للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَيْسَتْ، إِذَا سَمِنَتْ، بَجابِئةٍ ... عَنْهَا العُيونُ، كَريهةَ «١» المَسِ

أَبو عَمْرٍو: الجُبَّاء مِنَ النِّسَاءِ، بِوَزْنِ جُبّاع: الَّتِي إِذا نَظَرَتْ لَا تَرُوعُ؛ الأَصمعي: هِيَ الَّتِي إِذَا نَظَرَت إِلَى الرِّجَالِ، انْخَزَلَت رَاجِعَةً لِصغرِها؛ وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

وطَفْلةٍ غَيْرِ جُبَّاءٍ، وَلَا نَصَفٍ، ... مِن دَلِّ أَمثالِها بادٍ ومكتُومُ

«٢» وَكَأَنَّهُ قَالَ: لَيْسَتْ بِصَغِيرَةٍ وَلَا كَبِيرَةٍ؛ وَرَوَى غَيْرُهُ جُبَّاعٍ، وَهِيَ الْقَصِيرَةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، شَبَّهَهَا بِسَهْمٍ قَصِيرٍ يَرْمي بِهِ الصِّبيان يُقَالُ لَهُ الجُبَّاعُ. وَجَبَأَ عَلَيْهِ الأَسْوَدُ مِنْ جُحْره يَجْبَأ جَبْأً وجُبُوءاً: طلَع وَخَرَجَ، وَكَذَلِكَ الضَّبُعُ والضَّبُّ واليَرْبُوع، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يُفْزِعَك. وجَبَأَ عَلَى القَوْم: طَلَعَ عَلَيْهِمْ مُفاجأَةً. وأَجْبَأَ عَلَيْهِمْ: أَشْرَفَ. وَفِي حَدِيثِ

أُسَامَةَ: فَلَمَّا رَأَوْنا جَبَئُوا مِنْ أَخبِيَتِهم

أَي خَرَجُوا مِنْهَا. يُقَالُ: جَبَأَ عَلَيْهِمْ يَجْبَأُ: إِذا خَرَجَ. وَمَا جَبَأَ عَنْ شَتْمِي أَيْ مَا تأَخَّر وَلَا كَذَب. وَجَبَأْتُ عَنِ الرَّجل جَبْأً وجُبُوءاً: خَنَسْتُ عَنْهُ، وَأَنْشَدَ:

وهَلْ أَنا إلَّا مِثْلُ سَيِّقةِ العِدا، ... إِنِ اسْتَقْدَمَتْ نَحْرٌ، وإِنْ جَبَأَتْ عَقْرُ

ابْنُ الأَعرابي: الإِجْباء: أَنْ يُغَيِّبَ الرجلُ إِبلَه، عَنِ المُصَدِّقِ. يُقالُ: جَبَأَ عَنِ الشَّيْءِ: تَوَارَى عَنْهُ، وأَجْبَيْتُه إِذَا وارَيْتَه. وجَبَأَ الضَّبُّ فِي جُحْره إِذا اسْتَخْفَى. والجَبْءُ: الكَمْأَة الحَمراء؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَبْأَة هَنَةٌ بَيْضاءُ كأَنها كَمءٌ وَلَا يُنتفع بِهَا، وَالْجَمْعُ أَجْبُؤٌ وجِبَأَةٌ مِثَالُ فَقْعٍ وفِقَعَةٍ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَيْسَ ذَلِكَ بِالْقِيَاسِ، يَعْنِي تَكْسِيرَ فَعْلٍ عَلَى فِعَلَةٍ؛ وَأَمَّا الجَبْأَةُ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ فِي كَمْء وكَمْأَةٍ لأَنّ فَعْلًا لَيْسَ مِمَّا يُكسر عَلَى فَعْلةٍ، لأَن فَعْلةً لَيْسَتْ مِنْ أَبْنِية الجُموع. وتحقيرُه: جُبَيْئَةٌ عَلَى لَفْظِهِ، وَلَا يُرَدّ إِلَى واحِدِه ثُمَّ يُجمع بالأَلف وَالتَّاءِ لأَن أَسْماء الجُموع بِمَنْزِلَةِ الْآحَادِ؛ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ:

أَخْشَى رُكَيْباً ورُجَيلًا عَادِيَا

فَلَمْ يَرُدّ رَكْباً وَلَا رَجْلًا إِلَى وَاحِدِهِ، وَبِهَذَا قَوِيَ قولُ سِيبَوَيْهِ عَلَى قَوْلِ أَبي الْحَسَنِ لأَن هَذَا عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ جَمْعٌ لَا اسْمُ جَمْعٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الجَبْءُ: الكَمأَة السُّودُ، والسُّود خِيارُ الكَمأَةِ، وأَنشد:

إِنَّ أُحَيْحاً ماتَ مِن غَيْر مَرَضْ، ... ووُجْدَ فِي مَرْمَضهِ حيثُ ارْتمَضْ

عَساقِلٌ وجِبَأٌ، فِيهَا قَضَضْ

فَجِبأ هُنَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ جَبْءٍ كَجِبَأَةٍ، وَهُوَ نادرٌ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ جِبَأَةً، فَحَذَفَ الْهَاءَ لِلضَّرُورَةِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ اسْمًا لِلْجَمْعِ؛ وَحَكَى كُرَاعٌ فِي جَمْعِ جَبْءٍ جِبَاءً عَلَى مِثَالِ بِنَاءٍ، فَإِنْ صحَّ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا جِبَأ اسْمٌ لِجَمْعِ جَبْءٍ، وَلَيْسَ بجَمْع لَهُ لأَن فَعْلًا، بِسُكُونِ الْعَيْنِ، لَيْسَ مِمَّا يُجْمَعُ عَلَى فِعَلٍ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وأَجبَأَت الأَرض: أَيْ كَثُرَتْ جَبْأَتها، وَفِي الصِّحَاحِ: أَيْ كَثُرَتْ كَمْأَتُها، وَهِيَ أَرْضٌ مَجْبأَةٌ. قَالَ الأَحمر:


(١). قوله [كريهة] ضبطت في التكملة بالنصب والجر ورمز لذلك على عادته بكلمة معاً.
(٢). وبعده كما في التكملة:
عانقتها فانثنت طوع العناق كما ... مالت بشاربها صهباء خرطوم

<<  <  ج: ص:  >  >>