الرَّمْيِ، والذَّلَقُ، بِالتَّحْرِيكِ: القَلَقُ، وَقَدْ ذَلِق، بِالْكَسْرِ. وأَذلقْته أَنا وأَذْلَق الضَّبَّ واسْتذْلَقه إِذا صبَّ عَلَى جُحْرِهِ الماءَ حَتَّى يَخْرُجَ. التَّهْذِيبُ: وَالضَّبُّ إِذا صُب الماءُ فِي جُحْرِهِ أَذْلقه فَيَخْرُجُ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه ذَلِقَ يومَ أُحُد مِنَ الْعَطَشِ
؛ أَي جَهَده حَتَّى خَرَجَ لسانُه. وذَلقه الصَّوْمُ وَغَيْرُهُ وأَذْلقه: أَضْعفه وأَقْلَقه. وَفِي حَدِيثِ
ماعِزٍ: أَنه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمرَ برَجْمه فَلَمَّا أَذْلقَتْه الحِجارة جَمَزَ وفَرَّ
أَي بَلَغَتْ مِنْهُ الجَهْدَ حَتَّى قَلِق. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: أَنها كَانَتْ تَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى أَذْلَقها الصوْمُ
؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي:
أَذلقها
أَي أَذابَها، وَقِيلَ:
أَذلقها
الصَّوْمُ أَي جهَدها وأَذابها وأَقلقها. وأَذْلَقه الصومُ وذَلَقَه وذَلَّقه أَي أَضعفه. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ:
أَذلقها
الصَّوْمُ أَحرجها، قَالَ: وتَذْلِيق الضِّباب تَوْجِيهُ الْمَاءِ إِلى جِحَرَتها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكامِ، ... يَمْنَعُ مِن ذِي الوِجارِ الوِجارا
يَعْنِي الْغَيْثَ أَنه يَسْتَخْرِجُ هَوَامَّ الإِكام. وَقَدْ أَذْلَقَني السَّمُوم أَي أَذابني وهزَلَني. وَفِي حَدِيثِ
أَيوب، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنه قَالَ فِي مُناجاته: أَذْلَقني الْبَلَاءُ فتكلمْتُ
أَي جَهَدني، وَمَعْنَى الإِذْلاق أَن يَبْلُغَ مِنْهُ الجَهْدُ حَتَّى يَقْلَقَ ويَتَضَوَّر. وَيُقَالُ: قَدْ أَقلقني قولُك وأَذْلقَني. وَفِي حَدِيثِ الحُدَيْبِية:
يَكْسَعُها بِقَائِمِ السَّيْفِ حَتَّى أَذْلقَه
أَي أَقْلقَه. وخطِيب ذَلِقٌ وذَلِيقٌ، والأُنثى ذَلِقةٌ وذَلِيقة. وأَذْلقْتُ السراجَ إِذلاقاً أَي أَضأْته. وَفِي أَشراط السَّاعَةِ ذِكْرُ ذُلَقْيَة؛ هِيَ بِضَمِّ الذَّالِ وَسُكُونِ الْقَافِ وَفَتْحِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تحتها: مدينة.
ذوق: الذَّوْقُ: مَصْدَرُ ذاقَ الشيءَ يذُوقه ذَوقاً وذَواقاً ومَذاقاً، فالذَّواق والمَذاق يَكُونَانِ مَصْدَرَيْنِ وَيَكُونَانِ طَعْماً، كَمَا تَقُولُ ذَواقُه ومذاقُه طَيِّبٌ؛ والمَذاق: طَعْمُ الشَّيْءِ. والذَّواقُ: هُوَ المأْكول وَالْمَشْرُوبُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَواقاً
، فَعال بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الذَّوْقِ، وَيَقَعُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالِاسْمِ؛ وَمَا ذُقْتُ ذَواقاً أَي شَيْئًا، وَتَقُولُ: ذُقْتُ فُلَانًا وذُقْتُ مَا عِنْدَهُ أَي خَبَرْته، وَكَذَلِكَ ما نَزَلَ بالإِنسان مِنْ مَكروه فَقَدْ ذاقَه. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات
؛ يَعْنِي السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ؛ قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ أَن لَا يَطْمئنّ وَلَا تَطْمَئِنُّ كُلَّمَا تَزَوَّجَ أَو تَزَوَّجَتْ كَرِها ومدَّا أَعينهما إِلى غَيْرِهِمَا. والذَّوَّاق: المَلُول. وَيُقَالُ: ذُقت فُلَانًا أَي خبَرْته وبُرْتُه. واسْتَذَقْت فُلَانًا إِذا خَبَرْتَهُ فَلَمْ تَحْمَد مَخْبَرَته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نَهْشل بْنِ حرِّيٍّ:
وعَهْدُ الغانِياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ، ... وَنَتْ عَنْهُ الجَعائلُ، مسْتَذاقِ
كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ، ... وَلَا يَشْفِي الحَوائم مِنْ لَماقِ
يُرِيدُ أَنّ القَيْنَ إِذا تأَخَّر عَنْهُ أَجرُه فسدَ حَالُهُ مَعَ إِخوانه، فَلَا يَصِل إِلَى الِاجْتِمَاعِ بِهِمْ عَلَى الشَّراب وَنَحْوِهِ. وتَذَوَّقْته أَي ذُقْته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ. وأَمر مُستَذاقٌ أَي مُجَرَّبٌ مَعْلُومٌ. والذَّوْقُ: يَكُونُ فِيمَا يُكره ويُحمد. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
؛ أَي ابْتَلاها بسُوء مَا خُبِرت مِنْ عِقاب الْجُوعِ والخَوْف. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانُوا إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ لَا يَتفرَّقون إِلا عَنْ ذَواق
؛ ضَرب الذَّوَاقُ مَثَلًا لِمَا يَنالون عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ أَي لَا