للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده أَو مائةٍ، بِالْكَسْرِ، لأَن قَبْلَهُ:

إِلا بِبَدْرَى ذَهَبٍ خالِصٍ، ... كلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ

قَالَ: وعُرْضُ مُبْتَدَأٍ وَالْجِلْمِدُ خَبَرُهُ أَي هِيَ قَوِيَّةٌ عَلَى قَطْعِهِ، وَفِي الْبَيْتِ إِقْواء. وَيُقَالُ: فُلَانٌ عُرْضةُ ذَاكَ أَو عُرْضةٌ لِذَلِكَ أَي مُقْرِنٌ لَهُ قَوِيٌّ عَلَيْهِ. والعُرْضةُ: الهِمَّةُ؛ قَالَ حَسَّانُ:

وَقَالَ اللهُ: قَدْ أَعْدَدْتُ جُنْداً، ... هُمُ الأَنْصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ

وَقَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ

قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ بَعِيرٌ عُرْضةٌ لِلسَّفَرِ أَي قويٌّ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الأَصل فِي العُرْضةِ أَنه اسْمٌ لِلْمَفْعُولِ المُعْتَرَضِ مِثْلُ الضُّحْكة والهُزْأَةِ الَّذِي يُضْحَكُ مِنْهُ كَثِيرًا ويُهْزَأُ بِهِ، فَتَقُولُ: هَذَا الغَرضُ عُرْضَةٌ للسِّهام أَي كَثِيرًا مَا تَعْتَرِضُه، وفلانٌ عُرْضةٌ لِلْكَلَامِ أَي كَثِيرًا مَا يَعْتَرِضُه كلامُ النَّاسِ، فَتَصِيرُ العُرْضةُ بِمَعْنَى النَّصْب كَقَوْلِكَ هَذَا الرَّجُلُ نَصْبٌ لِكَلَامِ النَّاسِ، وَهَذَا الغَرضُ نَصْبٌ للرُّماة كَثِيرًا مَا تَعْتَرِضُه، وَكَذَلِكَ فُلَانٌ عُرْضةٌ للشرِّ أَي نَصْبٌ لِلشَّرِّ قويٌّ عَلَيْهِ يَعْتَرِضُهُ كَثِيرًا. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ لَهُ دُونَهُ عُرْضةٌ إِذا كَانَ يَتَعَرَّضُ لَهُ، وَلِفُلَانٍ عُرْضَةٌ يَصْرَعُ بِهَا النَّاسَ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الحِيلةِ فِي المُصارَعَة.

عربض: العِرَبْضُ كالهِزَبْر: الضخْمُ، فأَما أَبو عُبَيْدَةَ فَقَالَ: العَريضُ كأَنه مِنَ الضِّخَمِ. والعِرَبْضُ والعِرْباضُ: البعيرُ القَوِيُّ العَرِيضُ الكَلْكَلِ الغليظُ الشديدُ الضخْمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَلْقَى عَلَيْهَا كَلْكَلًا عِرَبْضا

وَقَالَ:

إِنَّ لَنا هَوَّاسَةً عِرَبْضا

وأَسَدٌ عِرْباضٌ: رَحْبُ الكَلْكَلِ.

عرمض: العَرْمَضُ والعِرْماضُ: الطُّحْلُبُ؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ الأَخضر مِثْلُ الخِطْمِيّ يَكُونُ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: وَقِيلَ العَرْمَضُ الخُضْرَةُ عَلَى الْمَاءِ، والطُّحْلُبُ الَّذِي يَكُونُ كأَنه نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ. الأَزهري: الْعَرْمَضُ رَخْوٌ أَخضر كَالصُّوفِ فِي الْمَاءِ الْمُزْمِنِ وأَظنه نَبَاتًا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: الْمَاءُ المُعَرْمِضُ والمُطَحْلِبُ وَاحِدٌ، وَيُقَالُ لَهُمَا: ثَوْرُ الْمَاءِ، وَهُوَ الأَخضر الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَسفل الْمَاءِ حَتَّى يَكُونَ فَوْقَ الْمَاءِ. قَالَ الأَزهري: العَرْمَضُ الغَلْفَقُ الأَخضرُ الَّذِي يَتَغَشَّى الْمَاءَ، فإِذا كَانَ فِي جَوَانِبِهِ فَهُوَ الطُّحْلُب. يُقَالُ: ماءٌ مُعَرْمِضٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

تَيَمَّمَتِ العَينَ الَّتِي عندَ ضارِجٍ، ... يَفيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُها طَامِي

وعَرْمَضَ الماءُ عَرْمَضَةً وعِرْماضاً: عَلَاهُ الْعَرْمَضُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والعَرْمَضُ والعِرْمِض؛ الأَخيرة عَنِ الْهَجَرِيِّ: مِنْ شَجَرِ العِضاهِ لَهَا شَوْكٌ أَمثال مَناقِير الطَّيْرِ وَهُوَ أَصلبها عِيداناً، والعَرْمَضُ أَيضاً: صِغَارُ السِّدْرِ والأَراك؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ؛ وأَنشد:

بالرّاقِصاتِ عَلَى الكَلالِ عَشِيَّةً، ... تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

الأَزهري: يُقَالُ لِصِغَارِ الأَراك عَرْمَضٌ. والعَرْمَضُ: السِّدْر صِغاره، وصغار العِضاه عَرمض.

<<  <  ج: ص:  >  >>