للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيُقَالُ انْجُرِي لِصِبْيانِك ورِعائِك، وَيُقَالُ: ماءٌ مَنْجُور أَي مُسَخَّنٌ؛ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ العَصيدةُ ثُمَّ النجِيرة ثُمَّ الحَسُوُّ. والنَّجِيرة: لَبن وطَحِينٌ يُخْلَطان، وَقِيلَ: هُوَ لبنٌ حليبٌ يُجْعَلُ عَلَيْهِ سَمْن، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ وطَحِين يُطْبخ. ونَجَرْتُ الْمَاءَ نَجْراً: أَسخنته بالرَّضَفَةِ. والمِنْجَرةُ: حَجَرٌ مُحْمًى يُسخَّن بِهِ الْمَاءُ وَذَلِكَ الْمَاءُ نَجِيرةٌ. ولأَنْجُرَنّ نَجِيرَتَك أَي لأَجْزِينَّك جَزاءَك؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والنَّجَرُ والنَّجَرانُ: العطشُ وشِدّة الشرْب، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَمْتَلِئَ بَطْنُهُ مِنَ الْمَاءِ واللبَنِ الْحَامِضِ وَلَا يَرْوَى مِنَ الْمَاءِ، نَجِرَ نَجَراً، فَهُوَ نَجِرٌ. والنجَرُ: أَن تأْكل الإِبل وَالْغَنَمُ بُزُورَ الصحْراءِ فَلَا تَرْوَى. والنجَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: عطَشٌ يأْخذ الإِبل فَتَشْرَبُ فَلَا تروَى وتمرَض عَنْهُ فَتَمُوتُ، وَهِيَ إِبل نَجْرَى ونَجارَى ونَجِرَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: النَّجَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، عَطَشٌ يُصِيبُ الإِبل وَالْغَنَمَ عَنْ أَكل الحِبَّةِ فَلَا تَكَادُ تروَى مِنَ الْمَاءِ؛ يُقَالُ: نَجِرَتِ الإِبلُ ومَجِرَتْ أَيضاً؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:

حَتَّى إِذا مَا اشْتَدّ لُوبانُ النَّجَرْ، ... ورشَفَتْ ماءَ الإِضاءِ والغُدُرْ

ولاحَ لِلعَيْنِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ، ... كَشُعْلةِ القابِس تَرْمي بالشَّرَرْ

يَصِفُ إِبلًا أَصابها عَطَشٌ شَدِيدٌ. واللُّوبانُ واللُّوابُ: شِدّةُ العطشِ. وسُهَيْلٌ: يَجِيءُ فِي آخِرِ الصَّيْفِ وإِقْبالِ البَرْدِ فَتَغْلُظُ كُروشُها فَلَا تُمْسِكُ الماءَ وَلِذَلِكَ يُصِيبُها العطشُ الشَّدِيدُ. التَّهْذِيبُ: نَجِرَ يَنْجَرُ نَجَراً إِذا أَكثر مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ وَلَمْ يكَدْ يروَى. قَالَ يَعْقُوبُ: وَقَدْ يُصِيبُ الإِنسانَ «٣»؛ وَمِنْهُ شهرُ ناجِرٍ. وكل شهر في صَمِيمِ الحَرِّ، فَاسْمُهُ ناجِرٌ لأَن الإِبل تَنْجَرُ فِيهِ أَي يَشتَدُّ عَطَشُهَا حَتَّى تَيْبَسَ جُلُودُها. وصَفَرٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لْهُ ناجرٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

صَرًى آجِنٌ يَزْوِي لَهُ المَرْءُ وجْهَه، ... إِذا ذاقَه الظَّمْآنُ فِي شَهْرِ ناجِرٍ

ابْنُ سِيدَهْ: والنَّجْر الحرُّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً، ... وأَتتكَ وافِدةٌ مِنَ النَّجْرِ

وَشَهْرَا ناجرٍ وآجرٍ: أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ، وَيَزْعُمُ قَوْمٌ أَنهما حَزِيرانُ وتَمُّوزُ، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ إِنما هُوَ وَقْتُ طُلُوعِ نَجْمَيْنِ مِنْ نُجُومِ القَيْظ؛ وأَنشد عَرْكَةُ الأَسدي:

تُبَرِّدُ مَاءَ الشَّنِّ فِي لَيْلَةِ الصَّبا، ... وتَسْقِينِيَ الكُرْكورَ فِي حَرِّ آجِرِ

وَقِيلَ: كُلُّ شَهْرٍ مِنْ شُهُورِ الصَّيْفِ نَاجِرٌ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

كنِعاج وَجْرَةَ، ساقَهُنّ ... إِلى ظِلال السِّدْرِ ناجِرْ

وناجِرٌ: رَجَبٌ، وَقِيلَ: صَفَرٌ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن الْمَالَ إِذا وَرَدَ شُرِبَ الْمَاءَ حَتَّى يَنْجَرَ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

صَبَحْناهُمُ كأْساً مِنَ الموتِ مُرَّةً ... بناجِرَ، حَتَّى اشتَدّ حَرُّ الودائِقِ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ بِناجَرَ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَجَمْعُهَا نَوَاجِرُ. الْمُفَضَّلُ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ


(٣). قوله [قَالَ يَعْقُوبُ وَقَدْ يُصِيبُ الانسان] عبارة يعقوب كما في الصحاح: وقد يصيب الانسان النجر من شرب اللبن الحامض فَلَا يَرْوَى مِنَ الْمَاءِ

<<  <  ج: ص:  >  >>