بَقِيَّتُهُ وأَثره. ورَسَّ الحديثَ فِي نَفْسِهِ يَرُسُّه رَسّاً: حَدَّثها بِهِ. وَبَلَغَنِي رَسٌّ مِنْ خَبَرٍ وذَرْءٌ مِنْ خَبَر أَي طَرَفٌ مِنْهُ أَو شَيْءٌ مِنْهُ. أَبو زَيْدٍ. أَتانا رَسٌّ مِنْ خَبَرٍ ورَسِيسٌ مِنْ خَبَرٍ وَهُوَ الْخَبَرُ الَّذِي لَمْ يَصِحَّ. وَهُمْ يَتَراسُّون الْخَبَرَ ويَتَرَهْمَسُونه أَي يُسِرُّونه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْحَجَّاجِ لِلنُّعْمَانِ بْنِ زُرْعة: أَمن أَهل الرَّسِّ والرِهْمَسَةِ أَنت؟ قَالَ: أَهلُ الرَّسِّ هُمُ الَّذِينَ يَبْتَدِئُونَ الْكَذِبَ وَيُوقِعُونَهُ فِي أَفواه النَّاسِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ رَسَّ بَيْنَ الْقَوْمِ أَي أَفسد؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو لِابْنِ مُقْبل يَذْكُرُ الرِّيحَ ولِينَ هُبوبها:
كأَنَّ خُزامَى عالِجٍ طَرَقَتْ بِهَا ... شَمالٌ رَسِيسُ المَسِّ، بَلْ هِيَ أَطيَبُ
قَالَ: أَراد أَنها لَيِّنَةُ الهُبوب رُخاء. ورَسَّ لَهُ الخَبَر: ذَكَرَهُ لَهُ؛ قَالَ أَبو طَالِبٍ:
هُمَا أَشْركا فِي المَجْدِ مَن لَا أَبا لَهُ ... مِنَ الناسِ، إِلا أَن يُرَسَّ لَهُ ذِكْرُ
أَي إِلا أَن يُذْكَر ذِكْراً خَفِيًّا. الْمَازِنِيُّ: الرَّسُّ الْعَلَامَةُ، أَرْسَسْتُ الشَّيْءَ: جَعَلْتَ لَهُ عَلَامَةً. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الرَسِيسُ الْعَاقِلُ الفَطِنُ. وَرَسَّ الشيءَ: نَسِيَه لتَقادُم عَهْدِهِ؛ قَالَ:
يَا خَيْرَ مَنْ زانَ سُروجَ المَيْسِ، ... قَدْ رُسَّتِ الحاجاتُ عِنْدَ قَيْسِ،
إِذ لَا يَزالُ مُولَعاً بلَيْسِ
والرّسُّ: الْبِئْرُ الْقَدِيمَةُ أَو المَعْدِنُ، وَالْجَمْعُ رِسَاسٌ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِي:
تَنابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّسَاسا
ورَسَسْتُ رَسّاً أَي حَفَرْتُ بِئْرًا. والرَّسُّ: بِئْرٌ لِثَمُودَ، وَفِي الصِّحَاحِ: بِئْرٌ كَانَتْ لبَقِيَّة مِنْ ثَمُودَ. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَصْحابَ الرَّسِّ*
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يُرْوَى أَن الرَّسَّ دِيَارٌ لِطَائِفَةٍ مِنْ ثَمُودَ، قَالَ: وَيُرْوَى أَن الرَّسَّ قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ يُقَالُ لَهَا فَلْج، وَيُرْوَى أَنهم كَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ ورَسُّوه فِي بِئْرٍ أَي دَسُّوه فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَيُرْوَى أَن الرَّسَّ بِئْرٌ، وكلُّ بِئْرٍ عِنْدَ الْعَرَبِ رَسٌّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
تَنَابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرَّسَاسَا
ورُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ. والرسُّ والرّسِيسُ: وَادِيَانِ بنَجْدٍ أَو مَوْضِعَانِ، وَقِيلَ: هُمَا ماءَان فِي بِلَادِ الْعَرَبِ مَعْرُوفَانِ؛ الصِّحَاحُ: والرّسُّ اسْمُ وادٍ فِي قَوْلِ زُهَيْرٍ:
بَكَرْن بُكُوراً واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ، ... فهُنَّ ووَادي الرَّسِّ كاليَدِ فِي الفَمِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى لِوَادِي الرَّسِّ، بِاللَّامِ، وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنهن لَا يُجاوزن هَذَا الْوَادِي وَلَا يُخْطِئنه كَمَا لَا تُجَاوِزُ اليدُ الفَمَ وَلَا تُخْطِئُه؛ وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ:
لِمَنِ طَللٌ كالوَحْيِ عَفٌّ مَنازِلُه، ... عَفا الرَّسُّ مِنْهَا فالرَّسِيسُ فَعاقِلُه؟
فَهُوَ اسْمُ مَاءٍ. وَعَاقِلٌ: اسْمُ جَبَلٍ. والرَّسْرَسَة: الرَّصْرصَة، وَهِيَ تَثْبِيتُ الْبَعِيرِ رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرض ليَنْهَضَ. ورَسَّسَ البعيرُ: تَمَكَّنَ للنُّهوض وَيُقَالُ: رُسِّسَتْ ورُصِّصَتْ أَي أُثبتت. وَيُرْوَى عَنِ النَّخَعِيِّ أَنه قَالَ: إِني لأَسمع الْحَدِيثَ فأُحدِّث بِهِ الخادِمَ أَرُسُّه فِي نَفْسِي. قَالَ الأَصمعي: الرَّسُّ ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ؛ وَمِنْهُ رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها حِينَ تبدأُ، فأَراد إِبراهيم بِقَوْلِهِ أَرُسُّه فِي نَفْسِي أَي أُثبِته، وَقِيلَ أَي أَبتدئ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ ودَرْسِه فِي نَفْسِي وأُحَدِّث بِهِ خَادِمِي أَسْتَذكِرُ بِذَلِكَ الحديثَ. وَفُلَانٌ يَرُسُّ الحديثَ فِي نَفْسِهِ أَي يُحَدِّث بِهِ نَفْسَهُ. ورَسَّ فلانٌ خَبَرَ الْقَوْمِ