للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْنِ، ... مُحْرَفةُ الساقِ، ظَمْأَى القَدَمْ

وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

شَمَرْدَل غَيْر هُراء مِئْلَق

قَالَ: المِئلَق مِنَ المأْلُوق وَهُوَ الأَحمق أَو المَعْتُوه. وأُلِقَ الرَّجُلُ يُؤْلَق أَلْقاً، فَهُوَ مأْلوق إِذَا أَخذه الأَوْلَق؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شاهدُ الأَوْلق الْجُنُونُ قَوْلُ الأَعشى:

وتُصْبِح عَنْ غِبِّ السُّرى وكأَنّها ... أَلَمَّ بِهَا، مِنْ طائِف الجِنِّ، أَوْلَقُ

وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ يَهْجُو وَلَدَ يَعْصُر وَهُمْ غَنِيٌّ وباهِلةُ والطُّفاوةُ:

أَباهِل، مَا أَدْرِي أَمِنْ لُؤْمِ مَنْصِبي ... أُحِبُّكُمُ، أَم بِي جُنونٌ وأَوْلَقُ؟

والمأْلُوق: اسْمُ فَرَسِ المُحَرِّش «١». بْنِ عَمْرٍو صِفَةٌ غَالِبَةٌ عَلَى التَّشْبِيهِ. والأَولَقُ: الأَحمق. وأَلَقَ البرقُ يأْلِق أَلْقاً وتأَلَّق وائْتلَق يَأْتَلق ائْتلاقاً: لمَعَ وأَضاء؛ الأَول عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ وَقَدْ عَدَّى الأَخير ابْنُ أَحمر فَقَالَ:

تُلَفِّفُها بِدِيباجٍ وخَزٍّ ... ليَجْلُوها، فَتَأْتَلِقُ العُيونا

وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَدَّاهُ بِإِسْقَاطِ حَرْفٍ أَو لأَنَّ مَعْنَاهُ تَخْتَطِفُ. والائتلاقُ: مِثْلُ التأَلُّق. والإِلَّق: المُتأَلِّق، وَهُوَ عَلَى وَزْنِ إمَّع. وبرقٌ أَلّاق: لَا مَطَرَ فِيهِ. والأَلْقُ: الْكَذِبُ. وأَلَق البرقُ يأْلِقُ أَلْقاً إِذَا كَذَبَ. والإِلاق: الْبَرْقُ الْكَاذِبُ الَّذِي لَا مَطَرَ فِيهِ. وَرَجُلٌ إلاقٌ: خَدَّاعٌ مُتَلَوِّنٌ شُبِّهَ بِالْبَرْقِ الأُلَّق؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

ولسْت بِذِي مَلَقٍ كاذِبِ ... إلاقٍ، كَبَرْقٍ مِنَ الخُلَّبِ

فَجُعِلَ الكَذوب إِلَاقًا. وَبَرْقٌ أُلَّق: مِثْلُ خُلَّب. والأَلوقةُ: طَعَامٌ يُصلَح بالزُّبد؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

حَدِيثُك أَشْهَى عِنْدَنَا مِنْ أَلُوقةٍ، ... يُعَجِّلها طَيّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ الأَلوقة هُوَ الزُّبْدُ بالرُّطَب، وَفِيهِ لُغَتَانِ أَلُوقة ولُوقة؛ وأَنشد لِرَجُلٍ مِنْ عُذْرة:

وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ، ... وإنِّي لِمَنْ عاديتُمُ سَمُّ أَسْوَد

ابْنُ سِيدَهْ: والأَلوقة الزُّبْدَةُ؛ وَقِيلَ: الزُّبْدَةُ بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَي بَرِيقها، قَالَ: وَقَدْ تَوَهَّمَ قَوْمٌ أَن الأَلوقة «٢». لَمَّا كَانَتْ هِيَ اللُّوقة فِي الْمَعْنَى وَتَقَارَبَتْ حُرُوفُهُمَا مِنْ لَفْظِهِمَا، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، لأَنها لَوْ كَانَتْ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ لَوَجَبَ تَصْحِيحُ عَيْنِهَا إِذْ كَانَتِ الزِّيَادَةُ فِي أَولها مِنْ زِيَادَةِ الْفِعْلِ، وَالْمِثَالُ مِثَالُهُ، فَكَانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَن تَكُونَ أَلْوُقَةً، كَمَا قَالُوا فِي أَثْوُب وأَسْوق وأَعْيُن وأَنْيُب بِالصِّحَّةِ ليُفْرق بِذَلِكَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْفِعْلِ. وَرَجُلٌ إلْقٌ: كَذُوب سيِء الخُلُق. وامرأَة إِلْقَةٌ: كَذُوب سَيِّئَةُ الْخُلُقِ. والإِلْقة السِّعْلاة، وَقِيلَ الذِّئْبُ. وامرأَة إلْقةٌ: سَرِيعَةُ الْوَثْبِ. ابْنُ الأَعرابي: يقال للذئب سِلْقٌ


(١). قوله [المحرش] بالشين المعجمة، وفي القاموس بالقاف
(٢). قوله [أن الأَلوقة لما إلخ] كذا بالأَصل، ولعله أن الأَلوقة من لوق لما كانت أي لكونها

<<  <  ج: ص:  >  >>