أَي كَانُوا غَافِلِينَ عَنْ حِفْظِ مقامِهم وَمَا هُمْ فِيهِ مِنْ مُقابلة العَدُوِّ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنه أَغارَ عَلَى بنِي المُصْطَلِق وَهُمْ غارُّون
؛ أَي غَافِلُونَ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: كُتِبَ إِلى أَبي عُبَيدة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَن لَا يُمْضِيَ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى إِلا بَعِيدَ الغِرّة حَصِيف العُقْدة
أَي مِنْ بَعْدِ حِفْظِهِ لِغَفْلَةِ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: لَا تطْرُقُوا النِّسَاءَ وَلَا تَغْتَرّوهُنّ أَي لَا تَدْخُلُوا إِليهن عَلَى غِرّة.
يُقَالُ: اغْتَرَرْت الرَّجُلَ إِذا طَلَبْتَ غِرّتَه أَي غَفْلَتَهُ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ
حَاطِبٍ: كُنْتُ غَرِيراً فِيهِمْ
أَي مُلْصَقاً مُلازماً لَهُمْ؛ قَالَ: قَالَ بَعْضُ المتأَخرين هَكَذَا الرِّوَايَةُ وَالصُّوَابُ: كُنْتُ غَرِيًّا أَي مُلْصَقاً. يُقَالُ: غَرِيَ فلانٌ بِالشَّيْءِ إِذا لَزِمَهُ؛ وَمِنْهُ الغِراء الَّذِي يُلْصَقُ بِهِ. قَالَ: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ: كُنْتُ عَرِيراً، قَالَ: وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنْهُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَما الْهَرَوِيُّ فَلَمْ يُصَحِّفْ وَلَا شَرَحَ إِلا الصَّحِيحَ، فإِن الأَزهري وَالْجَوْهَرِيَّ وَالْخَطَّابِيَّ وَالزَّمَخْشَرِيَّ ذَكَرُوا هَذِهِ اللَّفْظَةَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ فِي تَصَانِيفِهِمْ وَشَرَحُوهَا بِالْغَرِيبِ وَكَفَاكَ بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ حُجَّةً لِلْهَرَوِيِّ فِيمَا رَوَى وَشَرَحَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعلم. وغَرْغَرْتُ رأْسَ الْقَارُورَةِ إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ.
غزر: الغَزارةُ: الْكَثْرَةُ، وَقَدْ غَزُرَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، يَغْزُر، فَهُوَ غَزِيرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: الغَزِيرُ الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وأَرض مغزورةٌ: أَصابها مطرٌ غَزِيرُ الدَّرِّ. والغزِيرة مِنَ الإِبل وَالشَّاءِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ ذَوَاتِ اللَّبَنِ: الكثيرةُ الدَّرِّ. وغَزُرَت الماشيةُ عَنِ الكلإِ: دَرَّت أَلبانُها. وَهَذَا الرِّعْيُ مُغْزِرةٌ لِلَّبَنِ: يَغزُر عَلَيْهِ اللَّبَنُ. والمُغْزِرة: ضرْبٌ مِنَ النَّبَاتِ يُشْبِه ورَقُه وَرَقَ الحُرْف غُبْرٌ صِغَارٌ وَلَهَا زَهْرَةٌ حَمْرَاءُ شَبِيهَةٌ بالجُلَّنار، وَهِيَ تُعْجِبُ الْبَقَرَ جِدًّا وتَغْزُر عَلَيْهَا، وَهِيَ ربْعيَّة، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسُرْعَةِ غَزْرِ الْمَاشِيَةِ عَلَيْهَا؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. اللَّيْثُ: غَزُرَت الناقةُ وَالشَّاةُ كثُرَ لبنُها، فَهِيَ تَغْزُرُ غَزارةً، وَهِيَ غَزِيرة كَثِيرَةُ اللَّبَنِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
مَنْ مَنَحَ مَنيحةَ لَبَنٍ بَكِيئةً كَانَتْ أَو غَزِيرةً
؛ أَي كَثِيرَةُ اللَّبَنِ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي ذَرٍّ: هَلْ يَثْبُت لَكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ وأَرْبَعِ شِيَاهٍ غُزرٍ
؛ هِيَ جَمْعُ غَزِيرة كَثِيرَةِ اللَّبَنِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ وَالْمَعْرُوفُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايَيْنِ جَمْعُ عَزُوزٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ؛ وَمَطَرٌ غَزِيرٌ وَمَعْرُوفٌ غَزِيرٌ وعينٌ غَزيرة الْمَاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيُقَالُ نَاقَةٌ ذَاتُ غُزْرٍ أَي ذَاتُ غزارةٍ وَكَثْرَةِ اللَّبَنِ. ابْنُ الأَعرابي: المُغازَرةُ أَن يُهْدِيَ الرجلُ شَيْئًا تافِهاً لِآخَرَ ليُضاعِفَه بِهَا. وَقَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ: الجانبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ؛ المُسْتَغْزِرُ: الَّذِي يَطْلُبُ أَكثر مِمَّا يُعْطِي، وَهِيَ المُغازَرة؛ وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَن الغَريب الَّذِي لَا قَرَابَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَكَ إِذا أَهدى لَكَ شَيْئًا يَطْلُبُ أَكثر مِنْهُ فإِنه يُثَابُ منْ هَدِيّتهِ أَي أَعْطِه فِي مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ. واسْتَغْزَرَ: طَلَبَ أَكثر مِمَّا أَعطى. وَبِئْرٌ غَزِيرة: كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ عَيْنُ الْمَاءِ وَالدَّمْعِ، وَالْجَمْعُ غِزارٌ، وَقَدْ غَزُرَت غَزارةً وغَزْراً وغُزْراً، وَقِيلَ: الغُزْرُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ الْمَصْدَرُ، والغَزْرُ الِاسْمُ مِثْلَ الضَّرْب. وأَغزَرَ المعروفَ: جَعَلَهُ غَزيراً. وأَغْزَرَ القومُ: غَزُرَت إِبلُهم وشاؤُهم وَكَثُرَتْ أَلبانها؛ وَنُوقٌ غِزَار، وَالْجَمْعُ غُزْر مِثْلَ جَوْن وجُون وأُذن حَشْرٌ وآذانٌ حُشْرٌ. وقومٌ مُغْزَرٌ لَهُمْ: غزُرت إِبلُهم أَو أَلْبانُهم. والتَّغْزِير: أَن تَدَعَ حَلْبة بَيْنَ حَلْبتين وَذَلِكَ إِذا