للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاخْتَضَعَتْ وخَضَعَتْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

يظَلُّ مُخْتَضِعاً يَبْدُو فتُنْكِرُه ... حَالًا، ويَسْطَعُ أَحياناً فيَنْتَسِبُ «٤»

مُخْتَضِعاً: مُطأْطِئ الرأْس. والسطُوعُ: الانْتصاب، وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الأَعْنقِ: أَسْطَعُ. ومَنْكِب خاضِع وأَخضع: مُطَمْئِنٌ. وَنَعَامٌ خواضِعُ: مُمِيلات رؤوسَها إِلى الأَرض فِي مَرَاعِيهَا، وَظَلِيمٌ أَخضَع، وَكَذَلِكَ الظِّبَاءُ؛ قَالَ:

تَوَهَّمْتها يَوْمًا، فقُلت لصاحِبي، ... وَلَيْسَ بِهَا إِلَّا الظِّباء الخَواضِعُ

وَقَوْمٌ خُضُعُ الرِّقَابِ: جَمْعُ خَضُوعٍ أَي خاضِع؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ، رأَيْتَهم ... خُضُعَ الرِّقاب، نَواكِسَ الأَبْصارِ

وخَضَعَه الكِبَرُ يخْضَعُه خَضْعاً وخُضوعاً وأَخْضَعه: حَناه. وخَضَع هُوَ وأَخْضَع أَي انحَنى. والأَخْضَع مِنَ الرِّجَالِ: الَّذِي فِيهِ جَنَأٌ، وَقَدْ خَضِعَ يخْضَعُ خَضَعاً، فَهُوَ أَخْضَعُ، وَفِي حَدِيثِ

الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ أَخْضَع

أَي فِيهِ انحِناء. وَرَجُلٌ خُضَعةٌ إِذا كَانَ يخضَع أَقْرانَه ويَقْهَرُهم. وَرَجُلٌ خُضَعةٌ، مِثَالُ هُمَزة: يخْضَعُ لِكُلِّ أَحد. وخَضَع النجمُ أَي مَالَ للمَغيب. وَنَبَاتٌ خَضِعٌ: مُتَثنٍّ مِنَ النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدِي عَلَى النسَب لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ يَصْلُح أَن يَكُونَ خَضِعٌ مَحْمُولًا عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي فَقْعس يَصِفُ الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ؛ كَذَا حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي مَضِعٌ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ؛ قَالَ: أَراد مَضِغٌ فأَبدل الْعَيْنَ مَكَانَ الْغَيْنِ لِلسَّجْعِ، أَلا تَرَى أَن قَبْلَهُ خَضِع وَبَعْدَهُ رَتِع؟ أَبو عَمْرٍو: الخُضَعة مِنَ النَّخْلِ الَّتِي تَنْبُت مِنَ النَّوَاةِ، لُغَةُ بَنِي حَنِيفَةَ، وَالْجَمْعُ الخُضَعُ. والخَضَعةُ: السِّيَاطُ لانصِبابها عَلَى مَن تَقَع عَلَيْهِ، وَقِيلَ: الخَضْعةُ والخَضَعة السُّيُوفُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلسُّيُوفِ خَضْعة، وَهِيَ صَوْتُ وقْعها. وَقَوْلُهُمْ: سَمِعْتُ لِلسِّيَاطِ خَضْعةً وَلِلسُّيُوفِ بَضْعة؛ فالخضْعةُ وَقْعُ السِّيَاطِ، والبَضْعُ القَطْع. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقِيلَ الخَضْعة أَصوات السُّيُوفِ، والبَضْعةُ أَصوات السِّيَاطِ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ مُحَرَّكًا كَمَا قَالَ:

أَرْبعةٌ وأَرْبَعهْ ... اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ،

لمالِكِ بنِ بَرْذعهْ، ... وللسيوفِ خَضَعَهْ،

وللسِّياطِ بَضَعَهْ

والخَيْضَعةُ: المعركةُ، وَقِيلَ غُبارها، وَقِيلَ اخْتِلَاطُ الأَصوات فِيهَا؛ الأَوَّل عَنْ كُرَاعٍ، قَالَ: لأَن الكُماة يَخْضع بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. والخَيضَعةُ: حَيْثُ يَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لِبَعْضٍ. والخَيْضَعةُ: صَوْتُ الْقِتَالِ. وَالْخَيْضَعَةُ: الْبَيْضَةُ؛ فأَما قَوْلُ لَبِيدٍ:

نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَهْ، ... ونحنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ،

المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ، ... الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ

فَقِيلَ: أَراد الْبَيْضَةَ، وَقِيلَ: أَراد الْتِفافَ الأَصوات فِي الْحَرْبِ، وَقِيلَ: أَراد الخَضَعةَ مِنَ السُّيُوفِ فَزَادَ الْيَاءَ هَرَباً مِنَ الطّيِّ، وَيُقَالُ لِبَيْضَةِ الحرب الخَيْضَعة


(٤). قوله [يظل] سيأتي في سطع فظل.

<<  <  ج: ص:  >  >>