للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَا يُسَمَّى جِزْع الْوَادِي جِزْعاً حَتَّى تَكُونَ لَهُ سِعَةٌ تنبِت الشَّجَرَ وَغَيْرَهُ؛ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ لَبِيدٍ:

حُفِزَتْ وزايَلَها السرابُ، كأَنها ... أَجزاعُ بئْشةَ أَثلُها ورِضامُها

وَقِيلَ: هُوَ مُنْحَناه، وَقِيلَ: هُوَ إِذا قَطَعَتْهُ إِلى الْجَانِبِ الْآخَرِ، وَقِيلَ: هُوَ رَمْلٌ لَا نَبَاتَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ أَجزاع. وجِزْعُ الْقَوْمِ: مَحِلَّتُهم؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وصادَفْنَ مَشْرَبَهُ والمَسامَ، ... شِرْباً هَنيًّا وجِزْعاً شَجِيرا

وجِزْعة الْوَادِي: مَكَانٌ يَسْتَدِيرُ وَيَتَّسِعُ وَيَكُونُ فِيهِ شَجَرٌ يُراحُ فِيهِ المالُ مِنَ القُرّ ويُحْبَسُ فِيهِ إِذا كَانَ جَائِعًا أَو صادِراً أَو مُخْدِراً، والمُخْدِرُ: الَّذِي تَحْتَ الْمَطَرِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه وقَفَ عَلَى مُحَسِّرٍ فقَرَع راحلَته فخَبَّتْ حَتَّى جَزَعَه

أَي قطَعَه عَرْضاً؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

فَريقان: مِنْهُمْ سالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ، ... وآخَرُ مِنْهُمْ جازِعٌ نَجْد كَبْكَبِ

وَفِي حَدِيثِ الضَّحِيَّةِ:

فتَفَرَّقَ الناسُ إِلى غُنَيْمةٍ فتَجَزّعوها

أَي اقْتَسَموها، وأَصله مِنَ الجَزْع القَطْعِ. وانْجَزَعَ الْحَبْلُ: انْقَطَع بنِصْفين، وَقِيلَ: هُوَ أَن ينقطِع، أَيًّا كَانَ، إِلا أَن يَنقطع مِنَ الطرَف. والجِزْعَةُ والجُزْعَةُ: الْقَلِيلُ مِنَ الْمَالِ وَالْمَاءِ. وانْجَزعَتِ الْعَصَا: انْكَسَرَتْ بِنِصْفَيْنِ. وتَجَزّعَ السهمُ: تكَسَّر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا رُمْحُه فِي الدَّارِعِين تَجَزّعا

واجْتَزَعْتُ مِنَ الشَّجَرَةِ عُودًا: اقْتَطَعْتُه واكْتَسَرْته. وَيُقَالُ: جَزَعَ لِي مِنَ الْمَالِ جِزْعةً أَي قطَعَ لِي مِنْهُ قِطْعةً. وبُسرةٌ مُجَزَّعةٌ ومُجَزِّعةٌ إِذا بلَغ الإِرطابُ ثُلُثيها. وتمرٌ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ ومُتَجَزِّعٌ: بلَغَ الإِرطابُ نصفَه، وَقِيلَ: بَلَغَ الإِرطابُ مِنْ أَسفله إِلى نِصْفِهِ، وَقِيلَ: إِلى ثُلُثَيْهِ، وَقِيلَ: بَلَغَ بعضَه مِنْ غَيْرِ أَن يُحَدّ، وَكَذَلِكَ الرُّطب وَالْعِنَبُ. وَقَدْ جَزَّع البُسْرُ والرطبُ وَغَيْرُهُمَا تَجْزِيعًا، فَهُوَ مُجَزِّع. قَالَ شِمْرٌ: قَالَ المَعَرِّي المُجَزِّع، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ عِنْدِي بِالنَّصْبِ عَلَى وَزْنِ مُخَطَّم. قَالَ الأَزهري: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الهَجَرِيّين رُطب مُجَزِّع؛ بِكَسْرِ الزَّايِ، كَمَا رَوَاهُ الْمَعَرِّيُّ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ. وَلَحْمٌ مُجَزَّعٌ ومُجَزِّعٌ: فِيهِ بَيَاضٌ وَحُمْرَةٌ، وَنَوًى مُجَزّع إِذا كَانَ مَحْكُوكًا. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَانَ يُسبّح بِالنَّوَى المجَزَّع

، وَهُوَ الَّذِي حَكَّ بعضُه بَعْضًا حَتَّى ابيضَّ الموضِعُ الْمَحْكُوكُ مِنْهُ وتُرك الْبَاقِي عَلَى لَوْنِهِ تَشْبِيهًا بالجَزْعِ. ووَتَر مُجَزَّع: مختلِف الْوَضْعِ، بعضُه رَقيق وَبَعْضُهُ غَليظ، وجِزْعٌ: مَكَانٌ لَا شَجَرَ فِيهِ. والجَزْعُ والجِزْعُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ: ضَرْبٌ مِنَ الخَرَز، وَقِيلَ: هُوَ الْخَرَزُ الْيَمَانِيُّ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ تشبَّه بِهِ الأَعين؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

كأَنَّ عُيُونَ الوحْشِ، حَولَ خِبائنا ... وأَرْحُلِنا، الجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُثَقَّبِ

وَاحِدَتُهُ جَزْعة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: سُمِّيَ جَزْعاً لأَنه مُجَزَّع أَي مُقَطَّع بأَلوان مُخْتَلِفَةٍ أَي قُطِّع سَوَادُهُ بِبَيَاضِهِ، وكأَنَّ الجَزْعةَ مُسَمَّاةٌ بالجَزْعة، الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ جَزَعْت. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: انقطَع عِقْد لَهَا مِنْ جِزْعِ ظَفارِ.

والجُزْعُ: المِحْوَرُ الَّذِي تَدورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>