للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأَمر، وَقَدْ شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قَالَ:

أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ، وإِنَّنِي ... لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ

وَيُرْوَى لَمُشْتَهِر، بِكَسْرِ الْهَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: والشُّهْرَةُ الْفَضِيحَةُ؛ أَنشد الْبَاهِلِيُّ:

أَفِينا تَسُومُ الشَّاهِرِيَّةَ بَعْدَ مَا ... بَدا لَكَ مِنْ شَهْرِ المُلَيْساء، كَوْكَبُ؟

شَهْرُ المُلَيْساء: شَهْرٌ بَيْنَ الصَّفَرِيَّة والشِّتاء، وَهُوَ وَقْتٌ تَنْقَطِعُ فِيهِ المِيرَة؛ يَقُولُ: تَعْرِض عَلَيْنَا الشَّاهِرِيَّةَ فِي وَقْتٍ ليس فيه مِيرة. وتَسُومُ: تَعْرِض. والشَّاهِرِيَّة: ضَرْب مِنَ العِطْر، مَعْرُوفَةٌ. وَرَجُلُ شَهِير وَمَشْهُورٌ: مَعْرُوفُ الْمَكَانِ مَذْكُورٌ؛ وَرَجُلٌ مَشْهور ومُشَهَّر؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَمِنْهُ قَوْلُ

عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِذا قَدمْتُمْ عَلَيْنَا شَهَرْنا أَحْسَنَكم اسْمًا، فإِذا رأَيناكم شَهَرْنا أَحسنكم وَجْهاً، فإِذا بَلَوْناكم كَانَ الاخْتِيارُ.

والشَّهْرُ: القَمَر، سُمِّيَ بِذَلِكَ لشُهرته وظُهوره، وَقِيلَ: إِذا ظَهَرَ وقارَب الْكَمَالَ. اللَّيْثُ: الشَّهْرُ والأَشْهُر عَدَدٌ وَالشُّهُورُ جَمَاعَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالشَّهْرُ الْعَدَدُ الْمَعْرُوفُ مِنَ الأَيام، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه يُشْهَر بِالْقَمَرِ وَفِيهِ عَلَامَةُ ابْتِدَائِهِ وَانْتِهَائِهِ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سُمِّيَ الشَّهْرُ شَهْرًا لِشُهْرَتِهِ وَبَيَانِهِ؛ وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنما سُمي شَهْرًا لِشُهْرَتِهِ وَذَلِكَ أَن النَّاسَ يَشْهَرُون دُخُولَهُ وَخُرُوجَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الشَّهْرُ الْهِلَالُ، سُمِّي بِهِ لِشُهْرَتِهِ وَظُهُورِهِ، أَراد صُومُوا أَوّل الشَّهْرِ وَآخِرَهُ، وَقِيلَ: سِرُّه وسَطه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

، وَفِي رِوَايَةٍ: إِنما الشهْر، أَي أَن فَائِدَةَ ارْتِقاب الْهِلَالِ لَيْلَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لِيُعَرف نَقْصُ الشَّهْرِ قَبْلَهُ، وإِن أُريد بِهِ الشهرُ نفسُه فَتَكُونُ اللَّامُ فِيهِ لِلْعَهْدِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

سُئِل أَيُّ الصَّوْمِ أَفضل بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: شَهْرُ اللَّهِ المحرمُ

؛ أَضافه إِلى اللَّهِ تَعْظِيمًا وَتَفْخِيمًا، كَقَوْلِهِمْ: بَيْتُ اللَّهِ وَآلُ اللَّهِ لِقُرَيْشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصان

؛ يُرِيدُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَذَا الْحِجَّةِ أَي إِنْ نَقَصَ عَدَدُهُمَا فِي الْحِسَابِ فَحُكْمُهُمَا عَلَى التَّمَامِ لِئَلَّا تَحْرَجَ أُمَّتُه إِذا صَامُوا تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، أَو وَقَعَ حَجُّهم خَطَأً عَنِ التَّاسِعِ أَو الْعَاشِرِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ قَضَاءٌ وَلَمْ يَقَعْ فِي نُسُكهم نَقْص. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا أَشبه، وَقَالَ غَيْرُهُ: سُمي شَهْرًا بَاسِمِ الْهِلَالِ إِذا أَهَلَّ سُمِّيَ شَهْرًا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رأَيت الشَّهْرَ أَي رأَيت هِلَالَهُ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمة:

يَرَى الشَّهْرَ قبْلَ الناسِ وَهُوَ نَحِيلُ

ابْنُ الأَعرابي: يُسَمَّى الْقَمَرُ شَهْراً لأَنه يُشْهَرُ بِهِ، وَالْجَمْعُ أَشْهُرٌ وشُهور. وشاهَرَ الأَجيرَ مُشاهَرَةً وشِهاراً: استأْجره للشَّهْر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمُشاهَرَة: الْمُعَامَلَةُ شَهْرًا بِشَهْرٍ. والمُشاهَرة مِنَ الشَّهْرِ: كالمُعاوَمَة مِنَ الْعَامِّ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ وقتُ الْحَجِّ أَشهر مَعْلُومَاتٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الأَشهر الْمَعْلُومَاتُ مِنَ الْحَجِّ شَوَّالٌ وَذُو القَعْدَة وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الحِجَّة، وإِنما جَازَ أَن يُقَالَ أَشهر وإِنما هُمَا شَهْرَانِ وعشرٌ مِنْ ثَالِثٍ وَذَلِكَ جَائِزٌ فِي الأَوقات. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ؛ وإِنما يَتَعَجَّلُ فِي يَوْمٍ وَنِصْفٍ. وَتَقُولُ الْعَرَبُ: لَهُ اليومَ يَوْمَانِ مُذْ لَمْ أَرَهُ، وإِنما هُوَ يَوْمٌ وَبَعْضُ آخَرَ؛ قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَائِزٍ فِي غَيْرِ الْمَوَاقِيتِ لأَن العرَب قَدْ تفعَل الفِعْل فِي أَقلَّ مِنَ

<<  <  ج: ص:  >  >>