الوفاءِ بِهِمَا. والسّرُّ: النِّكَاحُ لأَنه يُكْتم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلكِنْ لَا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا
؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
فَعَفَّ عَنْ إِسْرارِها بَعْدَ الغَسَقْ، ... وَلَمْ يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ
والسُّرِّيَّةُ: الْجَارِيَةُ الْمُتَّخَذَةُ لِلْمَلِكِ وَالْجِمَاعِ، فُعْلِيَّةٌ مِنْهُ عَلَى تَغْيِيرِ النَّسَبِ، وَقِيلَ: هِيَ فُعُّولَة مِنَ السَّرْوِ وَقُلِبَتِ الْوَاوُ الأَخيرة يَاءً طَلبَ الخِفَّةِ، ثُمَّ أُدغمت الْوَاوُ فِيهَا فَصَارَتْ يَاءً مِثْلَهَا، ثُمَّ حُوِّلت الضَّمَّةُ كَسْرَةً لِمُجَاوِرَةِ الْيَاءِ؛ وَقَدْ تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت: عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ. أَبو الْهَيْثَمِ: السِّرُّ الزِّنا، والسِّرُّ الجماع. وقال الحسن: لَا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا
، قَالَ: هُوَ الزِّنَا، قَالَ: هُوَ قَوْلُ أَبي مُجْلِزٍ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَا تُواعِدُوهُنَّ هُوَ أَن يَخْطُبَها فِي الْعِدَّةِ؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ لَا يَصْفُ أَحدكم نَفْسَهُ للمرأَة فِي عِدَّتِهَا فِي النِّكَاحِ والإِكثارِ مِنْهُ. وَاخْتَلَفَ أَهل اللُّغَةِ فِي الْجَارِيَةِ الَّتِي يَتَسَرَّاها مَالِكُهَا لِمَ سُمِّيَتْ سُرِّيَّةً فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نُسِبَتْ إِلى السِّرِّ، وَهُوَ الْجِمَاعُ، وَضَمَّتِ السِّينُ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْحُرَّةِ والأَمة توطأُ، فَيُقَالُ للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كَانَتْ فَاجِرَةً: سِرِّيَّةً، وَلِلْمَمْلُوكَةِ يَتَسَرَّاهَا صَاحِبُهَا: سُرِّيَّةً، مَخَافَةَ اللَّبْسِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: السِّرُّ السُّرورُ، فَسُمِّيَتِ الْجَارِيَةُ سُرِّيَّةً لأَنها مَوْضِعُ سُرورِ الرَّجُلِ. قَالَ: وَهَذَا أَحسن مَا قِيلَ فِيهَا؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة مِنْ قَوْلِكَ تَسَرَّرْت، وَمَنْ قَالَ تَسَرَّيْت فإِنه غَلِطَ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ الصَّوَابُ والأَصل تَسَرَّرْتُ وَلَكِنْ لَمَّا تَوَالَتْ ثلاثُ رَاءَاتٍ أَبدلوا إِحداهن يَاءً، كَمَا قَالُوا تَظَنَّيْتُ مِنَ الظَّنِّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ:
تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ
إِنما أَصله: تَقَضُّض. وَقَالَ بَعْضُهُمُ: استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بِمَعْنَى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية. وَالسِّرِّيَّةُ: الأَمة الَّتِي بَوَّأْتَها بَيْتًا، وَهِيَ فُعْلِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى السِّرِّ، وَهُوَ الْجِمَاعُ والإِخفاءُ، لأَن الإِنسان كَثِيرًا مَا يَسُرُّها ويَسْتُرُها عَنْ حَرْتِهِ، وإِنما ضُمَّتْ سِينُهُ لأَن الأَبنية قَدْ تُغَيَّرُ فِي النِّسْبَةِ خَاصَّةً، كَمَا قَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ، وإِلى الأَرض السَّهْلَة سُهْلِيٌّ، وَالْجَمْعُ السَّرارِي. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ وذُكِرَ لَهَا المتعةُ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا نَجِدُ فِي كَلَامِ اللَّهِ إِلَّا النِّكَاحَ والاسْتِسْرَارَ
؛ تُرِيدُ اتِّخَاذَ السِّرَارِيِّ، وَكَانَ الْقِيَاسُ الِاسْتِسْرَاءُ مَنْ تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سِرِّيَّةً، لَكِنَّهَا رَدَّتِ الْحَرْفَ إِلى الأَصل، وَهُوَ تَسَرَّرْتُ مِنَ السِّرِّ النِّكَاحِ أَو مِنَ السُّرُورِ فأَبدلت إِحدى الرَّاءَاتِ يَاءً، وَقِيلَ: أَصلها الْيَاءُ من الشيء السَّريِّ النفيس. وَفِي حَدِيثِ
سَلَامَةَ: فاسْتَسَرَّني
أَي اتَّخَذَنِي سِرِّيَّةً، وَالْقِيَاسُ أَن تَقُولَ تَسَرَّرَني أَو تَسَرَّانِي فأَما اسْتَسَرَّنِي فَمَعْنَاهُ أَلقي إِليَّ سِرّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ أَبو مُوسَى لَا فَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي الْجَوَازِ. والسرُّ: الذَّكَرُ؛ قَالَ الأَفوه الأَودي:
لَمَّا رَأَتْ سِرِّي تَغَيَّرَ، وانْثَنَى ... مِنْ دونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى
وَفِي التَّهْذِيبِ: السِّرُّ ذَكَرَ الرَّجُلُ فَخَصَّصَهُ. والسِّرُّ: الأَصلُ. وسِرُّ الْوَادِي: أَكرم مَوْضِعٍ فِيهِ، وَهِيَ السَّرارةُ أَيضاً. والسِّرُّ: وسَطُ الْوَادِي، وَجَمْعُهُ سُرور: قَالَ الأَعشى:
كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وسْطَ الغَرِيف، ... إِذا خالَطَ الماءُ مِنْهَا السُّرورا
وَكَذَلِكَ سَرارُه وسَرارَتُه وسُرّتُه. وأَرض سِرٌّ: كريمةٌ طَيِّبَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ أَطيب مَوْضِعٍ فِيهِ، وَجَمْعُ