للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سَحَابًا.

يُباري الرِّياحَ الحَضْرَمِيّاتِ مُزْنُه ... بِمُنْهَمِر الأَرْواقِ ذِي قَزَعٍ رَفْضِ

قَالَ: ورفَضٌ أَيضاً بِالتَّحْرِيكِ، وَالْجَمْعُ أَرْفاض. ونَعام رَفَضٌ أَي فِرَقٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

بِهَا رَفَضٌ مِنْ كلِّ خَرْجاءَ صَعْلةٍ، ... وأَخْرَجَ يَمْشِي مِثْلَ مَشْي المُخَبَّلِ

وَقَوْلُهُ أَنشده الْبَاهِلِيُّ:

إِذا مَا الحِجازِيّاتُ أَعْلَقْنَ طَنَّبَتْ ... بِمَيْثاء، لَا يأْلُوكَ رافِضُها صخْرا

أَعْلَقْنَ أَي عَلَّقْن أَمْتعَتَهُنَّ عَلَى الشَّجَرِ لأَنهن فِي بِلَادِ شَجَرٍ. طَنَّبَتْ هَذِهِ المرأَة أَي مَدَّتْ أَطنابها وضرَبَتْ خَيْمَتَهَا. بِمَيْثاءَ: بِمَسِيلٍ سَهْل لَيِّنٍ. لَا يأْلوك: لَا يَسْتَطِيعُكَ. والرافضُ: الرَّامِي؛ يَقُولُ: مَنْ أَراد أَن يَرْمِيَ بِهَا لَمْ يَجِدْ حَجَرًا يَرْمي بِهِ، يُرِيدُ أَنها فِي أَرض دَمِثةٍ لَيّنة. والرَّفْضُ والرَّفَضُ مِنَ الْمَاءِ واللَبن: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ يَبْقَى فِي القِرْبة أَو المَزادةِ وَهُوَ مِثْلُ الجُرْعةِ، وَرَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ رَفْضٌ، بِسُكُونِ الْفَاءِ، وَيُقَالُ: فِي القِرْبة رَفَض مِنْ مَاءٍ أَي قَلِيلٌ، وَالْجَمْعُ أَرْفاضٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَقَدْ رَفَّضْتُ فِي القِرْبة تَرْفيضاً أَي أَبْقَيْتُ فِيهَا رَفْضاً مِنْ مَاءٍ. والرَّفْضُ: دُونَ المَلْءِ بِقَلِيل؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي:

فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ اليَدَيْنِ، وحَنَّفَتْ ... إِلى المَلْءِ، وامْتَدَّتْ بِرَفْضٍ غُضُونُها

والرَّفْضُ: القُوت، مأْخوذ مِنَ الرَّفْضِ الَّذِي هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ. وَيُقَالُ: رَفَضَ النخلُ وَذَلِكَ إِذا انتَشَرَ عِذْقُه وسقَطَ قِيقاؤُه.

ركض: رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: ضرَب جَنْبَيْها بِرِجْلِهِ. ومِرْكَضةُ القَوْس: مَعْرُوفَةٌ وَهُمَا مِرْكَضَتانِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ومِرْكَضا القَوْس جَانِبَاهَا؛ وأَنشد لأَبي الْهَيْثَمِ التَّغْلَبِيّ:

لَنَا مَسائِحُ زُورٌ، فِي مَراكِضِها ... لِينٌ، وَلَيْسَ بِهَا وهْيٌ وَلَا رَقَقُ

ورَكَضَتِ الدابةُ نفسُها، وأَباها بعضُهم. وَفُلَانٌ يَرْكُضُ دابّتَه: وَهُوَ ضَرْبُه مَرْكَلَيْها برِجْليْه، فَلَمَّا كَثُرَ هَذَا عَلَى أَلسنتِهِم اسْتَعْمَلُوهُ فِي الدوابِّ فَقَالُوا: هِيَ تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ مِنْهَا. والمَرْكَضانِ: هُمَا مَوْضِعُ عَقِبَي الْفَارِسِ مِنْ مَعَدَّي الدَّابَّةِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَرْكَضَتِ الفَرسُ، فَهِيَ مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضطَرَبَ جَنِينُها فِي بَطْنِهَا؛ وأَنشد:

ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها، ... يُهانُ لَهُ الغُلامةُ والغُلامُ «١»

وَيُرْوَى ومِرْكَضةٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، نَعَت الْفَرَسَ أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض بِقَوَائِمِهَا إِذا عَدَت وأَحضَرَت. الأَصمعي: رُكِضَتِ الدابةُ، بِغَيْرِ أَلف، وَلَا يُقَالُ رَكَضَ هُوَ، إِنما هُوَ تَحْرِيكُكَ إِياه، سَارَ أَو لَمْ يَسِرْ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: قَدْ وَجَدْنَا فِي كَلَامِهِمْ رَكَضتِ الدابةُ فِي سَيْرِهَا ورَكَضَ الطائرُ فِي طَيَرانه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:


(١). قوله [ومركضة إلخ] هو كمحسنة، كما ضبطه الصاغاني. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ انشاده الرفع لِأَنَّ قَبْلَهُ:
أَعان عَلَى مِرَاسِ الْحَرْبِ زَغْفٌ ... مُضَاعَفَةٌ لَهَا حَلَقٌ تُؤَامُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>