للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابْنُ سِيدَهْ: والسدِيرُ مَنْبَعُ الماءِ. وسدِيرُ النَّخْلِ: سوادُه ومُجْتَمَعُه. وَفِي نَوَادِرِ الأَصمعي الَّتِي رَوَاهَا عَنْهُ أَبو يَعْلَى قَالَ: قَالَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ السَّدِيرُ العُشْبُ. والأَسْدَرانِ: المنكِبان، وَقِيلَ: عِرقان فِي الْعَيْنِ أَو تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ. وَجَاءَ يَضْرِبُ أَسْدَرَيْه؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْفَارِغِ الَّذِي لَا شُغْلَ لَهُ، وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ: يَضْرِبُ أَسدريه

أَي عِطْفيه وَمَنْكِبَيْهِ يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ عَلَيْهِمَا، وَهُوَ بمعنى الفارغ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا جَاءَ فَارِغًا: جَاءَ يَنفُضُ أَسْدَرَيْه، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَاءَ يَنْفُضُ أَصْدَرَيْه أَي عِطْفَيْهِ. قَالَ: وأَسدراه مَنْكِباه. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: جَاءَ يَنْفُضُ أَزْدَرَيْه، بِالزَّايِ وَذَلِكَ إِذا جَاءَ فَارِغًا لَيْسَ بِيَدِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَقْضِ طَلِبَتَه. أَبو عَمْرٍو: سَمِعْتُ بَعْضَ قَيْسٍ يَقُولُ سَدَلَ الرجُل في البلاد وسدَر إِذا ذَهَبَ فِيهَا فَلَمْ يَثْنِه شَيْءٌ. ولُعْبَة لِلْعَرَبِ يُقَالُ لَهَا: السُّدَّرُ والطُّبَن. ابْنُ سِيدَهْ: والسُّدَّرُ اللعبةُ الَّتِي تُسَمَّى الطُّبَنَ، وَهُوَ خطٌّ مُسْتَدِيرٌ تَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ؛ وَفِي حَدِيثِ

بَعْضِهِمْ: رأَيت أَبا هُرَيْرَةَ: يَلْعَبُ السُّدَّر

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ لُعْبَةٌ يُلْعَبُ بِهَا يُقامَرُ بِهَا، وَتُكْسَرُ سِينُهَا وَتَضُمُّ، وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ عَنْ ثَلَاثَةِ أَبواب؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

يَحْيَى بْنِ أَبي كَثِيرٍ: السُّدّر هِيَ الشَّيْطَانَةُ الصُّغْرَى

يَعْنِي أَنها مِنْ أَمر الشَّيْطَانِ؛ وَقَوْلُ أُمية بْنِ أَبي الصَّلْتِ:

وكأَنَّ بِرْقِعَ، والملائكَ حَوْلَها، ... سَدِرٌ، تَواكَلَه القوائِمُ، أَجْرَدُ «١»

. سَدِرٌ؛ لِلْبَحْرِ، لَمْ يُسْمع بِهِ إِلَّا فِي شِعْرِهِ. قَالَ أَبو علي: وَقَالَ أَجرد لأَنه قَدْ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ إِذا تَموَّجَ. الْجَوْهَرِيُّ: سَدِرٌ اسْمٌ مِنْ أَسماء الْبَحْرِ، وأَنشد بَيْتَ أُمية إِلَّا أَنه قَالَ عِوَضَ حَوْلَهَا حَوْلَه، وَقَالَ عَوِضَ أَجرد أَجْرَبُ، بِالْبَاءِ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَجرد، بِالدَّالِ، كَمَا أَوردناه، وَالْقَصِيدَةُ كُلُّهَا دَالِيَّةٌ؛ وَقَبْلَهُ:

فأَتَمَّ سِتّاً فاسْتَوَتْ أَطباقُها، ... وأَتى بِسابِعَةٍ فَأَنَّى تُورَدُ

قَالَ: وَصَوَابُ قَوْلِهِ حَوْلَهُ أَن يَقُولَ حَوْلَهَا لأَن بِرْقِعَ اسْمٌ مِنْ أَسماء السَّمَاءِ مُؤَنَّثَةٌ لَا تَنْصَرِفُ للتأْنيث وَالتَّعْرِيفِ، وأَراد بِالْقَوَائِمِ هاهنا الرِّيَاحَ، وَتَوَاكَلَتْهُ: تَرَكَتْهُ. يُقَالُ: تَوَاكَلُهُ الْقَوْمُ إِذا تَرَكُوهُ؛ شَبَّهَ السَّمَاءَ بِالْبَحْرِ عِنْدَ سُكُونِهِ وَعَدَمِ تَمَوُّجِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

وكأَنَّ بِرقع، وَالْمَلَائِكُ تَحْتَهَا، ... سَدِرٌ، تَوَاكَلَهُ قَوَائِمُ أَربع

قَالَ: سِدْرٌ يَدُورُ. وَقَوَائِمُ أَربع: قَالَ هُمُ الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْرِي كَيْفَ خَلْقُهُمْ. قَالَ: شَبَّهَ الْمَلَائِكَةِ فِي خَوْفِهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى بِهَذَا الرَّجُلِ السَّدِرِ. وَبَنُو سادِرَة: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وسِدْرَةُ: قَبِيلَةٌ؛ قَالَ:

قَدْ لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعاً ذَا لُها، ... وعَدَداً فَخْماً وعِزّاً بَزَرَى

فأَما قَوْلُهُ:

عَزَّ عَلى لَيْلى بِذِي سُدَيْرِ ... سُوءُ مَبِيتي بَلَدَ الغُمَيْرِ

فَقَدْ يَجُوزُ أَن يُرِيدَ بِذِي سِدْرٍ فَصَغَّرَ، وَقِيلَ: ذُو سُدَيْرٍ مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ. وَرَجُلٌ سَنْدَرَى: شَدِيدٌ، مَقْلُوبٌ عن سَرَنْدَى.

سرر: السِّرُّ: مِنَ الأَسْرار الَّتِي تُكْتَمُ. وَالسِّرُّ: مَا أَخْفَيْتَ، وَالْجَمْعُ أَسرار. وَرَجُلٌ سِرِّيٌّ: يصنع


(١). قوله: [برقع] هو كزبرج وقنفذ السماء السابعة انتهى قاموس

<<  <  ج: ص:  >  >>