للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمُرْغادُّ: الشَّاكُّ فِي رأْيه لَا يَدْرِي كَيْفَ يُصْدِرُه، وَكَذَلِكَ الإِرغِيداد فِي كُلِّ مُخْتَلِطٍ. والمُرْغادُّ: الْغَضْبَانُ الْمُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ غَضَبًا؛ وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يُجِيبُكَ مِنَ الْغَيْظِ. والمُرْغادُّ: الَّذِي أَجهده الْمَرَضُ؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا رأَيت فِيهِ خَمْصاً وَفُتُورًا فِي طَرْفه وَذَلِكَ فِي بَدْءِ مَرَضِهِ. وَتَقُولُ ارغادَّ الْمَرِيضُ إِذا عَرِفْتَ فِيهِ ضَعْضَعَةً مِنْ هُزَالٍ؛ وَقَالَ النَّضْرُ: ارغادَّ الرَّجُلُ ارغِيداداً، فَهُوَ مُرغادٌّ وَهُوَ الَّذِي بدأَ بِهِ الْوَجَعُ فأَنت تَرَى فِيهِ خَمصاً ويُبْساً وفَتْرة؛ وَقِيلَ: ارغادَّ ارْغِيدَادًا، وَهُوَ الْمَرِيضُ الَّذِي لَمْ يُجْهد وَالنَّائِمُ الَّذِي لَمْ يَقْضِ كَرَاهُ، فَاسْتَيْقَظَ وَفِيهِ ثقلة.

رفد: الرِّفْد، بِالْكَسْرِ: الْعَطَاءُ وَالصِّلَةُ. والرَّفْد، بِالْفَتْحِ: الْمَصْدَرُ. رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، ورَفَدَه وأَرْفَده: أَعانه، وَالِاسْمُ مِنْهُمَا الرِّفْد. وَتَرَافَدُوا: أَعان بَعْضُهُمْ بَعْضًا. والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ: الْمَعُونَةُ؛ وَفِي الْحَوَاشِي لِابْنِ بَرِّيٍّ قَالَ دُكين:

خَيْرُ امرئٍ قَدْ جَاءَ مِن مَعَدِّهْ ... مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ مِنْ بعدِهْ

الرَّافِدُ: هُوَ الَّذِي يَلِي المَلِك وَيَقُومُ مَقَامَهُ إِذا غَابَ. والرِّفادة: شَيْءٌ كَانَتْ قُرَيش تَتَرَافَدُ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فيُخْرج كُلُّ إِنسان مَالًا بِقَدْرِ طَاقَتِهِ فَيَجْمَعُونَ مِنْ ذَلِكَ مَالًا عَظِيمًا أَيام الْمَوْسِمِ، فَيَشْتَرُونَ بِهِ لِلْحَاجِّ الجُزر وَالطَّعَامَ وَالزَّبِيبَ لِلنَّبِيذِ، فَلَا يَزَالُونَ يُطْعِمون النَّاسَ حَتَّى تَنْقَضِيَ أَيام مَوْسِمِ الْحَجِّ؛ وَكَانَتِ الرِّفادَة والسِّقاية لِبَنِي هَاشِمٍ، والسِّدانة واللِّواء لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَكَانَ أَوّلَ مَنْ قَامَ بالرِّفادة هاشمُ بْنُ عَبْدِ مُنَافٍ وَسُمِّيَ هَاشِمًا لهَشْمِه الثَّرِيدَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَن يَكُونَ الفيءُ رِفْداً

أَي صِلَةً وَعَطِيَّةً؛ يُرِيدُ أَن الْخَرَاجَ والفَيء الَّذِي يحْصُل، وَهُوَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ أَهلِ الفَيء، يَصِيرُ صِلَاتٍ وَعَطَايَا، ويُخَص بِهِ قَوْمٌ دُونَ قَوْمٍ عَلَى قَدْرِ الْهَوَى لَا بِالِاسْتِحْقَاقِ وَلَا يُوضَعُ مَوَاضِعَهُ. والرِّفْدُ: الصِّلَةُ؛ يُقَالُ: رَفَدْتُه رَفْداً، وَالِاسْمُ الرِّفْد. والإِرْفاد: الإِعطاء والإِعانة. والمرافَدة: المُعاونة. والتَّرافد: التَّعَاوُنُ. والاستِرفاد: الِاسْتِعَانَةُ. وَالِارْتِفَادُ: الْكَسْبُ. والتَّرفيدُ: التَّسويدُ. يُقَالُ: رُفِّدَ فُلَانٌ أَي سُوِّدَ وَعُظِّمَ. ورَفَّد القومُ فُلَانًا: سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم. والرِّفادة: دِعامة السَّرْجِ وَالرَّحْلِ وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ رَفَده وَعَلَيْهِ يَرْفِده رَفْداً. وكلُّ مَا أَمسك شَيْئًا: فَقَدْ رَفده. أَبو زَيْدٍ: رَفَدتُ عَلَى الْبَعِيرِ أَرْفِدُ رَفْداً [رِفْداً] إِذا جُعِلَتْ لَهُ رِفادة؛ قَالَ الأَزهري: هِيَ مِثْلُ رِفَادَةِ السَّرْجِ. والرَّوافِدُ خَشَبُ السَّقْفِ؛ وأَنشد الأَحمر:

رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ، ... بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم

وارتَفَد المالَ: اكْتَسَبَهُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

عَجَباً مَا عَجِبْتُ من واهِبِ المالِ، ... يُباهي بِهِ ويَرْتَفِدُه

ويُضِيعُ الَّذِي قَدَ أَوْجَبَه اللَّهُ ... عَلَيْهِ، فَلَيْسَ يَعْتَمِدُه «١»

. والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ: العُسُّ الضَّخْمُ؛ وَقِيلَ: الْقَدَحُ الْعَظِيمُ الضَّخْمُ. والعُسُّ: القَدَح الضَّخْمُ يَرْوِي الثَّلَاثَةَ والأَربعة والعِدَّة، وَهُوَ أَكبر مِنَ الغُمَر، والرَّفْدُ أَكبر مِنْهُ، وعمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ القدَح أَي


(١). قوله [فليس يعتمده] الذي في الأَساس: يعتهده أي يتعهده، وكل صحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>