للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَاشِزٌ لَا يَزَالُ يَضْرِبُ مِنْ دَاءٍ أَو غَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

فَمَا لَيْلى بناشِزَةِ القُصَيْرى ... وَلَا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: نَاشِزَةُ القُصَيْرى أَي لَيْسَتْ بِضَخْمَةِ الْجَنْبَيْنِ مُشْرِفَةِ القُصَيْرى بِمَا عَلَيْهَا مِنَ اللَّحْمِ. وأَنْشَزَ الشيءَ: رَفَعَهُ عَنْ مَكَانِهِ. وإِنْشازُ عِظَامِ الْمَيِّتِ: رَفْعُها إِلى مَوَاضِعِهَا وتركيبُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً

؛ أَي نَرْفَعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ نُنْشِزُها، بِالزَّايِ، قَالَ: والإِنشازُ نقْلها إِلى مَوَاضِعِهَا، قَالَ: وَبِالرَّاءِ قرأَها الْكُوفِيُّونَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَالْمُخْتَارُ الزَّايُ لأَن الإِنْشازَ تركيبُ الْعِظَامِ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا رَضاعَ إِلا مَا أَنْشَزَ العظمَ

أَي رَفَعَهُ وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه وَهُوَ مِنَ النَّشَزِ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض. قَالَ أَبو إِسحق: النُّشُوزُ يَكُونُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَهُوَ كَرَاهَةُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، واشتقاقُه مِنَ النَّشَزِ وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض. ونَشَزَت المرأَةُ بِزَوْجِهَا وَعَلَى زَوْجِهَا تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وَهِيَ ناشِزٌ: ارْتَفَعَتْ عَلَيْهِ وَاسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ وأَبغضته وَخَرَجَتْ عَنْ طَاعَتِهِ وفَرَكَتْه؛ قَالَ:

سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ مِنَ اللَّيْلِ حَنَّتي ... لِخَمَّانِ بيتٍ، فَهْيَ لَا شَكَّ ناشِزُ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ

؛ نُشُوزُ المرأَة اسْتِعْصَاؤُهَا عَلَى زَوْجِهَا، ونَشَزَ هُوَ عَلَيْهَا نُشُوزاً كَذَلِكَ، وَضَرَبَهَا وَجَفَاهَا وأَضَرّ بِهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً

؛ وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ النُّشُوز بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ فِي الْحَدِيثِ، والنُّشُوز كَرَاهِيَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وسُوءُ عِشْرَتِهِ لَهُ. وَرَجُلٌ نَشَزٌ: غَلِيظٌ عَبْلٌ؛ قَالَ الأَعشى:

وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي، ... عَلَى نَشَزٍ قَدْ شابَ لَيْسَ بِتَوْأَمِ

أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تَكْبِيرِهِ وَتَعْظِيمِهِ فَلِذَلِكَ جَعَلَهُ أَشْيَبَ. ونَشَزَ بِالْقَوْمِ فِي الْخُصُومَةِ نُشُوزاً: نَهَضَ بِهِمْ لِلْخُصُومَةِ. ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ بِهِ نُشُوزاً: احْتَمَلَهُ فَصَرَعَهُ. قَالَ شَمِرٌ: وَهَذَا كأَنه مَقْلُوبٌ «١». مِثْلُ جَذَبَ وجَبَذَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَسنّ وَلَمْ يَنْقُصْ: إِنه لنَشَزٌ مِنَ الرِّجَالِ، وصَتَمٌ إِذا انْتَهَى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النَّشَزُ والنَّشْزُ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ. وَدَابَّةٌ نَشِيزَةٌ إِذا لَمْ يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ عَلَى ظَهْرِهَا. وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إِذا لَمْ يَكَدْ يَسْتَقِرُّ السَّرْجُ وَالرَّاكِبُ عَلَى ظهرها: إِنها لَنَشْزَةٌ.

نغز: نَغَزَ بَيْنَهُمْ: أَغْرى وحَمَل بعضَهم عَلَى بَعْضٍ كَنَزَعَ.

نفز: نَفزَ الظَّبْيُ يَنْفِزُ نَفْزاً ونُفُوزاً ونَفَزاناً إِذا وَثَبَ فِي عَدْوِه، وَقِيلَ: رفع قوائمه معاً ووضعها مَعًا، وَقِيلَ: هُوَ أَشَدُّ إِحضاره، وَقِيلَ: هُوَ وَثْبُهُ ووقوعُه مُنْتَشِرَ الْقَوَائِمِ، فإِن وَقَعَ مُنْضَمَّ الْقَوَائِمِ فَهُوَ القَفْزُ. وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: القَفْزُ انْضِمَامُ الْقَوَائِمِ فِي الْوَثْبِ، والنَّفْزُ انْتِشَارُهَا. وَقَالَ


(١). قوله [وهذا كأنه مقلوب إلخ] أي من شزن كفرح نشط وتشزن صاحبه تشزناً صرعه كما في القاموس

<<  <  ج: ص:  >  >>