للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقِيلَ: هُوَ مِنْ صِغَارِ الْعَصَافِيرِ تَرَاهُ أَبداً صَغِيرًا ضاوِيّاً. والنُّغَرُ: أَولاد الْحَوَامِلِ إِذا صَوَّتَتْ ووزَّغَتْ أَي صَارَتْ كالوَزَغِ فِي خِلْقَتِهَا صِغَرٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ النُّعَرُ، بِالْعَيْنِ، وَيُقَالُ مِنْهُ: مَا أَجَنَّتِ الناقةُ نُغَراً قَطُّ أَي مَا حَمَلَتْ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:

كالشَّدَنِيَّاتِ يُساقِطْنَ النُّغَرْ

ونَغِرَ مِنَ الْمَاءِ نَغَراً: أَكثر. وأَنْغَرَت الشاةُ: لُغَةٌ فِي أَمْغَرَتْ، وَهِيَ مُنْغِرٌ: احمَرَّ لَبَنُهَا وَلَمْ تُخْرِطْ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يَكُونَ فِي لَبَنِهَا شُكْلَةُ دَمٍ فإِذا كَانَ ذَلِكَ لَهَا عَادَةً، فَهِيَ مِنغارٌ. قَالَ الأَصمعي: أَمْغَرَتِ الشاةُ وأَنْغَرَتْ، وَهِيَ شَاةٌ مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ إِذا حُلِبَتْ فَخَرَجَ مَعَ لَبَنِهَا دَمٌ. وَشَاةٌ مِنْغارٌ: مِثْلُ مِمْغار. وجُرْحٌ نَغَّارٌ: يَسِيلُ مِنْهُ الدَّمُ؛ قَالَ أَبو مَالِكٍ: يُقَالُ نَغَرَ الدَّمُ ونَعَرَ وتَغَرَ كُلُّ ذَلِكَ إِذا انْفَجَرَ، وَقَالَ العُكْلِيُّ: شَخَبَ العِرْقُ ونَغَر ونَعَرَ؛ قَالَ الكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ:

وعاثَ فيهنَّ مِنْ ذِي ليَّةٍ نُتِقَتْ، ... أَو نازِفٌ مِنْ عُرُوقِ الجَوْفِ نَغَّارُ

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: نَغَّارٌ سَيَّالٌ.

نفر: النَّفْرُ: التَّفَرُّقُ. يقال: لَقِيتُهُ قَبْلَ كُلِّ صَيْحٍ ونَفْرٍ أَي أَولًا، والصَّيْحُ: الصِّياحُ. والنَّفْرُ: التَّفَرُّقُ؛ نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ وتَنْفُر نِفاراً ونُفُوراً وَدَابَّةٌ نافِرٌ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ نافِرَةٌ، وَكَذَلِكَ دَابَّةٌ نَفُورٌ، وكلُّ جازِعٍ مِنْ شَيْءٍ نَفُورٌ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

إِذا نَهَضَتْ فِيهِ تَصَعَّدَ نَفْرُها، ... كَقِتْر الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صيابُها

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما هُوَ اسْمٌ لِجَمْعِ نَافِرٍ كَصَاحِبٍ وصَحْبٍ وَزَائِرٍ وزَوْرٍ وَنَحْوِهِ. ونَفَرَ القومُ يَنْفِرُون نَفْراً ونَفِيراً. وَفِي حَدِيثِ

حَمْزَةَ الأَسلمي: نُفِّرَ بِنَا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

؛ يُقَالُ: أَنْفَرْنا أَي تَفَرَّقَتْ إِبلنا، وأُنْفِرَ بِنَا أَي جُعِلنا مُنْفِرِين ذَوِي إِبلٍ نافِرَةٍ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

زَيْنَبَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فأَنْفَرَ بِهَا الْمُشْرِكُونَ بَعِيرَها حَتَّى سَقَطَتْ.

ونَفَرَ الظَّبْيُ وَغَيْرُهُ نَفْراً ونَفَراناً: شَرَدَ. وظَبْيٌ نَيْفُورٌ: شَدِيدُ النِّفارِ. واسْتَنْفَرَ الدَّابَّةَ: كَنَفَّرَ. والإِنْفارُ عَنِ الشَّيْءِ والتَّنْفِيرُ عَنْهُ والاسْتِنْفارُ كلُّه بِمَعْنًى. والاسْتِنْفارُ أَيضاً: النُّفُورُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

ارْبُطْ حِمارَكَ، إِنه مُسْتَنْفِرٌ ... فِي إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ

أَي نَافِرٌ: وَيُقَالُ: فِي الدَّابَّةِ نِفارٌ، وَهُوَ اسمٌ مِثْلُ الحِرانِ؛ ونَفَّرَ الدَّابَّةَ واسْتَنْفَرَها. وَيُقَالُ: اسْتَنْفَرْتُ الوحشَ وأَنْفَرْتُها ونَفَّرْتُها بِمَعْنًى فَنَفَرَتْ تَنْفِرُ واسْتَنْفَرَتْ تَسْتَنْفِرُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ

؛ وَقُرِئَتْ: مستنفِرة، بِكَسْرِ الْفَاءِ، بِمَعْنَى نَافِرَةٍ، وَمَنْ قرأَ مستنفَرة، بِفَتْحِ الْفَاءِ، فَمَعْنَاهَا مُنَفَّرَةٌ أَي مَذْعُورَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا

أَي لَا تَلْقَوْهُمْ بِمَا يَحْمِلُهُمْ عَلَى النُّفُورِ. يُقَالُ: نَفَرَ يَنْفِر نُفُوراً ونِفاراً إِذا فَرَّ وَذَهَبَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِن مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ

أَي مَنْ يَلْقى الناسَ بالغِلْظَةِ والشِّدَّةِ فَيَنْفِرُونَ مِنَ الإِسلام والدِّين. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تُنَفِّرِ الناسَ.

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه اشْتَرَطَ لِمَنْ أَقْطَعَهُ أَرضاً أَن لَا يُنَفَّرَ مالُه

أَي لَا يُزْجَرَ مَا يَرْعَى مِنْ مَالِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>