والمُصْلِفُ: الَّذِي لَا يَحْظى عِنْدَهُ امرأَة، والمرأَة صَلِفةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَوْ أَن امرأَة لَا تَتَصَنَّعُ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ
أَي ثَقُلَتْ عَلَيْهِ وَلَمْ تَحْظ عِنْدَهُ، ووَلّاها صَلِيفَ عُنُقِه أَي جانبَه. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: تَنْطَلِقُ إحداكُنَّ فتُصانِعُ بمالِها عَنِ ابْنَتِها الحَظِيّةِ وَلَوْ صانَعَتْ عَنِ الصَّلِفَةِ كَانَتْ أَحَقَّ.
الشَّيْبانيُّ: يُقَالُ للمرأَة أَصْلَفَ اللَّهُ رُفْغَكِ أَي بَغَّضَكِ إِلَى زَوْجِكِ. وَمِنْ أَمثالهم فِي التَّمَسُّكِ بالدِّين وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير حَدِيثًا:
مَنْ يَبْغِ فِي الدِّينِ يَصْلَفْ
أَي لَا يَحْظَ عِنْدَ النَّاسِ وَلَا يُرْزَق مِنْهُمُ المَحَبةَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشده ابْنُ السِّكِّيتِ مُطْلقاً:
قَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَي مَنْ يَطْلُبْ فِي الدِّينِ أَكثر مِمَّا وُقِفَ عَلَيْهِ يَقِلَّ حَظُّه. والصَّلَفُ: قِلَّةُ نَزَلِ الطَّعَامِ. وطَعامٌ صَلِفٌ وصَلِيفٌ: قَلِيلُ النَّزَل والرَّيْعِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا طَعْمَ لَهُ، وَقَالُوا: مَنْ يَبْغِ فِي الدينِ يَصْلَفْ أَي يَقِلَّ نَزَلُه فِيهِ. وَإِنَاءٌ صَلِفٌ: قَلِيلُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: إِنَاءٌ صَلِفٌ خالٍ لَا يأْخذ مِنَ الْمَاءِ شَيْئًا، وسَحابٌ صَلِفٌ لَا مَاءَ فِيهِ؛ الْجَوْهَرِيُّ: سَحَابٌ صَلِفٌ قَلِيلُ الْمَاءِ كَثِيرُ الرَّعْد، وَقَدْ صَلِفَ صَلَفاً. وَفِي الْمَثَلِ فِي الواجِدِ وَهُوَ بَخِيلٌ مَعَ جِدَتِه: رُبَّ صَلِفٍ تَحْتَ الرَّاعِدةِ؛ وَقِيلَ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ الَّذِي يُكْثِر الْكَلَامَ والمَدْحَ لِنَفْسِهِ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ. والصَّلَفُ: قِلَّةُ النَّزَلِ وَالْخَيْرِ؛ أَرادوا أَن هَذَا مَعَ كَثْرَةِ مَالِهِ مَعَ الْمَنْعِ كالغَمامة كَثِيرَةُ الرَّعْدِ مَعَ قِلَّةِ مَطَرِهَا؛ وَفِي الصِّحَاحِ: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَتَوَعَّدُ ثُمَّ لَا يقومُ بِهِ، وَذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير حَدِيثًا، وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ لِمَنْ يُكْثِرُ قَوْلَ مَا لَا يَفْعَلُ أَي تحتَ سَحاب يرْعَدُ وَلَا يَمْطُرُ. وتَصَلَّفَ الرَّجُلُ: قَلَّ خيره. التهذيب: قالوا أَصْلَفُ مِنْ ثَلْجٍ فِي مَاءٍ وَمِنْ ملحٍ فِي مَاءٍ. والصَّلَفُ: قلةُ الْخَيْرِ. وامرأَة صَلِفَة: قَلِيلَةُ الْخَيْرِ لَا تَحْظى عِنْدَ زَوْجِهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ قَوْمٌ الصَّلَفُ مأْخوذ مِنَ الإِناء الْقَلِيلِ الأَخذِ لِلْمَاءِ فَهُوَ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَاءٌ صَلِفٌ إِذَا كَانَ ثَخِيناً ثَقِيلًا، فالصَّلِفُ بِهَذَا الْمَعْنَى وَهَذَا الِاخْتِيَارِ والعامَّةُ وضَعَتِ الصَّلَفَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي الصَّلِف الإِناء الصَّغِيرُ، والصَّلِفُ الإِناء السائلُ الَّذِي لَا يَكَادُ يُمْسِكُ الْمَاءَ. وأَصْلَفَ الرَّجُلُ إِذَا قَلَّ خَيْرُهُ، وأَصْلَفَ إِذَا ثَقُلَ رُوحه. وَفُلَانٌ صَلِفٌ: ثَقِيلُ الرُّوح. وأَرض صَلِفَةٌ: لَا نَبات فِيهَا. ابْنُ الأَعرابي: الصَّلْفَاء المَكان الغَلِيظُ الجَلَدُ، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: هِيَ الصَّلِفَةُ الأَرض الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. وَكُلُّ قُفٍّ صَلِفٌ وظَلِفٌ، وَلَا يَكُونُ الصَّلَفُ إِلَّا فِي قُفٍّ أَو شَبَهِهِ، والقاعُ القَرَقُوسُ صَلِفٌ، زَعَم. قَالَ: ومَرْبَدُ البصرةِ صَلِفٌ أَسِيفٌ لأَنه لَا يُنْبِتُ شَيْئًا. الأَصمعيّ: الصَّلْفَاء والأَصْلَفُ مَا اشتَدّ مِنَ الأَرض وصَلُبَ؛ وَقَالَ أَوْس بْنُ حَجَرٍ:
وخَبَّ سَفا قُرْبَانِهِ وتَوَقَّدَتْ، ... عَلَيْهِ من الصَّمَّانتين الأَصَالِفُ «٣»
والمكانُ أَصْلَفُ. وَالْمَكَانُ الأَصْلَفُ: الَّذِي لا يُنْبِتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِذِي الرمَّة:
(٣). قوله [وخب سفا قربانه] كذا بالأصل على هذه الصورة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute