للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النِّصْف، بِالْكَسْرِ: الانْتِصَاف، وَقَدْ أَنْصَفَه مِنْ خَصْمِهِ يُنْصِفُه إِنْصَافاً ونَصَفَه يَنْصِفُه ويَنْصُفُه نَصْفاً ونِصَافَةً ونَصَافاً ونِصَافاً وأَنْصَفَه وتَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه. الْجَوْهَرِيُّ: تَنَصَّفَ أَي خَدم؛ قَالَتِ الحُرَقة بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ:

فبَيْنا نَسُوسُ الناسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا، ... إِذَا نحنُ فِيهِمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

فأُفٍّ لدُنيا لَا يدُوم نَعيمُها؛ ... تقَلَّبُ تاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ

وَيُقَالُ: تنصَّفْتُه بِمَعْنَى خدَمْته وعبَدْته؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

فإنَّ الإِلَه تَنَصَّفْتُه، ... بأَنْ لَا أَعُقَّ وأَن لَا أَحُوبا

قَالَ: وَعَلَيْهِ بَيْتُ الحُرَقة بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ:

إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ

ونَصَفَ القومَ أَيضاً: خَدَمُهُمْ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

لَهَا غَلَلٌ مِنْ زازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاوِلا

قَوْلُهُ لَهَا أَي لظُروف الْخَمْرِ. والنَّاصِفُ والمِنْصَف، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الْخَادِمُ. وَيُقَالُ لِلْخَادِمِ: مِنْصَف ومَنْصَفٌ. والنَّصِيفُ: الْخَادِمُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنه ذَكَرَ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: دَخَلَ المِحراب وأَقعد مِنْصفاً عَلَى الْبَابِ

، يَعْنِي خَادِمًا، وَالْجَمْعُ مَنَاصِف؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المِنْصَف، بِكَسْرِ الْمِيمِ، الْخَادِمُ، وَقَدْ تُفْتَحُ الْمِيمُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ سَلام، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَجَاءَنِي مِنْصَف فرَفع ثِيَابِي مِنْ خَلْفي.

وَيُقَالُ: نَصَفْتُ الرجلَ فأَنا أَنْصُفُه وأَنْصِفُه نِصَافَة ونَصَافَة أَي خَدَمْتُهُ. والنَّصَفَةُ: الخُدَّام، وَاحِدُهُمْ نَاصِفٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: والنَّصَف الخدَّام. وتَنَصَّفَه: طلَب مَعْرُوفه؛ قَالَ:

فَإِنَّ الإِله تَنَصَّفْتُه، ... بأَنْ لَا أَخُونَ وأَنْ لَا أُخانا

وَقِيلَ: تَنَصَّفْتُه أَطعْته وانْقَدْت لَهُ؛ وَقَوْلُ ابْنِ هَرْمَةَ:

مَنْ ذَا رسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عنَّي عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ

أَني غَرِضْتُ إِلَى تَنَاصُف وجْهِها، ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلَى الحبيبِ الغائِبِ

أَي اشْتَقْت، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ خِدْمة وَجْهِهَا بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: إِلَى مَحَاسِنِهِ الَّتِي تقَسَّمت الْحُسْنَ فتَنَاصَفَتْه أَي أَنصفَ بعضُها بَعْضًا فَاسْتَوَتْ فِيهِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: تَنَاصُفُ وجهِها مَحَاسِنُهَا أَنها كُلَّهَا حَسَنة يُنْصِفُ بَعْضُهَا بَعْضًا، يُرِيدُ أَن أَعضاءها مُتَسَاوِيَةٌ فِي الْجَمَالِ وَالْحُسْنِ فكأَنَّ بَعْضَهَا أَنْصَفَ بَعْضًا فتَنَاصَفَ؛ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي اسْتِوَاءَ الْمَحَاسِنِ كأَنَّ بَعْضَ أَعضاء الْوَجْهِ أَنصف بَعْضًا فِي أَخذ القِسْط مِنَ الْجَمَالِ؛ وَرَجُلٌ مُتَنَاصِف: مُتساوي الْمَحَاسِنِ، وأَنْصَفَ إِذَا خَدَمَ سَيِّدَهُ. وأَنْصَفَ إِذَا سَارَ بِنِصْفِ النَّهَارِ. والمَنَاصِف: أَودية صِغَارٌ، والنَّوَاصِف: صُخُورٌ فِي مَناصِف أَسناد الْوَادِي وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ المَسايِل؛ وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الصَّبْغاء:

بَيْنَ القِرانِ السَّوْء والنَّوَاصِف

جَمْعُ نَاصِفَة وَهِيَ الصَّخْرَةُ. قَالَ ابْنُ الأَثير:

وَيُرْوَى التَّراصُف.

والنَّوَاصِفُ: مَجَارِي الْمَاءِ فِي الْوَادِي،

<<  <  ج: ص:  >  >>