للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تِفْعالٍ وتَفْعال؟ فَقَالَ: تِفْعالٌ اسْمٌ، وتَفْعالٌ، بِالْفَتْحِ، مَصْدَرٌ. وتَكَرْكَرَ الرجلُ فِي أَمره أَي ثردّد. والمُكَرر مِنَ الْحُرُوفِ: الرَّاءُ، وَذَلِكَ لأَنك إِذا وَقَفْتَ عَلَيْهِ رأَيت طَرَفَ اللِّسَانِ يَتَغَيَّرُ بِمَا فِيهِ مِنَ التَّكْرِيرِ، وَلِذَلِكَ احْتُسِبَ فِي الإِمالة بِحَرْفَيْنِ. والكَرَّةُ: البَعْث وتَجْديدُ الخَلْق بَعْدَ الفَناء. وكَرّ المريضُ يَكِرُّ كَرِيراً: جَادَ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ وحَشْرَجَ، فإِذا عَدَّيته قُلْتَ كَرَّه يَكُرّه إِذا رَدَّه. والكَرِير: الحَشْرَجَة، وَقِيلَ: الْحَشْرَجَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقِيلَ: الكَرِيرُ صَوْتٌ فِي الصَّدْرِ مِثْلُ الحَشْرَجَة وَلَيْسَ بِهَا؛ وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الْخَيْلِ فِي صُدُورِهَا، كَرَّ يَكِرُّ، بِالْكَسْرِ، كَرِيراً مِثْلَ كرِيرِ المُخْتَنِقِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «١»

يَكِرُّ كَرِيرَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه ... ليَقْتُلَنِي، والمرءُ ليسَ بقَتَّال

والكَرِيرُ: صَوْتٌ مِثْلُ صَوْتِ المُخْتَنِق أَو المَجْهُود؛ قَالَ الأَعشى:

فأَهْلي الفِداءُ غَداةَ النِّزال، ... إِذا كَانَ دَعْوَى الرجالِ الكَرِيرَا

والكَرِيرُ: بُحَّة تَعْتَرِي مِنَ الْغُبَارِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، تَضَيَّفُوا أَبا الهَيْثَم فَقَالَ لامرأَته: مَا عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: شَعِيرٌ، قَالَ: فكَرْكِري

أَي اطْحَنِي. والكَرْكَرة: صَوْتٌ يُرَدِّدُهُ الإِنسان فِي جَوْفِهِ. والكَرُّ: قَيْدٌ مِنْ لِيفٍ أَو خُوصٍ. والكَرّ، بِالْفَتْحِ: الْحَبْلُ الَّذِي يُصْعَدُ بِهِ عَلَى النَّخْلِ، وَجَمْعُهُ كُرورٌ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا يُسَمَّى بِذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الْحِبَالِ؛ قَالَ الأَزهري: وَهَكَذَا سَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ فِي الكَرّ ويُسَوَّى مِنْ حُرِّ اللِّيف؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

كالكَرِّ لَا سَخْتٌ وَلَا فِيهِ لَوَى

وَقَدْ جَعَلَ الْعَجَّاجُ الكَرّ حَبْلًا تُقاد بِهِ السُّفُنُ فِي الْمَاءِ، فَقَالَ:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرورِ

والصَّرارِيُّ: المَلَّاحُ، وَقِيلَ: الكَرّ الْحَبْلُ الْغَلِيظُ. أَبو عُبَيْدَةَ: الكَرّ مِنَ اللِّيفِ وَمِنْ قِشْرِ الْعَرَاجِينِ وَمِنَ العَسِيب، وَقِيلَ: هُوَ حَبْل السَّفِينة، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْحَبْلُ، فَعَمَّ بِهِ. والكَرُّ: حبلُ شِراعِ السَّفِينَةِ، وَجَمْعُهُ كُرورٌ؛ وأَنشد بَيْتَ الْعَجَّاجُ:

جَذْبَ الصراريِّين بِالْكُرُورِ

والكِرَارانِ: مَا تَحْتَ المِيرَكَةِ مِنَ الرَّحْل؛ وأَنشد:

وَقَفْتُ فِيهَا ذاتَ وَجْهٍ ساهِمِ ... سَجْحاءَ ذاتَ مَحْزِمٍ جُراضِمِ،

تُنْبِي الكِرارَيْن بصُلْبٍ زاهِمِ

والكَرّ: مَا ضَمَّ ظَلِفَتي الرَّحْلِ وجَمَع بَيْنَهُمَا، وَهُوَ الأَديم الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ الظَّلِفاتُ مِنَ الرَّحْلِ، وَالْجَمْعُ أَكرار؛ والبِدادانِ فِي القَتَبِ بِمَنْزِلَةِ الكَرّ فِي الرَّحْلِ، غَيْرَ أَن البِدادَينِ لَا يَظْهَرَانِ مِنْ قُدّام الظَّلِفة. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالصَّوَابُ فِي أَكْرارِ الرَّحْلِ هَذَا، لَا مَا قَالَهُ فِي الكِرارَيْن مَا تَحْتَ الرَّحْلِ. والكَرَّتانِ: القَرَّتان، وَهُمَا الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ لُغَةٌ حَكَاهَا يَعْقُوبُ. والكَرّ والكُرُّ: مِنْ أَسماء الْآبَارِ، مُذَكَّرٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ الحِسْيُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ الآجِنُ ليَصْفُوَ، وَالْجَمْعُ كِرارٌ؛ قَالَ كُثَيِّر:

أُحِبُّكِ، مَا دامَتْ بنَجْدٍ وَشِيجَةٌ، ... وَمَا ثَبَتتْ أُبْلَى به وتِعَارُ


(١). الشاعر هو إمرؤ القيس:

<<  <  ج: ص:  >  >>