للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي حَدِيثِ

قُسّ: فِي عَرَصات جَثْجاث

؛ العَرَصاتُ: جَمْعُ عَرْصة، وَقِيلَ: هِيَ كُلُّ مَوْضِعٍ وَاسِعٍ لَا بِنَاءَ فِيهِ. والعَرّاصُ مِنَ السَّحَابِ: مَا اضْطرب فِيهِ البرقُ وأَظَلَّ مِنْ فوقُ فقَرُب حَتَّى صَارَ كالسَّقْف وَلَا يَكُونُ إِلا ذَا رعدٍ وبَرْقٍ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي لَا يَسْكُنُ برقُه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَليماً:

يَرْقَدُّ فِي ظِلّ عَرّاصٍ، ويَطْرُدُه ... حَفِيفُ نافجةٍ، عُثْنونُها حَصِبُ

يرقَدّ: يُسْرِع فِي عَدْوِه. وعُثْنونُها: أَوَّلُها. وحَصِبٌ: يأْتي بالحَصْباء. وعَرِصَ البَرْقُ عَرَصاً واعْتَرَصَ: اضْطَرَبَ. وَبَرْقٌ عَرِصٌ وعرّاصٌ: شَدِيدُ الِاضْطِرَابِ والرعدِ والبرقِ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ عَرَصَت السماءُ تَعْرِصُ عَرْصاً أَي دامَ برْقُها. ورُمْحٌ عَرّاصٌ: لَدْن المَهَزّة إِذا هُزّ اضْطَرَبَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مِنْ كُلِّ أَسْمَرَ عَرّاصٍ مَهَزّته، ... كأَنه بِرَجا عادِيّةٍ شَطَنُ

وَقَالَ الشَّاعِرُ:

مِنْ كُلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ عَسَلْ

وَكَذَلِكَ السَّيْفُ؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:

مِنْ كُلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ، ... مِثْلِ قُدَامى النَّسْرِ مَا مَسَّ بَضَعْ

يُقَالُ: سَيْفٌ عَرّاصٌ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي العَرَصِ والعَرِصِ:

يُسِيلُ الرُّبى، وَاهِي الكُلى، عَرِصُ الذُّرى، ... أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابِغُ القَطْرِ

والعَرَصُ والأَرَنُ: النَّشاطُ، والتَّرَصُّع مِثْلُهُ. وعَرِصَ الرجلُ يَعْرَص عَرَصاً واعْتَرَصَ: نَشِطَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ إِذا قَفَزَ ونَزا، والمَعْنيانِ مُتَقاربانِ. وعَرِصَت الهِرَّةُ واعْتَرَصَت: نَشِطَت واسْتَنَّتْ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد:

إِذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِراصِ الهِرّهْ، ... يُوشِك أَن تَسْقُط فِي أُفُرّهْ

الأُفُرّةُ: البَلِيّةُ والشدّةُ. وبَعِيرٌ مُعَرَّصٌ: لِلَّذِي ذَلَّ ظهرُه وَلَمْ يَذِلَّ رأْسُه. وَيُقَالُ: تركتُ الصِّبْيانَ يَلْعبُون ويَمْرَحُونَ ويَعْتَرِصُونَ. وعَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا وأَقبلوا وأَدبروا يُحْضِرُونَ. ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً فِي العَرْصة للجُفوفِ؛ قَالَ المخبَّل:

سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ ... وماءُ قُدورٍ، فِي القِصاع، مَشِيبُ

وَيُرْوَى مُعَرَّضٌ، بِالضَّادِ، وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده الأَزهري فِي التَّهْذِيبِ للمخبَّل فَقَالَ: وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ بَيْتَ المُخَبَّل، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ السُّليك بْنُ السُّلَكة السَّعْدِيُّ. وَقِيلَ: لَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُقَطَّع، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُلْقى عَلَى الجمرِ فَيَخْتَلِطُ بِالرَّمَادِ وَلَا يَجُودُ نُضْجُه، قَالَ: فإِن غَيَّبْتَه فِي الْجَمْرِ فَهُوَ مَمْلولٌ، فإِن شَوَيْتَه فَوْقَ الْجَمْرِ فَهُوَ مُفْأَدٌ وفَئِيد، فإِن شُوي عَلَى الْحِجَارَةِ المُحْماة فَهُوَ مُحْنَذٌ وحَنِيذ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَمْ يُنْعَمْ طَبْخُه وَلَا إِنْضاجُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ عَرَّصْت اللَّحْمَ إِذا لَمْ تُنْضِجْه، مَطْبُوخًا كَانَ أَو مَشْويّاً، فَهُوَ مُعَرَّصٌ. والمُضَهَّبُ: مَا شُوِي عَلَى النارِ وَلَمْ يَنْضَجْ.

<<  <  ج: ص:  >  >>