للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمُدَهْمَقُ: المُدَقَّق. وَسَمِعَ ابْنُ الْفَقْعَسِيِّ يَقُولُ: المُدَهْمَق الجيِّد مِنَ الطَّعَامِ؛ قَالَ وَأَنْشَدَنِي أَعْرَابِيٌّ:

إِذَا أرَدْتَ عَمَلًا سُوقِيّا ... مُدَهْمَقاً، فادْعُ لَهُ سِلْمِيّا

قَالَ: والمُدَهْمَق الَّذِي لَمْ يُجوّد، وَهَذَا ضِدُّ الأَول. التَّهْذِيبُ: أَبُو حَاتِمٍ بعد ما ذَكَرَ أنَّ قَوْمًا غَلِطوا فَقَالُوا لِلشَّيْءِ المُجوَّد مُدهْمَق، وَالَّذِي يُشفَق عَلَيْهِ أَيْضًا مُدهْمَق؛ وَاحْتَجَّ بِمَا أَنْشَدَهُ ابْنُ الأَعرابي:

إِذَا أَرَدْتَ عَمَلًا سُوقِيًّا

فَظَنُّوا أَنَّ السُّوقِيَّ الرَّدِيءُ؛ قَالَ: وَأَصْحَابُ المَرائي يُعطُون عَلَى جِلاء المِرآة فَإِذَا اشْتَرَطُوا عَمَلًا سُوقِياً أضْعفُوا الْكِرَاءَ، قَالَ: وَهُوَ أجْودُ الْعَمَلِ. ابْنُ سَمْعَانَ: المُدَهْمَق المُستوي؛ وَأَنْشَدَ:

كَأَنَّ رِزَّ الوَتَرِ المُدَهْمَقِ، ... إِذَا مَطاها، هَزمٌ مِنْ فَرَقِ

ودَهْمَق الفاتِلُ الوَتَرَ إِذَا جَاءَ بِهِ مُسْتَوِيًا مِنْ أوَّله إِلَى آخِرِهِ، وَأَنْشَدَ:

دَهْمَقَه الفاتِلُ بينَ الكَفَّيْن، ... فَهُوَ أمِينٌ مَتْنُه يُرْضي العَيْن

التَّهْذِيبُ: ودَهْمَقْت فِي الشَّيْءِ أَيْ أَسْرَعْتُ. قَالَ أَعْرَابِيٌّ: كَانَ مُدْرِك الفَقْعَسِيّ يسمَّى مُدَهْمِقاً لِبَيَانِ لِسَانِهِ وجَوْدة شِعره؛ تَقُولُ: هُوَ مُدَهْمِق مَا يُطاق لسانُه لتَجْويدِه الْكَلَامَ وتَحْبيرِه إيّاه.

دَوَقَ: الدُّوقُ، بِالضَّمِّ: المُوقُ والحُمْقُ. والدّائقُ: الهالِك حُمْقاً. يُقَالُ: هُوَ أحْمقُ مائقٌ دائقٌ؛ وَقَدْ ماقَ وداقَ يَمُوقُ ويَدُوقُ مَواقةً وَدَوَاقَةً ودَوْقاً ومُؤُوقاً ودُؤُوقاً. وَرَجُلٌ مُدَوَّق: مُحَمَّق. أَبُو سَعِيدٍ: داقَ الرَّجلُ فِي فِعْلِهِ وداكَ يَدُوقُ ويَدُوك إِذَا حَمُق. ومالٌ دَوْقى ورَوبَى «٢» أي هَزْلَى.

ذحق: ابْنُ سِيدَهْ: ذَحَقَ اللِّسانُ يَذْحَقُ ذَحْقاً انْسلَق وانْقشَر مِنْ دَاءٍ يُصيبه، والله أعلم.

ذرق: ذَرْقُ الطائرِ: خُرْؤُه. وذَرقَ الطائرُ يَذْرُق ويَذْرِقُ ذَرْقاً، وأذْرَقَ: خَذَق بِسَلْحه وذَرَقَ، وَقَدْ يُسْتَعَارُ فِي السبُع والثعلب؛ أَنْشَدَ اللِّحْيَانِيُّ:

إِلَّا تِلكَ الثَّعالِبُ قَدْ تَوَالَتْ ... عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا

لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لهُنَّ لَحْمي، ... فأذْرَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتَاعَا

وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ الذُّراق؛ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ لَمَّا سَأَلَهُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ هِجَاءِ الْحُطَيْئَةِ للزِّبْرِقان بِقَوْلِهِ:

دَعِ المَكارِمَ لَا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها، ... واقْعُدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي

مَا هَجاه بَلْ ذَرق عَلَيْهِ. والذَّرْقُ: ذَرْقُ الحُبارَى بِسَلْحِهِ، والخَذْقُ أشدُّ مِنَ الذَّرْق. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: تَذَرَّقَتْ فُلَانَةُ بالكُحل وأذْرَقَتْ إِذَا اكْتحلت. والذُّرَقُ: نَبَاتٌ كالفِسْفِسة تُسَمِّيهِ الحاضرةُ الحَنْدَقُوقى. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الذُّرَق الْحَنْدَقُوقِيُّ؛ غَيْرُهُ: وَاحِدَتُهَا ذُرَقة، وَيُقَالُ لَهَا: حَنْدَقَوْقَى وحِنْدَقَوْقَى وحِنْدَقُوقَى؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهَا


(٢). قوله [دوقى ورَوبَى] كذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>