للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسْتَرْعَيْتُ مَالِيَ القَمَرَ إِذا تَرَكْتَهُ هَمَلًا لَيْلًا بِلَا رَاعٍ يَحْفَظُهُ، واسْتَرْعَيْتُه الشمسَ إِذا أَهْمَلته نَهَارًا؛ قَالَ طَرَفَةُ:

وكانَ لَهَا جارانِ قابُوسُ مِنْهُمَا ... وبِشْرٌ، وَلَمْ أَسْتَرْعِها الشمسَ والقَمر

أَي لَمْ أُهْمِلْها؛ قَالَ وأَراد البَعِيثُ هَذَا الْمَعْنَى بِقَوْلِهِ:

بحَبْلِ أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ سَرَحْتُها، ... وَمَا غَرَّني مِنْهَا الكواكبُ والقَمَرْ

وتَقَمَّرْته: أَتيته فِي القَمْراء. وتَقَمَّر الأَسدُ: خَرَجَ يَطْلُبُ الصيدَ فِي القَمْراء؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَثْمةَ الضَّبِّيِّ:

أَبْلِغْ عُثَيْمَةَ أَنَّ رَاعِيَ إِبْلِهِ ... سَقَطَ العَشاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ

سَقَطَ العَشاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ، ... حَامِي الذِّمارِ مُعاوِدِ الأَقْرانِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مَثَلٌ لِمَنْ طَلَبَ خَيْرًا فَوَقَعَ فِي شَرٍّ، قَالَ: وأَصله أَن يَكُونَ الرَّجُلُ فِي مَفازةٍ فَيَعْوِي لِتُجِيبَهُ الكلابُ بنُباحِها فَيَعْلَمُ إِذا نَبَحَتْه الكلابُ أَنه مَوْضِعُ الحَيِّ فَيَسْتَضِيفُهُمْ، فَيَسْمَعُ الأَسدُ أَو الذِّئْبُ عُواءَه فَيَقْصِدُ إِليه فيأْكله؛ قَالَ: وَقَدْ قِيلَ إِن سِرْحَانَ هَاهُنَا اسْمُ رَجُلٍ كَانَ مُغِيراً فَخَرَجَ بعضُ الْعَرَبِ بإِبله ليُعَشِّيَها فهَجَم عَلَيْهِ سِرْحانُ فَاسْتَاقَهَا؛ قَالَ: فَيَجِبُ عَلَى هَذَا أَن لَا يَنْصَرِفَ سِرْحَانُ لِلتَّعْرِيفِ وَزِيَادَةِ الأَلف وَالنُّونِ، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ هُوَ الْقَوْلُ الأَوّل. وقَمَروا الطيرَ: عَشَّوْها فِي اللَّيْلِ بِالنَّارِ ليَصِيدُوها، وَهُوَ مِنْهُ؛ وَقَوْلُ الأَعشى:

تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ ... قُضاعِيَّةً، تأْتي الكواهِنَ ناشِصا

يَقُولُ: صادَها فِي القَمْراء، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَصُرَ بِهَا فِي القَمْراء، وَقِيلَ: اخْتَدَعها كَمَا يُخْتَدَعُ الطَّيْرُ، وَقِيلَ: ابْتَنى عَلَيْهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: تَقَمَّرها أَتاها فِي القَمْراء، وَقَالَ الأَصمعي: تَقَمَّرها طَلَبَ غِرَّتَها وخَدَعها، وأَصله تَقَمَّر الصَّيَّادُ الظِّباءَ والطَّيْرَ بِاللَّيْلِ إِذا صَادَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ فَتَقْمَرُ أَبصارُها فتُصاد؛ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ الأَسد:

وراحَ عَلَى آثَارِهِمْ يَتَقَمَّرُ

أَي يَتَعَاهَدُ غِرَّتَهم، وكأَنَّ القِمارَ مأْخوذ مِنِ الخِدَاع؛ يُقَالُ: قامَره بالخِدَاعِ فَقَمَرَهُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي بَيْتِ الأَعشى: تَقَمَّرها تَزَوَّجَهَا وَذَهَبَ بِهَا وَكَانَ قَلْبُها مَعَ الأَعشى فأَصبحت وَهِيَ قُضَاعِيَّةٌ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سأَلت ابْنَ الأَعرابي عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَقَمَّرها فَقَالَ: وَقَعَ عَلَيْهَا وَهُوَ سَاكِتٌ فَظَنَّتْهُ شَيْطَانًا. وَسَحَابٌ أَقْمَرُ: مَلآنُ؛ قَالَ:

سَقى دارَها جَوْنُ الرَّبابةِ مُخْضِلٌ، ... يَسُحُّ فَضِيضَ الْمَاءِ مِن قَلَعٍ قُمْرِ

وقَمِرَتِ القِرْبةُ تَقْمَرُ قَمَراً إِذا دَخَلَ الْمَاءُ بَيْنَ الأَدَمَةِ والبَشَرة فأَصابها فضاء وَفَسَادٌ؛ وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ شَيْءٌ يُصِيبُ الْقِرْبَةَ مِنَ القَمَرِ كَالِاحْتِرَاقِ. وقَمِرَ السقاءُ قَمَراً: بَانَتْ أَدَمَتُه مِنْ بَشَرَتِه. وقَمِرَ قَمَراً: أَرِقَ فِي القَمَر فَلَمْ يَنَمْ. وقَمِرَتِ الإِبلُ: تأَخر عَشاؤها أَو طَالَ فِي القَمَر، والقَمَرُ: تَحَيُّرُ الْبَصَرِ مِنَ الثَّلْجِ. وقَمِرَ الرجلُ يَقْمَرُ قَمَراً: حَارَ بَصَرُهُ فِي الثَّلْجِ فَلَمْ يُبْصِرْ. وقَمِرَتِ الإِبلُ أَيضاً: رَوِيتْ مِنَ الْمَاءِ. وقَمِرَ الكلأُ والماءُ وَغَيْرُهُ: كَثُرَ. وَمَاءٌ قَمِرٌ: كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

فِي رأْسِه نَطَّافةٌ ذاتُ أُشَرْ، ... كنَطَفانِ الشَّنِّ فِي الماءِ القَمِرْ

وأَقْمَرَتِ الإِبلُ: وَقَعَتْ فِي كَلإٍ كَثِيرٍ. وأَقْمَر

<<  <  ج: ص:  >  >>