كَتَأَمَّرَ، ورَأَّسُوه عَلَى أَنفسهم كأَمَّروه، ورَأَّسْتُه أَنا عَلَيْهِمْ تَرْئِيساً فَتَرَأَّسَ هُوَ وارْتَأَسَ عَلَيْهِمْ. قَالَ الأَزهري: ورَوَّسُوه عَلَى أَنفسهم، قَالَ: وَهَكَذَا رأَيته فِي كِتَابِ اللَّيْثِ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ رَأَّسوه لَا رَوَّسُوه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ قَدْ تَرَأَّسْتُ عَلَى الْقَوْمِ وَقَدْ رَأَّسْتُك عَلَيْهِمْ وَهُوَ رَئيسُهم وَهُمُ الرُّؤَساء، والعامَّة تَقُولُ رُيَساء. والرَّئِيس: سَيِّدُ الْقَوْمِ، وَالْجَمْعُ رُؤَساء، وَهُوَ الرَّأْسُ أَيضاً، وَيُقَالُ رَيِّسٌ مثل قَيِّم بمعنى رَئيس؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَلْقَ الأَمانَ عَلَى حِياضِ محمدٍ ... ثوْلاءُ مُخْرِفَةٌ، وذِئْبٌ أَطْلَسُ
لَا ذِي تَخافُ وَلَا لِهذا جُرْأَة، ... تُهْدى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقامَ الرَّيِّسُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الشِّعْرُ لِلْكُمَيْتِ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيَّ. والثَّوْلاء: النَّعْجَةُ الَّتِي بِهَا ثَوَلٌ. والمُخْرِفَةُ: الَّتِي لَهَا خَرُوفٌ يَتْبَعُهَا. وَقَوْلُهُ لَا ذِي: إِشارة إِلى الثَّوْلَاءِ، وَلَا لِهَذَا: إِشارة إِلى الذِّئْبِ أَي لَيْسَ لَهُ جُرأَة عَلَى أَكلها مَعَ شِدَّةِ جُوعِهِ؛ ضُرِبَ ذَلِكَ مَثَلًا لِعَدْلِهِ وإِنصافه وإِخافته الظَّالِمَ وَنُصْرَتِهِ الْمَظْلُومَ حَتَّى إِنه لِيَشْرَبَ الذِّئْبُ وَالشَّاةُ مِنْ مَاءٍ وَاحِدٍ. وَقَوْلُهُ تُهْدَى الرَّعِيَّةُ مَا اسْتَقَامَ الرَّيِّسُ أَي إِذا اسْتَقَامَ رَئِيسُهُمُ الْمُدَبِّرُ لأُمورهم صَلُحَتْ أَحوالهم بِاقْتِدَائِهِمْ بِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَأَسَ الرجلُ يَرْأَسُ رَآسَة إِذا زَاحَمَ عليها وأَراجها، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ إِن الرِّياسَة تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فيُعَصَّبُ بِهَا رأْسُ مَنْ لَا يَطْلُبُهَا؛ وَفُلَانٌ رأَسُ الْقَوْمِ ورَئيس الْقَوْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ:
أَلم أَذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَعُ؟
رَأَسَ القومَ: صَارَ رئيسَهم ومُقَدَّمَهم؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
رَأْس الْكُفْرِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
، وَيَكُونُ إِشارة إِلى الدَّجَّالِ أَو غَيْرِهِ مِنْ رؤَساء الضَّلَالِ الْخَارِجِينَ بِالْمَشْرِقِ. ورَئيسُ الْكِلَابِ ورائِسها: كَبِيرُهَا الَّذِي لَا تَتَقَدَّمُه فِي القَنَص، تَقُولُ: رَائِسُ الْكِلَابِ مثلُ راعِسٍ أَي هُوَ فِي الْكِلَابِ بِمَنْزِلَةِ الرَّئِيسِ فِي الْقَوْمِ. وَكَلْبَةٌ رائِسَة: تأْخذ الصَّيْدَ برأْسه. وكلبة رَؤوس: وَهِيَ الَّتِي تُساوِرُ رأْسَ الصَّيْدِ. وَرَائِسُ النَّهْرِ وَالْوَادِي: أَعلاه مِثْلُ رَائِسِ الْكِلَابِ. ورَوائس الْوَادِي: أَعاليه. وَسَحَابَةٌ مُرائس ورائِس: مُتَقَدِّمَة السَّحَابِ. التَّهْذِيبُ: سَحَابَةٌ رائِسَةٌ وَهِيَ الَّتِي تَقَدَّمُ السحابَ، وَهِيَ الرَّوائِس. وَيُقَالُ: أَعطني رَأْساً مِنْ ثُومٍ. والضَّبُّ رُبَّمَا رَأَسَ الأَفْعَى وَرُبَّمَا ذَنَبها، وَذَلِكَ أَن الأَفعى تأْتي جُحْرَ الضَّبِّ فتَحْرِشُه فَيَخْرُجُ أَحياناً برأْسه مُسْتَقْبِلها فَيُقَالُ: خَرَجَ مُرَئِّساً، وَرُبَّمَا احْتَرَشَه الرَّجُلُ فَيَجْعَلُ عُوداً فِي فَمِ جُحْره فيَحْسَبُه أَفْعَى فَيَخْرُجُ مُرَئِّساً أَو مُذَنِّباً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: خَرَجَ الضَّبُّ مُرائِساً اسْتَبَقَ برأْسه مِنْ جُحْرِهِ وَرُبَّمَا ذَنَّبَ. ووَلَدَتْ وَلَدها عَلَى رَأْسٍ واحدٍ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي، أَي بعضُهم فِي إِثر بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ وَلَدَتْ ثَلَاثَةَ أَولاد رأْساً عَلَى رأْس أَي وَاحِدًا فِي إِثر آخَرَ. ورَأْسُ عَينٍ ورأْسُ الْعَيْنِ، كِلَاهُمَا: مَوْضِعٌ؛ قَالَ المُخَبَّلُ يَهْجُو الزِّبْرِقان حِينَ زَوّجَ هَزَّالًا أُخته خُلَيْدَةَ:
وأَنكحتَ هَزَّالا خُلَيْدَةَ، بعد ما ... زَعَمْتَ برأْسِ الْعَيْنِ أَنك قاتِلُهْ
وأَنكَحْتَه رَهْواً كأَنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إِهابٍ، أَوسَعَ الشَّقَّ ناجِلُهْ
وَكَانَ هَزَّال قَتَلَ ابْنَ مَيَّة فِي جِوَارِ الزِّبْرِقَانِ وَارْتَحَلَ إِلى رأْس الْعَيْنِ، فَحَلَفَ الزِّبْرِقَانُ لَيَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ إِنه بَعْدَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute