للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَسَلَّمَ.

وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ إِذا لَمْ يُوافِق صاحبَه: مَا يَلْتاطُ؛ وَلَا يَلْتاطُ هَذَا الأَمرُ بصَفَري أَي لَا يَلْزَقُ بِقَلْبِي، وَهُوَ يَفْتَعِلُ مِنَ اللَّوْطِ. ولاطَه بِسَهْمٍ وَعَيْنٍ: أَصابه بِهِمَا، وَالْهَمْزُ لُغَةٌ. والْتاطَ وَلَدًا واسْتَلاطَه: اسْتَلْحَقَه؛ قَالَ:

فَهَلْ كُنْتَ إِلَّا بُهْثَةً إِسْتَلاطَها ... شَقِيٌّ، مِنَ الأَقوامِ، وَغْدٌ مُلَحَّقُ؟

قَطَعَ أَلف الْوَصْلِ لِلضَّرُورَةِ، وَرِوِيَ فاسْتَلاطَها. وَلَاطَ بِحَقِّهِ: ذَهَبَ بِهِ. واللَّوْطُ: الرِّداء. يُقَالُ: انْتُقْ لَوْطَك فِي الغَزالةِ حَتَّى يَجِفّ. ولَوْطُه رِداؤه، ونَتْقُه بَسْطُه. وَيُقَالُ: لَبِسَ لَوْطَيْه. واللَّوِيطةُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا اخْتَلَطَ بَعْضُهُ ببعض. ولُوط: اسْمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ. قَالَ اللَّيْثُ: لُوط كَانَ نَبِيًّا بَعَثَهُ اللَّهُ إِلى قَوْمِهِ فَكَذَّبُوهُ وأَحدثوا مَا أَحدثوا فَاشْتَقَّ النَّاسُ مِنِ اسْمِهِ فِعْلًا لِمَنْ فَعَل فِعْلَ قومِه، وَلُوطٌ اسْمٌ يَنْصَرِفُ مَعَ العُجْمة وَالتَّعْرِيفِ، وَكَذَلِكَ نُوح: قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَلزموهما الصَّرْفَ لأَن الِاسْمَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحرف أَوسطه سَاكِنٌ وَهُوَ عَلَى غَايَةِ الخِفة فَقَاوَمَتْ خِفَّتُه أَحد السَّبَبَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْقِيَاسُ فِي هِنْد ودَعْد إِلَّا أَنهم لَمْ يَلْزَمُوا الصَّرْفَ فِي الْمُؤَنَّثِ وخيَّروك فِيهِ بَيْنَ الصَّرْفِ وَتَرْكِهِ. واللِّياطُ: الرِّبا، وَجَمْعُهُ لِيطٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي لَيَطَ، وَذَكَرْنَاهُ هَاهُنَا لأَنهم قَالُوا إِنَّ أَصله لوط.

ليط: لاطَ حُبُّه بِقَلْبِي يَلوط ويَلِيط لَيْطاً ولِيطاً: لزِق. وإِني لأَجد لَهُ فِي قَلْبِي لَوْطاً ولِيطاً، بِالْكَسْرِ، يَعْنِي الحُبَّ اللازِقَ بِالْقَلْبِ، وَهُوَ أَلْوَطُ بِقَلْبِي وأَلْيَطُ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حُبّ الْوَلَدِ. وَهَذَا الأَمر لَا يَلِيطُ بصَفَري وَلَا يَلْتاطُ أَي لَا يَعْلَقُ وَلَا يَلْزَقُ. والتاطَ فُلَانٌ وَلَدًا: ادَّعاه وَاسْتَلْحَقَهُ. ولاطَ الْقَاضِي فُلَانًا بِفُلَانٍ: أَلحقه بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: أَنه كَانَ يَلِيطُ أَولاد الجاهِلية بِآبَائِهِمْ

، وَفِي رِوَايَةٍ:

بِمَنِ ادَّعاهم فِي الإِسلام

، أَي يُلْحِقهم بِهِمْ. واللِّيطُ: قِشر الْقَصَبِ اللَّازِقُ بِهِ، وَكَذَلِكَ لِيطُ القَناةِ، وكلُّ قِطْعة مِنْهُ لِيطة. وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لِيطُ الْعُودِ الْقِشْرُ الَّذِي تَحْتَ الْقِشْرِ الأَعلى. وَفِي كِتَابِهِ لِوَائِلِ بْنِ حُجْر: فِي التِّيعةِ شَاةٌ لَا مُقْوَرّةُ الأَلْياطِ؛ هِيَ جَمْعُ لِيطٍ وَهِيَ فِي الأَصل الْقِشْرُ اللَّازِقُ بِالشَّجَرِ، أَراد غَيْرَ مُسْترخِيةِ الْجُلُودِ لهُزالها، فَاسْتَعَارَ اللِّيط لِلْجَلْدِ لأَنه لِلَّحْمِ بِمُنْزِلَتِهِ لِلشَّجَرِ وَالْقَصَبِ. وإِنما جَاءَ بِهِ مَجْمُوعًا لأَنه أَراد لِيط كُلِّ عُضو. واللِّيطةُ: قشْرة القَصبة والقوسِ وَالْقَنَاةِ وكلِّ شَيْءٍ لَهُ مَتانة، وَالْجَمْعُ لِيطٌ كريشةٍ وَرِيشٍ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ قَوْلُ أَوس بْنِ حَجر يَصِفُ قَوْساً وقَوّاساً:

فَمَلَّك باللِّيطِ الَّذِي تحتَ قِشْرِها ... كغِرْقِئِ بَيْضٍ كَنَّه القيْضُ مِنْ عَل

قَالَ: ملَّك، شدَّد، أَي تَرَكَ شَيْئًا مِنَ القِشر عَلَى قَلْبِ الْقَوْسِ لِيَتَمَالَكَ بِهِ، قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يَكُونَ مَوْضِعَ الَّذِي نَصْبًا بمَلَّك وَلَا يَكُونَ جَرّاً لأَنّ القِشْر الَّذِي تَحْتَ الْقَوْسِ لَيْسَ تَحْتَهَا، وَيَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ تَمْثِيلُهُ إِياه بالقَيْضِ والغِرْقِئِ؛ وَجَمْعُ اللِّيط لِياط؛ قَالَ جَسَّاسُ بْنُ قُطيْبٍ:

وقُلُصٍ مُقْوَرّةِ الأَلْياطِ

قَالَ: وَهِيَ الجُلُودُ هَاهُنَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا قال لابن عَبَّاسٍ: بأَي شَيْءٍ أُذَكِّي إِذا لَمْ أَجد

<<  <  ج: ص:  >  >>