للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأُقَيْشٌ: جدُّ النَّمِر، سُمِّي بِذَلِكَ لأَنَّ أَباه نَظَرَ إِلى أُمه وَقَدْ حَبِلت بِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي يتَوَقَّش فِي بَطْنِك؟ أَي يَتَحَرَّكُ. وَيُقَالُ: سَمِعْتُ وَقْشَه أَي حِسَّه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دخلتُ الجنَّةَ فسَمِعْتُ وَقْشاً خَلْفِي فإِذا بِلالٌ.

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ سَمِعْتُ وَقْش فُلَانٍ أَي حَرَكَتَهُ؛ وأَنشد:

لأَخْفافِها بِاللَّيْلِ وَقْشٌ كأَنه، ... عَلَى الأَرض، تَرْشافُ الظِّباء السَّوانِح

وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي حَرْفِ الشِّينِ وَالسِّينِ فَيَكُونَانِ لُغَتَيْنِ. وتوَقَّشَ أَي تحرَّك؛ قَالَ ذُو الرُّمة:

فدَعْ عَنْكَ الصِّبَا، ولَدَيْكَ هَمّاً ... توَقَّشَ فِي فُؤَادِك واحْتِيالا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: ولَدَيْك همٌّ، قَالَ وصوابُ إنشادِه: ولَدَيْك هَمّاً، عَلَى الإِغْراء؛ قَالَ: وَكَذَا أَنشده بِالنَّصْبِ فِي فَصْلِ الرَّاءِ، وَالْمَعْنَى عَلَيْهِ والإِعرابُ، أَلا تَرَاهُ عطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ وَاحْتِيَالًا؟ وَالْمَعْنَى دَعْ عَنْكَ الصِّبا واصْرفْ هِمَّتك واحتيالَك إِلى الْمَمْدُوحِ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ بَعْدَهُ:

إِلى ابْنِ العامِريِّ إِلى بلالٍ، ... قطَعْتُ بأَرْضِ مَعْقُلةَ العدَالا

معْقُلة: اسْمُ أَرض. والعِدَالُ: أَن يُعادِلَ بَيْنَ أَمرين وَمَا يَعْدِل بِهِ عَنْ هَوَاهُ. ووَقَشَ مِنْهُ وَقْشاً: أَصاب مِنْهُ عَطَاءَ. والوَقْشُ: العيبُ. ووَقْشٌ: اسمُ رَجُلٍ مِنَ الأَوْس. وَبَنُو وَقْشٍ: حيٌّ مِنَ الأَنصار. ووُقَيْشٌ: حيٌّ مِنَ الْعَرَبِ. وأُقَيْشُ بْنُ ذُهْل: مِنْ شُعَرَائِهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: إِنما أَصله وُقَيْشٌ فأَبْدلوا مِنَ الْوَاوِ هَمْزَةً؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ الأَصل عِنْدِي فِيمَا أَنشدَه سِيبَوَيْهِ لِلنَّابِغَةِ:

كأَنَّك مِنْ جِمال بَنِي أُقَيْشٍ، ... يُقَعْقَعُ خَلف رِجْليه بشَنّ

إِنما أَصله الْوَاوُ فأُبدل إِذ لَا يُعْرف فِي الْكَلَامِ أَقش. الْجَوْهَرِيُّ: بَنُو أُقَيش قومٌ مِنَ الْعَرَبِ، وأَصل الأَلف فِيهِ وَاوٌ مِثْلَ أُقِّتَتْ ووقِّتَت، وأَنشَدَ الْبَيْتَ بَيْتَ النَّابِغَةِ، وَقَالَ كأَنك جَمَلٌ مِنْ جِمَالِهِمْ فَحَذَفَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ؛ أَي وَمَا مِنْ أَهل الْكِتَابِ أَحدٌ إِلَّا ليُؤْمِنَنَّ بِهِ. قَالَ أَبو تُرَابٍ: سَمِعْتُ مُبْتَكِرًا يَقُولُ الوَقَشُ والوَقَصُ صِغارُ الحطب الذي تُشَيَّع به النارُ.

وَمِش: ابْنُ الأَعرابي: الوَمْشةُ الخالُ الأَبيض.

وَنَشَ: الوَنْش: الرديءُ مِنَ الكلام.

وَهَشَ: الوَهْش: الكَسْر وَالدَّقُّ، واللَّه أَعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>