للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومُعَوَّذُ الْفَرَسِ: مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ، وَدَائِرَةُ المُعَوَّذِ تُسْتَحَبُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ دَوَائِرِ الْخَيْلِ المُعَوَّذُ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي مَوْضِعِ الْقِلَادَةِ يَسْتَحِبُّونَهَا. وَفُلَانٌ عَوْذٌ لبَني فُلَانٍ أَي ملجأٌ لَهُمْ يَعُوذُونَ بِهِ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ

؛ قِيلَ: إِن أَهل الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا إِذا نَزَلَتْ رُفْقَةٌ مِنْهُمْ فِي وَادٍ قَالَتْ: نَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِي مِنْ مَرَدَة الْجِنِّ وَسُفَهَائِهِمْ أَي نلوذُ بِهِ وَنَسْتَجِيرُ. والعُوَّذُ مِنَ اللَّحْمِ: مَا عَاذَ بِالْعَظْمِ وَلَزِمَهُ. قَالَ ثَعْلَبٌ: قُلْتُ لأَعرابي: مَا طَعْمُ الْخُبْزِ؟ قَالَ: أُدْمُه. قَالَ قُلْتُ: مَا أَطيب اللَّحْمِ؟ قَالَ: عُوَّذُه، وَنَاقَةٌ عَائِذٌ: عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا، فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ؛ وَقِيلَ: هُوَ عَلَى النَّسَبِ. وَالْعَائِذُ: كُلُّ أُنثى إِذا وَضَعَتْ مُدَّةَ سَبْعَةِ أَيام لأَنّ وَلَدَهَا يَعُوذُ بِهَا، وَالْجَمْعُ عُوذٌ بِمَنْزِلَةِ النُّفَسَاءِ مِنَ النِّسَاءِ، وَهِيَ مِنَ الشَّاءِ رُبّى، وَجَمْعُهَا رِباب، وَهِيَ مِنْ ذَوَاتِ الْحَافِرِ فَرِيش. وَقَدْ عَاذَتْ عِيَاذًا وأَعاذت، وَهِيَ مُعِيذٌ، وأَعوذت. وَالْعَائِذُ مِنَ الإِبل: الْحَدِيثَةُ النِّتَاجِ إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ أَو نَحْوِهَا، مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. وَعَاذَتْ بِوَلَدِهَا: أَقامت مَعَهُ وحَدِبَتْ عَلَيْهِ مَا دَامَ صَغِيرًا، كأَنه يُرِيدُ عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا فَقَلَبَ؛ وَاسْتَعَارَ الرَّاعِي أَحد هَذِهِ الأَشياء لِلْوَحْشِ فقال:

لَهَا بحَقِيلٍ فالنُّمَيرة منزلٌ، ... تَرَى الوحشَ عُوذاتٍ بِهِ ومَتَالِيَا

كسَّر عَائِذًا عَلَى عُوذٍ ثُمَّ جَمَعَهُ بالأَلف وَالتَّاءِ؛ وَقَوْلُ مُلَيْحٍ الْهُذَلِيِّ:

وعاجَ لَهَا جاراتُها العِيسَ، فارْعَوَتْ ... عَلَيْهَا اعوجاجَ المُعْوِذاتِ المَطَافِل

قَالَ السُّكَّرِيُّ: الْمُعْوِذَاتُ الَّتِي مَعَهَا أَولادها. قَالَ الأَزهري: النَّاقَةُ إِذا وَضَعَتْ وَلَدَهَا فَهِيَ عَائِذٌ أَياماً. ووقَّت بَعْضُهُمْ سَبْعَةَ أَيام، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ النَّاقَةُ عَائِذًا لأَنّ وَلَدَهَا يَعُوذُ بِهَا، فَهِيَ فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَقَالَ: إِنما قِيلَ لَهَا عَائِذٌ لأَنها ذَاتُ عَوْذٍ أَي عَاذَ بِهَا وَلَدُهَا عَوْذاً. وَمِثْلُهُ قَوْلِهِ تَعَالَى: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ أَي ذِي دَفْقٍ. والعُوذُ: الْحَدِيثَاتُ النِّتَاجِ مِنَ الظِّبَاءِ والإِبل وَالْخَيْلِ، وَاحِدَتُهَا عَائِذٌ مِثْلُ حَائِلٍ وَحُولٍ. وَيُجْمَعُ أَيضاً عَلَى عُوذان مِثْلَ رَاعٍ ورُعيان وَحَائِرٍ وحُوران. وَيُقَالُ: هِيَ عَائِذٌ بيِّنةُ العُؤُوذ إِذا وَلَدَتْ عَشَرَةَ أَيام أَو خَمْسَةَ عَشَرَ ثُمَّ هِيَ مُطْفِلٌ بعدُ. يُقَالُ: هِيَ فِي عِيَاذِهَا أَي بحِدْثان نِتَاجِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ:

وَمَعَهُمُ العُوذُ المَطافيل

؛ يُرِيدُ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ. والعُوذُ فِي الأَصل: جَمْعُ عَائِذٍ مِنْ هَذَا الَّذِي تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: فأَقبلتم إِليّ إِقبالَ العُوذ المَطافل.

وعَوَذ النَّاسِ: رُذالهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَبَنُو عَيِّذ اللَّهِ: حَيٌّ، وَقِيلَ: حيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عيِّذ اللَّهِ، بِكَسْرِ الْيَاءِ مُشَدَّدَةً، اسْمُ قَبِيلَةٍ. يُقَالُ: هُوَ مِنْ بَنِي عَيِّذِ اللَّهِ، وَلَا يُقَالُ عَائِذُ اللَّهِ. وَيُقَالُ لِلْجُودِيِّ أَيضاً: عَيِّذ. وَعَائِذَةٌ: أَبو حَيٍّ مِنْ ضَبَّةَ، وَهُوَ عَائِذَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مَتَى تسأَل الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمِهِ، ... يَقُلْ لَكَ: إِن العائذيَّ لَئِيمُ

وَبَنُو عَوْذَةَ: مِنَ الأَسْد. وَبَنُو عَوْذَى، مَقْصُورٌ: بَطْنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ساقَ الرُّفَيْداتِ مِنْ عَوْذى وَمِنْ عَمَم، ... والسَّبْيَ مِن رَهْط رِبْعِيٍّ وحَجَّار

وَعَائِذُ اللَّهِ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. وعُوَيْذَة: اسْمُ امرأَة؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:

فإِني وهِجْراني عُوَيْذَةَ، بعد ما ... تَشَعَّبَ أَهواءُ الفؤادِ الشواعِبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>