جَمامِ المَكُّوكِ وجِمامِه، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: مَا مَلأَ أَصْباره، وَفِي الْمُحْكَمِ: مَا بَقِيَ فِيهِ بَعْدَ الْمَسْحِ عَلَى رأْسه فِي بَابِ فَعالٍ وفِعال، وَقِيلَ: هُوَ مِلْؤه، وَكَذَلِكَ كلُّ إِنَاءٍ، وَقِيلَ: طفافُ الإِناء أَعْلاه. والتَّطْفِيفُ: أَن يُؤْخَذَ أَعلاه وَلَا يُتَمَّ كيلُه، فَهُوَ طَفَّانُ. وَفِي حَدِيثِ
حُذيفة: أَنه اسْتسقى دِهْقاناً فأَتاه بِقدَحِ فِضّة فَحَذَفَهُ بِهِ، فنَكَّس الدِّهْقانُ وطَفَّفَه القدَحُ
أَي عَلا رأْسه وَتَعَدَّاهُ، وَتَقُولُ مِنْهُ: طَفَّفْتُه. وَإِنَاءٌ طَفَّان: بلغ المِلءُ طِفافَه [طَفافَه]، وَقِيلَ: طَفَّان مَلآن؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَطَفَّه وطَفَّفَه: أَخذ مَا عَلَيْهِ، وَقَدْ أَطْفَفْتُه. وَيُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكيال وطَفَافه وطِفَافه إِذَا قارَب مِلأَه ولمَّا يُمْلأَ، وَلِهَذَا قِيلَ لِلَّذِي يُسيء الْكَيْلَ وَلَا يُوَفِّيه مُطَفِّف، يَعْنِي أَنه إِنَّمَا يَبْلُغُ بِهِ الطَّفاف. والطُّفَافَةُ: مَا قَصُرَ عَنْ مِلْءِ الإِناء مِنْ شَراب وَغَيْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كلُّكم بَنُو آدَمَ طَفُّ الصاعِ لَمْ تَمْلَؤُوه
، وَهُوَ أَن يَقْرُبَ أَن يَمْتَلِئ فَلَا يفعلَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَعْنَى كلُّكم فِي الانتِساب إِلَى أَبٍ وَاحِدٍ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي النقْص والتقاصُر عَنْ غايةِ التَّمامِ، وشَبَّههم فِي نُقْصانهم بِالْكَيْلِ الَّذِي لَمْ يبلُغ أَن يملأَ المِكيالَ، ثُمَّ أَعلمهم أَن التفاضُل لَيْسَ بِالنَّسَبِ وَلَكِنْ بالتقْوى. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
كلُّكم بَنُو آدَمَ طفُّ الصاعِ بِالصَّاعِ
أَي كُلُّكُمْ قريبٌ بعضُكم مِنْ بَعْضٍ فَلَيْسَ لأَحد فضْلٌ عَلَى أَحد إِلَّا بِالتَّقْوَى لأَنَّ طَفَّ الصَّاعِ قَرِيبٌ مِنْ مِلْئِهِ فَلَيْسَ لأَحد أَن يقرُب الإِناء مِنَ الِامْتِلَاءِ، وَيُصَدِّقُ هَذَا قَوْلُهُ: الْمُسْلِمُونَ تتكافأُ دِمَاؤُهُمْ. والتَّطْفِيفُ فِي المِكيال: أَن يقرب الإِناء من الامتلاء. يُقَالُ: هَذَا طَفُّ المِكيال وطَفافُه وطِفافه. وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ إسرافيلَ:
حَتَّى كأَنه طِفافُ الأَرض
أَي قُرْبَها. وطِفافُ الليلِ وطَفافُهُ: سوادُه؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. والطَّفاف: سَوَادُ اللَّيْلِ؛ وأَنشد:
عِقْبان دَجْنٍ بادَرَتْ طَفافا ... صَيداً، وَقَدْ عايَنَتِ الأَسْدافا،
فَهِيَ تَضُمُّ الرِّيشَ والأَكْتافا
وطَفَّفَ عَلَى الرَّجُلِ إِذَا أَعطاه أَقلَّ مِمَّا أَخذ مِنْهُ. والتَّطْفِيفُ: البَخْسُ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ونقصُ المِكيال، وهو أَن لا تملأَه إِلَى أَصْبارِه. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ حِينَ ذَكَرَ أَن النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبَّقَ بَيْنَ الخيلِ: كنتُ فَارِسًا يَوْمَئِذٍ فسبَقْت النَّاسَ حَتَّى طَفَّفَ بِي الفرسُ مسجدَ بَنِي زُرَيْقٍ حَتَّى كَادَ يُساوي المسجدَ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَن الْفَرَسَ وثَبَ بِي حَتَّى كَادَ يُساوي الْمَسْجِدَ. يُقَالُ: طفَّفْتُ بِفُلَانٍ موضعَ كَذَا أَي دَفَعْتُهُ إِلَيْهِ وَحَاذَيْتُهُ بِهِ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: إناءٌ طَفَّانُ وَهُوَ الَّذِي قَرُب أَن يَمْتَلِئَ وَيُسَاوِي أَعْلى المِكيال، وَمِنْهُ التَّطْفِيفُ فِي الْكَيْلِ. فأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
، فَقِيلَ: التطفيفُ نَقْصٌ يَخُونُ بِهِ صَاحِبُهُ فِي كَيْلٍ أَو وَزْنٍ، وَقَدْ يَكُونُ النقصُ لِيَرْجِعَ إِلَى مِقْدَارِ الْحَقِّ فَلَا يُسَمَّى تَطْفِيفاً، وَلَا يُسَمَّى بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ مُطَفِّفاً عَلَى إِطْلَاقِ الصِّفَةِ حَتَّى يصيرَ إِلَى حَالٍ تَتَفَاحَشُ؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: المُطفِّفون الَّذِينَ يَنْقُصون المِكيالَ وَالْمِيزَانَ، قَالَ: وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْفَاعِلِ مُطَفِّفٌ لأَنه لَا يَكَادُ يَسْرِقُ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إِلَّا الشَّيْءَ الخفِيفَ الطَّفِيفَ، وَإِنَّمَا أُخذ مِنْ طَفِّ الشَّيْءِ، وَهُوَ جَانِبُهُ، وَقَدْ فَسَّرَهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَي يَنْقُصون. والطِّفافُ والطَّفاف: الجِمام. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لِرَجُلٍ: مَا حَبَسك عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ؟ فَذَكَرَ لَهُ عُذْراً فَقَالَ عُمَرُ: طَفَّفْتَ
أَي نَقَصْتَ. والتَّطْفِيفُ يَكُونُ بِمَعْنَى الْوَفَاءِ وَالنَّقْصِ.