وأَما الشُّوَيْعِرُ الْحَنَفِيُّ