يَرُدُّ عليَّ الرِّيحُ ثَوْبِي قَاعِدًا، ... لَدَى صَدَفِيّ كالحنِيَّةِ بازِلِ
وصَيْدَفَا وتَصْدَفُ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ السُّلَيْكُ بْنُ السُّلَكةِ:
إِذَا أَسْهَلَتْ خَبَّتْ، وَإِنْ أَحْزَنتْ مَشَتْ، ... ويُغْشَى بِهَا بَيْنَ البُطونِ وتَصْدَفِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قُضِيَتْ بِزِيَادَةِ التَّاءِ فِيهِ لأَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مِثْلُ جعفر.
صرف: الصَّرْفُ: رَدُّ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ. وصَارَفَ نفْسَه عَنِ الشَّيْءِ: صَرَفَها عَنْهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ انْصَرَفُوا
؛ أَي رَجَعوا عَنِ الْمَكَانِ الَّذِي استمعُوا فِيهِ، وَقِيلَ: انْصَرَفُوا عَنِ الْعَمَلِ بِشَيْءٍ مِمَّا سَمِعُوا. صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
أَي أَضلَّهُم اللَّهُ مُجازاةً عَلَى فِعْلِهِمْ؛ وصَرفْتُ الرَّجُلَ عَنِّي فانْصَرَفَ، والمُنْصَرَفُ: قَدْ يَكُونُ مَكَانًا وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرًا، وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ
؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم الإِضْلالَ عَنْ هِدَايَةِ آيَاتِي. وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً
أَي مَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يَصْرِفُوا عَنْ أَنفسهم العَذابَ وَلَا أَن يَنْصُروا أَنفسَهم. قَالَ يُونُسُ: الصَّرْفُ الحِيلةُ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان: قَلَبْتُهم. وصَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ الأَذى، واسْتَصْرَفْتُ اللَّهَ المَكارِهَ. والصَّريفُ: اللَّبَنُ الَّذِي يُنْصَرَفُ بِهِ عَنِ الضَّرْعِ حَارًّا. والصَّرْفانِ: الليلُ والنهارُ. والصَّرْفَةُ: مَنْزِل مِنْ مَنازِلِ الْقَمَرِ نَجْمٌ وَاحِدٌ نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يُقَالُ: إِنَّهُ قَلْبُ الأَسد إِذَا طَلَعَ أَمام الْفَجْرِ فَذَلِكَ الخَريفُ، وإِذا غابَ مَعَ طُلُوع الْفَجْرِ فَذَلِكَ أَول الرَّبِيعِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: الصَّرْفَةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عَنِ الْبَرْدِ أَو عَنِ الحَرّ فِي الْحَالَتَيْنِ؛ قَالَ ابْنُ كُناسةَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْصراف الْبَرْدِ وَإِقْبَالِ الْحَرِّ، وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أَن يُقَالَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لانْصراف الحرِّ وَإِقْبَالِ الْبَرْدِ. والصَّرْفةُ: خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر فِي الأُخَذِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يُسْتَعْطَفُ بِهَا الرِّجَالُ يُصْرَفون بِهَا عَنْ مَذاهِبهم وَوُجُوهِهِمْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وقولُ الْبَغْدَادِيِّينَ فِي قَوْلِهِمْ: مَا تَأْتينا فتُحَدِّثَنا، تَنْصِبُ الجوابَ عَلَى الصَّرْف، كَلَامٌ فِيهِ إِجْمَالٌ بَعْضُهُ صَحِيحٌ وَبَعْضُهُ فَاسِدٌ، أَما الصَّحِيحُ فَقَوْلُهُمُ الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثَّانِي عَنْ مَعْنَى الْفِعْلِ الأَول، قَالَ: وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِنَا إِنَّ الْفِعْلَ الثَّانِيَ يُخَالِفُ الأَوّل، وأَما انْتِصَابُهُ بالصَّرْف فخطأٌ لأَنه لَا بُدَّ لَهُ مِنَ نَاصِبٍ مُقْتَض لَهُ لأَن الْمَعَانِيَ لَا تَنْصِبُ الأَفعال وَإِنَّمَا تَرْفَعُهَا، قَالَ: وَالْمَعْنَى الَّذِي يَرْفَعُ الْفِعْلَ هُوَ وُقُوعُ الِاسْمِ، وَجَازَ فِي الأَفعال أَن يَرْفَعَهَا الْمَعْنَى كَمَا جَازَ فِي الأَسماء أَن يَرْفَعَهَا الْمَعْنَى لمُضارعَة الْفِعْلِ لِلِاسْمِ، وصَرْفُ الْكَلِمَةِ إجْراؤها بِالتَّنْوِينِ. وَصَرَّفْنَا الْآياتِ
أَي بيَّنَّاها. وتَصْريفُ الْآيَاتِ تَبْيينُها. والصَّرْفُ: أَن تَصْرِفَ إِنْسَانًا عَنْ وجْهٍ يُرِيدُهُ إِلَى مَصْرِفٍ غَيْرِ ذَلِكَ. وصَرَّفَ الشيءَ: أَعْمله فِي غَيْرِ وَجْهٍ كأَنه يَصرِفُه عَنْ وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ، وتَصَرَّفَ هُوَ. وتَصارِيفُ الأُمورِ: تَخالِيفُها، وَمِنْهُ تَصارِيفُ الرِّياحِ والسَّحابِ. اللَّيْثُ: تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ، وَكَذَلِكَ تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور وَالْآيَاتِ، وتَصْرِيفُ الرياحِ: جعلُها جَنُوباً وشَمالًا وصَباً ودَبُوراً فَجَعَلَهَا ضُروباً فِي أَجْناسِها. وصَرْفُ الدَّهْرِ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute