للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ أَبو عَمْرٍو: النَّظْرَةُ الشُّنْعَةُ والقُبْحُ. ويقال: إِن فِي هَذِهِ الْجَارِيَةِ لَنَظْرَةً إِذا كَانَتْ قَبِيحَةً. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ فِيهِ نَظْرَةٌ ورَدَّةٌ أَي يَرْتَدُّ النَّظَرُ عَنْهُ مِنْ قُبْحِهِ. وَفِيهِ نَظْرَةٌ أَي قُبْحٌ؛ وأَنشد الرِّياشِيُّ:

لَقَدْ رَابَني أَن ابْنَ جَعْدَةَ بادِنٌ، ... وَفِي جِسْمِ لَيْلى نَظْرَةٌ وشُحُوبُ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رأَى جَارِيَةً فَقَالَ: إِن بِهَا نَظْرَةً فاسْتَرْقُوا لَهَا

؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِن بِهَا إِصابة عَيْنٍ مِنْ نَظَرِ الجِنِّ إِليها، وَكَذَلِكَ بِهَا سَفْعَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ

؛ قَالَ أَهل اللُّغَةِ: مَعْنَاهُ غَيْرَ مُنْتَظِرِينَ بُلُوغَهُ وإِدراكه. وَفِي الْحَدِيثُ:

أَن عَبْدَ اللَّهِ أَبا النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بامرأَة تَنْظُرُ وتَعْتافُ، فرأَتْ فِي وَجْهِهِ نُوراً فَدَعَتْهُ إِلى أَن يَسْتَبْضِعَ مِنْهَا وتُعْطِيَهُ مِائَةً مِنَ الإِبل فأَبى

، قَوْلُهُ: تَنْظُرُ أَي تَتَكَهَّنُ، وَهُوَ نَظَرُ تَعَلُّمٍ وفِراسةٍ، وَهَذِهِ المرأَة هِيَ كاظمةُ بنتُ مُرٍّ، وَكَانَتْ مُتَهَوِّدَةً قَدْ قرأَت الْكُتُبَ، وَقِيلَ: هِيَ أُختُ ورَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ. والنَّظْرَةُ: عَيْنُ الْجِنِّ. والنَّظْرَةُ: الغَشْيَةُ أَو الطَّائِفُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَدْ نُظِرَ. وَرَجُلٌ فِيهِ نَظْرَةٌ أَي عيبٌ. والمنظورُ: الَّذِي أَصابته نَظْرَةٌ. وَصَبِيٌّ مَنْظُورٌ: أَصابته الْعَيْنُ. والمنظورُ: الَّذِي يُرْجَى خَيْرُه. وَيُقَالُ: مَا كَانَ نَظِيراً لِهَذَا وَلَقَدْ أَنْظَرْتُه، وَمَا كَانَ خَطِيراً وَلَقَدْ أَخْطَرْتُه. ومَنْظُورُ بْنُ سَيَّارٍ: رجلٌ. ومَنْظُورٌ: اسمُ جِنِّيٍّ؛ قَالَ:

وَلَوْ أَنَّ مَنْظُوراً وحَبَّةَ أَسْلما ... لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئا لِي قَذَاكُما

وحَبَّةُ: اسْمُ امرأَة عَلِقَها هَذَا الْجِنِّيُّ فَكَانَتْ تَطَبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُها. وناظِرَةُ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ أَو مَوْضِعٌ. ونَواظِرُ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

وصَدَّتْ عَنْ نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ ... قَتَاماً، هاجَ عَيْفِيًّا وَآلَا «١»

وَبَنُو النَّظَّارِ: قَوْمٌ مِنْ عُكْلٍ، وإِبل نَظَّاريَّة: مَنْسُوبَةٌ إِليهم؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

يَتْبَعْنَ نَظَّارِيَّة سَعُومَا

السَّعْمُ: ضَرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبل.

نعر: النُّعْرَةُ والنُّعَرَةُ: الخَيْشُوم، وَمِنْهَا يَنْعِرُ النَّاعِرُ. والنَّعْرَةُ: صوتٌ فِي الخَيْشُوم؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

إِني وربِّ الكَعْبَةِ المَسْتُورَه، ... والنَّعَراتِ مِنْ أَبي مَحْذُورَه

يَعْنِي أَذانه. ونَعَرَ الرجلُ يَنْعَرُ ويَنْعِرُ نَعِيراً ونُعاراً: صاحَ وصَوَّتَ بِخَيْشُومِهِ، وَهُوَ مِنَ الصَّوْتِ. قَالَ الأَزهري: أَما قَوْلُ اللَّيْثِ فِي النَّعِيرِ إِنه صَوْتٌ فِي الْخَيْشُومِ وَقَوْلُهُ النُّعَرَةُ الخيشومُ، فَمَا سَمِعْتُهُ لأَحد مِنَ الأَئمة، قَالَ: وَمَا أَرى اللَّيْثَ حَفِظَهُ. والنَّعِيرُ: الصِّياحُ. والنَّعِيرُ: الصُّراخُ فِي حَرْب أَو شَرّ. وامرأَة نَعَّارَةٌ: صَخَّابَةٌ فَاحِشَةٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. وَيُقَالُ: غَيْرَى نَعْرَى للمرأَة؛ قَالَ الأَزهري: نَعْرَى لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ تأْنيث نَعْرانَ، وَهُوَ الصَّخَّابُ، لأَن فَعْلانَ وفَعْلى يَجِيئَانِ فِي بَابِ فَعِلَ يَفْعَلُ وَلَا يَجِيئَانِ فِي بَابِ فَعَلَ يَفْعِلُ. قَالَ شَمِرٌ: النَّاعِرُ عَلَى وَجْهَيْنِ: النَّاعِرُ المُصَوِّتُ والنَّاعِرُ العِرْقُ الَّذِي يَسِيلُ دَمًا. ونَعَرَ عِرْقُه


(١). قوله [عيفياً] كذا بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>