للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْحَدِيثِ:

أَنه أَقطع بِلَالَ بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها وجَلْسِيَّها

؛ الجَلْسُ: كُلُّ مُرْتَفِعٍ مِنَ الأَرض؛ وَالْمَشْهُورُ فِي الْحَدِيثِ:

معادِنَ القَبَلِيَّة، بِالْقَافِ

، وَهِيَ نَاحِيَةٌ قُرْبَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الفُرْعِ. وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خِلَافُ نِكْس؛ قَالَ الْهُذَلِيُّ:

كَمَتْنِ الذئبِ لَا نِكْسٌ قَصِيرٌ ... فأُغْرِقَه، وَلَا جَلْسٌ عَمُوجُ

وَيُرْوَى غَمُوجٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. والجِلْسِيُّ: مَا حَوْلَ الحَدَقَة، وَقِيلَ: ظَاهِرُ الْعَيْنِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ.

فأَضْحَتْ عَلَى ماءِ العُذَيْبِ، وعَيْنُها ... كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا

ابْنُ الأَعرابي: الجِلْسُ الفَدْمُ، والجَلْسُ الْبَقِيَّةُ مِنَ الْعَسَلِ تَبْقَى فِي الإِناء. ابْنُ سِيدَهْ: والجَلْسُ الْعَسَلُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ مِنْهُ؛ قَالَ الطِّرماح:

وَمَا جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها ... جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وَشُوعُ

قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَيُرْوَى وُشُوعُ، وَهِيَ الضُّرُوبُ. وَقَدْ سُمَّتْ جُلاساً وجَلَّاساً؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ عَنِ الْخَلِيلِ: هُوَ مشتق، واللَّه أَعلم.

جَلْدَسَ: جِلْداسٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ:

عَجِّلْ لَنَا طعامَنا يَا جِلْداسْ، ... عَلَى الطَّعَامِ يَقْتُلُ الناسُ الناسْ

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجِلْداسِيُّ مِنَ التِّينِ أَجوده يَغْرِسُونَهُ غَرْسًا، وَهُوَ تِينٌ أَسود لَيْسَ بِالْحَالِكِ فِيهِ طُولٌ، وإِذا بَلَغَ انْقَلَعَ بأَذنابه وَبُطُونُهُ بِيضٌ وَهُوَ أَحلى تِينِ الدُّنْيَا، وإِذا تمَّلأَ مِنْهُ الْآكِلُ أَسكره، وَمَا أَقل مَنْ يُقْدِمُ عَلَى أَكله عَلَى الرِّيق لشدَّة حَلَاوَتِهِ.

جمس: الجامِسُ مِنَ النَّبَاتِ: مَا ذَهَبَتْ غُضُوضَتُه ورُطوبته فَوَلَّى وَجَسا. وجَمَسَ الوَدَكُ يَجْمُسُ جَمْساً وجُمُوساً وجَمُس: جَمَدَ، وَكَذَا الماءُ، والماءُ جامِسٌ أَي جَامِدٌ، وَقِيلَ: الجُمُوسُ لِلْوَدَكِ وَالسَّمْنِ والجُمُودُ لِلْمَاءِ؛ وَكَانَ الأَصمعي يَعِيبُ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:

ونَقْري عَبِيطَ اللَّحْمِ والماءُ جامِسُ

وَيَقُولُ: إِنما الجُموس لِلْوَدَكِ.

وَسُئِلَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، عَنْ فأْرَة وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَقَالَ: إِن كَانَ جامِساً أُلْقيَ مَا حَوْلَهُ وأُكلَ، وإِن كَانَ مَائِعًا أُريقَ كُلُّهُ

؛ أَراد أَن السَّمْنَ إِن كَانَ جَامِدًا أُخِذَ مِنْهُ مَا لَصِقَ الفأْرُ بِهِ فَرُمِيَ وَكَانَ بَاقِيهِ طَاهِرًا، وإِن كَانَ ذَائِبًا حِينَ مَاتَ فِيهِ نَجُسَ كُلُّهُ. وجَمَس وجَمَدَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ودَمٌ جَمِيسٌ: يَابِسٌ. وَصَخْرَةٌ جَامِسَةٌ: يَابِسَةٌ لَازِمَةٌ لِمَكَانِهَا مُقْشَعِرَّةٌ. والجُمْسَةُ: الْقِطْعَةُ الْيَابِسَةُ مِنَ التَّمْرِ. والجُمْسَةُ: الرُّطَبَة الَّتِي رَطُبَتْ كُلُّهَا وَفِيهَا يُبْسٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للرُّطَبة والبُسْرَة إِذا دَخَلَهَا كُلَّهَا الإِرْطابُ وَهِيَ صُلْبَة لَمْ تَنْهَضِمْ بَعْدُ فَهِيَ جُمْسَة، وَجَمْعُهَا جُمْسٌ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَيْرٍ: لَفُطْسٌ خُنْسٌ بزُبْدٍ جُمْسٍ

؛ إِن جعلتَ الجُمْسَ مِنْ نَعَتِ الفُطْسِ وَتُرِيدُ بِهَا التَّمْرَ كَانَ مَعْنَاهُ الصُّلْبَ العَلِكَ، وإِن جَعَلْتَهُ مِنْ نَعْتِ الزُّبْد كَانَ مَعْنَاهُ الْجَامِدَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ الْخَطَابِيُّ، قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الجَمْسُ، بِالْفَتْحِ، الْجَامِدُ، وَبِالضَّمِّ: جَمْعُ جُمْسَة، وَهِيَ البُسْرَة الَّتِي أَرْطَبت كلُّها وَهِيَ صُلْبَةٌ لَمْ تَنْهَضِمْ بَعْدُ. وَالْجَامُوسُ: الكَمْأَةُ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَمامِيسُ الكمأَة، قَالَ: وَلَمْ أَسمع لَهَا بِوَاحِدٍ؛ أَنشد أَبو حَنِيفَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ:

مَا أَنا بِالْغَادِي، وأَكْبَرُ هَمِّه ... جَمامِيسُ أَرْضٍ، فَوْقَهُنَّ طُسُومُ

<<  <  ج: ص:  >  >>