للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ودَكَكْتُ التُّرَابَ عَلَى الْمَيِّتِ أَدُكُّه إِذا هِلْته عَلَيْهِ. ودَكْدَكْتُ الرَّكِيَّ أَي دَفَنْتُهُ بِالتُّرَابِ. ودَكَّ الرَّكِيّة دَكًّا: دَفَنَهَا وطَمَّها. والدَّك: الدَّقُّ، وَقَدْ دَكَكْتُ الشَّيْءَ أَدُكُّه دَكًّا إِذَا ضَرَبْتَهُ وَكَسَرْتَهُ حَتَّى سَوَّيْتَهُ بالأَرض؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً

. والدِّكْدِكُ والدَّكْدَكُ والدَّكْدَاكُ مِنَ الرَّمْلِ. مَا تَكَبَّس وَاسْتَوَى، وَقِيلَ: هُوَ بَطْنٌ مِنَ الأَرض مُسْتَوٍ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ رَمْلٌ ذُو تُرَابٍ يَتَلَبَّدُ. الأَصمعي: الدَّكْدَاكُ مِنَ الرَّمْلِ مَا الْتَبَد بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ بالأَرض وَلَمْ يَرْتَفِعْ كَثِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه سأَل جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْزِلِهِ فَقَالَ: سَهْلٌ ودَكْدَاكٌ وسَلَمٌ وأَراكٌ

أَي أَن أَرضهم لَيْسَتْ ذَاتَ خُزُونة؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وغيث بدَكْدَاكٍ، يَزِينُ وِهَادَهُ ... نباتٌ كوَشْي العَبْقَريِّ المُخَلَّب

وَالْجَمْعُ الدَّكادِك والدَّكادِيك؛ وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ:

إِلَيْكَ أَجُوبُ القُورَ بَعْدَ الدَّكادِكِ

وقال الراجز:

يَا دَارَ سَلْمَى بدَكادِيكِ البُرَقْ ... سَقْياً فَقَدْ هَيَّجْتِ شَوْق المُشْتَأَقْ

والدَّكْدَك والدِّكْدَكُ والدِّكْدَاكُ: أَرض فِيهَا غِلَظٌ. وأَرض مَدْكوكة إِذَا كَثُرَ بِهَا النَّاسُ ورُعاة المال حتى يفسدها ذَلِكَ وَتَكْثُرَ فِيهَا آثَارُ الْمَالِ وأَبواله، وَهُمْ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ إِلَّا أَن يَجْمَعَهُمْ أَثر سَحَابَةٍ فَلَا يَجِدُونَ مِنْهُ بُدًّا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرض مَدْكوكة لَا أَسناد لَهَا تُنْبتُ الرِّمْث. ودُكَّ الرَّجُلُ، عَلَى صِيغَةِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، فَهُوَ مَدْكوك إِذَا دَكَّتْه الحُمَّى وأَصابه مَرَضٌ. ودَكَّتْه الْحُمَّى دَكًّا: أَضْعَفَتْهُ. وأَمة مِدَكَّةٌ: قَوِيَّةٌ عَلَى الْعَمَلِ. وَرَجُلٌ مِدَكٌّ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: شَدِيدُ الْوَطْءِ عَلَى الأَرض. الأَصمعي: صَكَمْتُه ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه ودَكَكْتُه ولَكَكْتُه كُلُّهُ إِذَا دَفَعْتَهُ. وَيَوْمٌ دَكِيك: تَامٌّ، وَكَذَلِكَ الشَّهْرُ وَالْحَوْلُ. يُقَالُ: أَقمت عِنْدَهُ حَوْلًا دَكيكاً أَي تَامًّا. ابْنُ السِّكِّيتِ: عامٌ دَكِيكٌ كَقَوْلِكَ حَوْلٌ كَرِيتٌ أَي تامٌّ؛ قَالَ:

أَقمت بجُرْجَانَ حَوْلًا دَكِيكا

وحَنْظل مُدَكَّكٌ: يُؤْكَلُ بِتَمْرٍ أَو غَيْرِهِ. ودَكَّكه: خَلَطَهُ. يُقَالُ: دَكِّكُوا لَنَا. وتَدَاكَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ إِذَا ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: ثُمَّ تَدَاكَكْتم عليَّ تَدَاكُكَ الإِبل الهِيم عَلَى حِيَاضِهَا

أَي ازْدَحَمْتُمْ، وأَصل الدَّكّ الْكَسْرُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنا أَعلم النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ فتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ.

أَبو عَمْرٍو: دَكَّ الرَّجُلُ جَارَيْتَهُ إِذَا جَهِدَهَا بِإِلْقَائِهِ ثِقَلَهُ عَلَيْهَا إِذَا أَراد جماعها؛ وأَنشد الإِبادي:

فقَدْتُكَ مِنْ بَعْلٍ عَلامَ تَدُكُّني ... بِصَدْرِكَ، لَا تُغْني فَتِيلًا ولا تُعْلي؟

دلك: دَلَكْتُ الشيءَ بِيَدِي أَدْلُكه دَلْكاً، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه؛ قَالَ:

أَبِيتُ أَسْري، وتَبِيتي تَدْلُكي ... وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي

حَذَفَ النُّونِ مَنْ تَبِيتي كَمَا تُحْذَفُ الْحَرَكَةُ لِلضَّرُورَةِ فِي قَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ:

فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب ... إِثْماً مِنَ اللَّهِ، وَلَا وَاغِلِ

وَحَذَفَهَا مَنْ تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جَعَلَهَا بَدَلًا مِنْ تَبِيتي أَو حَالًا، فَحَذَفَ النُّونَ كَمَا حَذَفَهَا مِنَ الأَول؛ وَقَدْ

<<  <  ج: ص:  >  >>