الغَلَسُ، وَيَكُونُ الغَبَشُ بِالْمُعْجَمَةِ فِي أَوّل اللَّيْلِ أَيضاً؛ قَالَ: وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِي الموطإِ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُعْجَمَةِ أَكثر. والغُبْشةُ: مِثْلُ الدُّلْمة فِي أَلوان الدَّوَابِّ. والغَبَشُ: مِثْلُ الغَبَس، والغَبَسُ بَعْدَ الغَلَس، قَالَ: وَهِيَ كُلُّهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَيَكُونُ الغَبَسُ فِي أَول اللَّيْلِ. أَبو عُبَيْدَةَ: غَبِشَ اللَّيْلُ وأَغْبَشَ إِذا أَظلم. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ: قَمَشَ عِلْماً غَارًّا بأَغْباش الفتْنة
أَي بظُلَمِها. وغَبَشَني يَغْبِشُني غَبْشاً: خَدعني. وغَبَشَه عَنْ حاجتِه يَغْبِشُه: خَدَعَهُ عَنْهَا. والتَغَبُّشُ: الظُّلْم؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
أَصْبَحْت ذَا بَغْيٍ، وَذَا تَغَبُّشِ، ... وَذَا أَضالِيلَ، وَذَا تَأَرُّشِ
وتَغَبَّشَني بِدَعْوَى باطلٍ: ادَّعَاهَا عَلَيَّ، وَقَدْ ذُكِر فِي حَرْفِ الْعَيْنِ. وَيُقَالُ: تَغَبّشَنا فلانٌ تَغَبُّشاً أَي ركِبَنا بالظُّلْم؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: مَا أَنا بغابِشِ النَّاسِ أَي مَا أَنا بغاشِمِهم. أَبو مَالِكٍ: غَبَشه وغشَمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وغُبْشان: اسْمُ رَجُلٍ.
غرش: الغَرْشُ: حَمْل شَجَرٍ؛ يَمَانِيَّةٌ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَحُقّه.
غشش: الغِشُّ: نَقِيضُ النُّصْح وَهُوَ مأْخوذ مِنَ الغَشَش المَشْرَب الكدِر؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
ومَنْهَل تَرْوَى بِهِ غَيْرُ غَشَشْ
أَي غَيْرُ كَدِرٍ وَلَا قَلِيلٍ، قَالَ: وَمِنْ هَذَا الغشُّ فِي الْبِيَاعَاتِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَيْسَ منَّا مَنْ غَشّنا
: قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ لَيْسَ مِنْ أَخْلاقِنا الغِش؛ وَهَذَا شَبِيهٌ بِالْحَدِيثِ الْآخَرِ:
المؤمِنُ يُطْبَع عَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِلا الْخِيَانَةَ.
وَفِي رِوَايَةٍ:
مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنَّا
أَي لَيْسَ مِنْ أَخلاقنا وَلَا عَلَى سُنَّتنا. وَفِي حَدِيثِ
أُم زَرْعٍ: وَلَا تَمْلأُ بَيْتَنا تَغْشِيشاً
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ
وَهُوَ مِنَ الغِشِ
، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النَّمِيمَةِ، وَالرِّوَايَةُ بِالْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ غَشَّه يَغُشُّه غِشّاً: لَمْ يَمْحَضْه النَّصيحة؛ وَشَيْءٌ مَغْشُوش. وَرَجُلٌ غُشٌّ: غاشٌّ، وَالْجَمْعُ غُشّونَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:
مُخَلّفون، ويَقْضِي الناسُ أَمْرَهُمُ، ... غُشُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ لِصُنْبُورِ
قَالَ: وَلَا أَعرف لَهُ جَمْعًا مُكَسَّرًا، وَالرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ: غُسّو الأَمانةِ. واستَغَشّه واغْتَشّه: ظَنَّ بِهِ الغِشَّ، وَهُوَ خلافُ اسْتَنْصَحَه؛ قَالَ كُثيِّر عَزَّةَ:
فقُلْتُ، وأَسْرَرْتُ النَّدامَةَ: لَيْتَنِي، ... وكُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ،
سَلَكْتُ سَبيلَ الرائِحات عَشِيّةً ... مَخارِمَ نِسعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبِيلي
واغْتَشَشْتُ فُلَانًا أَي عَدَدْته غَاشًّا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَيا رُبَّ مَنْ تَغتَشُّه لَكَ ناصحٌ، ... ومُنْتصِحٍ بالغَيْبِ غيرُ أَمِينِ «٢»
وغَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً: غَلَّ. وَرَجُلٌ غَشٌّ: عظيمُي السُّرّة؛ قَالَ:
لَيْسَ بغَشٍّ، هَمُّه فِيمَا أَكَلْ
وَهُوَ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَعْلًا وأَن يَكُونَ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي طَبٍّ وبَرٍّ مِنْ أَنهما فَعِلٌ. والغِشَاش: أَوّلُ الظُّلْمَة وآخرُها. وَلَقِيَهُ غِشَاشاً وغَشَاشاً أَي عِنْدَ الْغُرُوبِ. والغَشَاش والغِشَاش:
(٢). قوله [ومنتصح] في الأَساس ومؤتمن.