للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنَ النَّاسِ. ودَعْه عَلَى شَكِيكَته أَي طَرِيقَتِهِ، وَالْجَمْعُ شَكائك، عَلَى الْقِيَاسِ، وشُكَكٌ نَادِرَةٌ. وَرَجُلٌ مُخْتَلِفُ الشَّكَّةِ والشِّكَّةِ: مُتَفَاوِتُ الأَخلاق. ابْنُ الأَعرابي: الشُّكَكُ الأَدعياءُ، والشُّكَكُ الجماعاتُ مِنَ الْعَسَاكِرِ يَكُونُونَ فِرَقًا؛ وَقَوْلُ ابْنُ مُقْبِل يَصِفُ الْخَيْلَ:

بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابى، ... بشَكِّيَّات فارِسَ قَدْ شُجِينا

يَعْنِي اللُّجُم. والشِّكُّ: الحُلَّة الَّتِي تُلْبَسُ ظهورَ السِّيَتينِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ شَكَّ القومُ بيوتَهم يشُكُّونها شَكّاً إِذَا جَعَلُوهَا عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ وَنَظْمٍ وَاحِدٍ، وَهِيَ الشِّكاكُ لِلْبُيُوتِ المصطفَّة؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

فَإِنِّي، كَمَا قَالَتْ نَوارُ، إِنِ اجْتَلَتْ ... عَلَى رجُلٍ مَا شَكَّ كَفّي خَليلُها «٢»

. أَي مَا قارنَ. ورحمٌ شاكَّة أَي قَرِيبَةٌ، وَقَدْ شَكَّت إِذَا اتَّصَلَتْ. وَضَرَبُوا بيوتَهم شِكاكاً أَي صَفًّا وَاحِدًا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هُوَ سِكاكٌ يَشْتَقُّهُ مِنَ السِّكَّةِ، وَهُوَ الزُّقاق الْوَاسِعُ. أَبو سَعِيدٍ: كُلُّ شَيْءٍ إِذَا ضَمَمْتَهُ إِلَى شَيْءٍ، فَقَدْ شَكَكْتَه؛ قَالَ الأَعشى:

أَو اسْفَنْطَ عانةَ، بعدَ الرُّقادِ، ... شَكَّ الرِّصافُ إِلَيْهَا الغَديرا

وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

جُماناً ومَرْجاناً يشُكُّ المَفاصِلا

أَراد بِالْمَفَاصِلِ ضُروبَ مَا فِي العِقْدِ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمَنْظُومَةِ، وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: خَطَبهم عَلَى مِنبر الْكُوفَةِ وَهُوَ غَيْرُ مَشْكوك

أَي غَيْرُ مَشْدُودٍ؛ وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:

بيضٌ سَوابغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ، ... كأَنها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدُولُ

وَيُرْوَى بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ مِنَ السَّكَك، وَهُوَ الضِّيقُ، وقد تقدم.

شوك: الشَّوْكُ مِنَ النَّبَاتِ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ شَوْكة، والطاقةُ مِنْهَا شَوْكَة؛ وَقَوْلُ أَبي كَبِيرٍ:

فَإِذَا دَعَانِي الدَّاعِيانِ تَأَيَّدا، ... وَإِذَا أُحاوِلُ شَوْكَتي لَمْ أُبْصِرِ

إِنَّمَا أَراد شَوْكَةً تَدْخُلُ فِي بَعْضِ جَسَدِهِ وَلَا يُبْصِرُهَا لِضَعْفِ بَصَرِهِ مِنَ الْكِبَرِ. وأَرضٌ شاكَةٌ: كَثِيرَةُ الشَّوْك. وَشَجَرَةٌ شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائكَةٌ ومُشيكة: فِيهَا شَوْكٌ. وَشَجَرٌ شَائِكٌ أَي ذُو شَوْك. وَقَدْ أَشْوَكَتِ النَّخْلَةُ أَي كَثُرَ شَوْكُها، وَقَدْ شَوَّكَتْ وأَشْوكَتْ. وَقَدْ شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إِذَا دَخَلَتْ فِيهَا. وَشَاكَتْهُ الشَّوْكةُ تَشُوكه: دَخَلَتْ فِي جِسْمِهِ. وشُكْتُه أَنا: أَدخلت الشَّوْك فِي جِسْمِهِ. وَشَاكَ يَشاكُ: وَقَعَ فِي الشَّوْك. وشاكَ الشَّوْكة يَشاكُها: خَالَطَهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إِذَا دَخَلْتَ فِيهِ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنه أَصابك قُلْتَ شَاكَنِي الشَّوْكُ يَشوُكُني شَوْكاً. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً وشِيكةً، بالكسرِ، إذا وقعت فِي الشَّوْك. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ، أَصله شَوِكْتُ فَعَمِلَ بِهِ مَا عملَ بقِيلَ وصِيغَ. وَمَا أَشاكه شَوْكةً وَلَا شاكَه بِهَا أَي مَا أَصابه. قَالَ بَعْضُهُمْ: شاكَتْه الشَّوْكَةُ تَشُوكه أَصابته. وَتَقُولُ: مَا أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً وَلَا شكْتُه بِهَا، فَهَذَا مَعْنَاهُ أَي لَمْ أُوذِهِ بِهَا؛ قَالَ:

لَا تَنْقُشَنَّ بِرِجْلِ غيرِكَ شَوْكَةً، ... فَتقِي برجلِكَ رجلَ مَنْ قَدْ شاكَها

شَاكَهَا: مِنْ شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه. بِرِجْلِ غَيْرِكَ أَي مِنْ رِجْلِ غَيْرِكَ. الكسائي: شُكْتُ الرجلَ


(٢). في ديوان الفرزدق: ما سَدَّ كفي بدل ما شكَ

<<  <  ج: ص:  >  >>