للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعلع: الشَّعَلَّعُ: الطوِيلُ.

شفع: الشَّفْعُ: خِلَافُ الوَتْر، وَهُوَ الزَّوْجُ. تَقُولُ: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً. وشَفَعَ الوَتْرَ مِنَ العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي لِسُوَيْدِ بْنِ كُرَاعٍ وإِنما هُوَ لِجَرِيرٍ:

وَمَا باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً ... فَيَشْفِينَا، إِلَّا دِماءٌ شَوافِعُ

أَي لَمْ نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قَتِيلٍ منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بِقَتْلِ جَمَاعَةٍ، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر. والشَّفِيعُ مِنَ الأَعْداد: مَا كَانَ زَوْجًا، تَقُولُ: كَانَ وَتْراً فشَفَعْتُه بِآخِرَ؛ وَقَوْلُهُ:

لِنَفْسِي حدِيثٌ دونَ صَحْبي، وأَصْبَحَتْ ... تَزِيدُ لِعَيْنَيَّ الشُّخُوصُ الشَّوافِعُ

لَمْ يُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ؛ وَقَوْلُهُ:

مَا كانَ أَبْصَرَني بِغِرَّاتِ الصِّبا، ... فالآنَ قَدْ شُفِعَتْ ليَ الأَشْباحُ

مَعْنَاهُ أَنه يحسَبُ الشَّخْصَ اثْنَيْنِ لضَعْفِ بَصَرِهِ. وَعَيْنٌ شافِعةٌ: تنظُر نَظَرَيْنِ. والشَّفْعُ: مَا شُفِع بِهِ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، وَالْجَمْعُ شِفاعٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:

وأَخُو الإِباءَةِ، إِذْ رَأَى خُلَّانَه، ... تَلَّى شِفاعاً حوْلَه كالإِذْخِرِ

شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ لأَنه لَا يَكَادُ ينبُتُ إِلا زَوْجاً زَوْجاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

. قَالَ الأَسود بْنُ يَزِيدَ: الشَّفْعُ يَوْمُ الأَضْحى، والوَتْرُ يومُ عَرَفةَ. وَقَالَ عَطَاءٌ: الوتْرُ هُوَ اللَّهُ، والشفْع خلْقه. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الوَتر آدمُ شُفِعَ بزَوْجَتِه، وَقِيلَ فِي الشفْع والوتْر: إِنّ الأَعداد كُلَّهَا شَفْع وَوِتْر. وشُفْعةُ الضُّحى: رَكْعتا الضُّحَى. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ حافَظَ عَلَى شُفْعةِ الضُّحى غُفِرَ لَهُ ذنوبُه

، يَعْنِي رَكْعَتِي الضُّحَى مِنَ الشفْعِ الزَّوْجِ، يُرْوى بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، كالغَرْفة والغُرْفة، وإِنما سَمَّاهَا شَفْعة لأَنها أَكثر مِنْ وَاحِدَةٍ. قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: الشَّفْعُ الزَّوْجُ وَلَمْ أَسمع بِهِ مُؤَنَّثًا إِلا هَاهُنَا، قَالَ: وأَحسَبُه ذُهِبَ بتأْنيثه إِلى الفَعْلةِ الْوَاحِدَةِ أَو إِلى الصلاةِ. وَنَاقَةٌ شافِعٌ: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ أَو يَتْبَعُها وَلَدٌ يَشْفَعها، وَقِيلَ: فِي بَطْنِهَا وَلَدٌ يَتْبَعُها آخَرُ وَنَحْوُ ذَلِكَ تَقُولُ مِنْهُ: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وشافِعٌ فِي بَطْنِها لَهَا وَلَدْ، ... ومَعَها مِن خَلْفِها لَهَا ولَدْ

وَقَالَ:

مَا كانَ فِي البَطْنِ طَلاها شافِعُ، ... ومَعَها لَهَا وليدٌ تابِعُ

وشاةٌ شَفُوعٌ وشافِعٌ: شَفَعها ولَدُها. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ مُصَدِّقاً فأَتاه رَجُلٌ بِشَاةٍ شافِعٍ فَلَمْ يأْخُذْها فَقَالَ: ائْتِني بِمُعْتاطٍ

؛ فالشافِعُ: الَّتِي معَها وَلَدُهَا، سُمِّيَتْ شافِعاً لأَن وَلَدَهَا شَفَعها وشفَعَتْه هِيَ فَصَارَا شَفْعاً. وَفِي رِوَايَةٍ:

هَذِهِ شاةُ الشافِعِ

بالإِضافة كَقَوْلِهِمْ صلاةُ الأُولى ومَسْجِدُ الجامِع. وشاةٌ مُشْفِعٌ: تُرْضِعُ كُلَّ بَهْمةٍ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والشَّفُوعُ مِنَ الإِبل: الَّتِي تَجْمع بَيْنَ مِحْلَبَيْنِ فِي حَلْبةٍ وَاحِدَةٍ، وَهِيَ القَرُونُ. وشَفَعَ لِي بالعَداوة: أَعانَ عَليّ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

أَتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضةً، ... لَهُ مِنْ عَدُوٍّ مِثْلُ ذَلِكَ شافِعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>