للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، وامْتَرَسَتْ بِهِ ... هَوْجاءُ هادِيَةٌ، وهادٍ جُرْشُعُ

وفَحْلٌ مَرَّاسٌ: شَدِيدُ المِراس. والمَرَسَةُ: الْحَبْلُ لِتَمَرُّسِ الأَيدي بِهِ، وَالْجَمْعُ مَرَسٌ، وأَمْراسٌ جَمْعُ الجمعِ، وَقَدْ يَكُونُ المَرَسُ لِلْوَاحِدِ. والمَرَسَةُ أَيضاً: حَبْلُ الْكَلْبِ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَوْ كُنْتَ كَلْب قَنِيصٍ كُنْت ذَا جدَدٍ، ... تكونُ أُرْبَتُه فِي آخِرِ المَرَسِ

وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ:

يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، ... مِنَ المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَيرِ الشَّواحِنِ

والمَرْسُ: مَصْدَرُ مَرَسَ الحَبْلُ يَمْرُسُ مَرْساً، وَهُوَ أَن يَقَعَ فِي أَحد جَانِبَيِ البَكْرَةِ بَيْنَ الخُطَّافِ وَالْبَكْرَةِ. وأَمرسه: أَعاده إِلى مَجْرَاهُ. يُقَالُ: أَمْرِسْ حَبْلَكَ أَي أَعِدْهُ إِلى مَجْرَاهُ؛ قَالَ:

بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ، ... إِمَّا عَلَى قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ

أَراد مَقامٌ يُقَالُ فِيهِ أَمْرِسْ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

وَقَدْ جَعَلَتْ بَينَ التَّصَرُّفِ قامَتِي ... وحُسْن الْقِرَى مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ

لَمْ يُفَسِّرْ مَعْنَاهُ، قَالَ غَيْرُهُ: ضَرَب هَذَا مَثَلًا، أَي قَدْ زَلَّت بَكْرَتي عَنِ القَوام، فَهِيَ تَمْرَسُ بَيْنَ القَعْو والدَّلْو. والمَرَسُ أَيضاً: مَصْدَرُ قَوْلِكَ مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً. وَبَكْرَةٌ مَرُوسٌ إِذا كَانَ مِنْ عَادَتِهَا أَن يَمْرُسَ حبلُها أَي يَنْشَب بَيْنَهَا وَبَيْنَ القَعْو؛ وأَنشد:

دُرْنا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ، ... لَا ضَيْقةُ المَجْرى وَلَا مَرُوسُ

وَقَدْ يَكُونُ الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عَنْ مَجْراه فَيَكُونُ بِمَعْنَيَيْنِ مُتَضَادَّيْنِ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بَيْنَ البَكْرَة والقَعْو قلتَ: أَمْرَسْتُه، قَالَ: وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ عَنْ يَعْقُوبَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

سَتَأْتِيكم، بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً، ... حِبالُكُمُ الَّتِي لَا تُمْرِسُونا

أَي لَا تُنْشِبُونَها إِلى البَكْرة والقَعْو. ومَرَسَ الدَّواءَ والخبزَ فِي الْمَاءِ يَمْرُسُه مَرْساً: أَنْقَعَه. ابْنُ السِّكِّيتِ: المَرْسُ مَصْدَرُ مَرَسَ التَّمر يَمْرُسُه ومَرَثَهُ يَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه فِي الْمَاءِ حَتَّى يَنْماثَ فيه. ويقال للتريد: المَرِيسُ لأَن الخبزَ يُماتُ. ومَرَسْتُ التَّمر وغيرَه فِي الْمَاءِ إِذا أَنْقَعْتَه ومرثْتَه بِيَدِكَ. ومَرَس الصَّبيُّ إِصبعَه يَمْرُسُه: لُغَةٌ فِي مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ. ومَرَسْتُ يَدَيْ بِالْمِنْدِيلِ أَي مَسَحَتْ، وتَمَرَّسَ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهَا: كُنْتُ أَمْرُسُه بِالْمَاءِ

أَي أَدْلُكُه وأَدِيفُه، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْمُلَاعَبَةِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: زَعَمَ أَني كُنْتُ أُعافِسُ وامارِسُ

أَي أُلاعب النِّسَاءَ. والمَرْسُ: السَّيْرُ الدَّائِمُ. وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمَاءِ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَ مكانِ كَذَا ليلَةٌ مَرَّاسَةٌ: لَا وتِيرَة فِيهَا، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الدَّائِبَةُ البَعيدة. وَقَالُوا: أَخْرسُ أَمْرَسُ «٢»، فبالغُوا بِهِ كَمَا يَقُولُونَ: شَحِيحٌ بَحِيحٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي. ومَرِيسٌ: مِنْ بُلْدانِ الصَّعِيدِ. والمَرِيسِيَّةُ، الرِّيحُ الجَنُوبُ الَّتِي تأْتي مِنْ قِبَلِ مَرِيسٍ. قال أَبو


(٢). قوله [أَخرس أَمرس] هكذا بالأَصل. وفي شرح القاموس في مادة خرس: وفيه هنا أَمرس أَملس.

<<  <  ج: ص:  >  >>