للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَرى كُلَّ ذيَّالٍ، إِذا الشمسُ عارَضَتْ، ... سَما بَيْنَ عِرْسَيْه سُمُوَّ المُخاتِلِ

سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ، كَانَا فَضِيلَةً ... عَلَى كُلِّ حافٍ فِي الأَنام، وناعِلِ

وَحَكَى ابْنُ القَطَّاع فِيهِ النَّزْكَ، بِالْفَتْحِ أَيضاً. قَالَ أَبو زِيَادٍ: الضَّبُّ لَهُ نِزْكانِ، وَكَذَلِكَ الوَرَل والحِرْباء والطُّحَنُ، وَجَمْعُهُ طِحْنانٌ، وللضَّبَّة والوَرَلَةِ رَحِمانِ؛ أَنشد أَبو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ الْجَاحِظُ لامرأَة وَقَدْ لَامَهَا ابْنُهَا فِي زَوْجِهَا:

وَدِدْتُ لَوْ أَنَّهُ ضَبٌّ، وأَني ... ضُبَيْبَةُ كُدْيَةٍ، وَحَداً خَلاءَا

أَرادت بأَن لَهُ أَيْرَيْنِ وأَن لَهَا رَحِمين شَبَقاً وغُلمةً؛ ورأَيت فِي حَوَاشِي أَمالي ابْنِ بَرِّيٍّ بِخَطِّ فَاضِلٍ أَن المُفَجَّعَ أَنشد فِي التَّرْجُمان عَنِ الْكِسَائِيِّ:

تفرَّقتمُ، لَا زلتمُ قَرْنَ واحدٍ، ... تفرُّقَ أَيْرِ الضَّبِّ، والأَصلُ واحدُ

قَالَ: رَمَاهُمْ بالقِلَّة والذِّلَّة والقطيعة والتفرُّق، قَالَ: وَيُقَالُ إِن أَير الضَّبِّ لَهُ رأْسان والأَصل وَاحِدٌ عَلَى خِلْقَةِ لِسَانِ الْحَيَّةِ، وَلِكُلِّ ضَبَّةٍ مَسْلَكانِ. والنَّزْكُ: الطَّعْنُ بالنَّيْزَك. والنَّيْزَكُ: الرُّمْحُ الصَّغِيرُ، وَقِيلَ: هُوَ نَحْوُ المِزْراقِ، وَقِيلَ: هُوَ أَقصر مِنَ الرُّمْحِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَقَدْ تَكَلَّمَتْ بِهِ الْفُصَحَاءُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ:

مُطَرَّرٌ كالنَّيْزَكِ المَطْرُور

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَقْتُلُ الدَّجَّالَ بالنَّيْزَكِ

، وَالْجَمْعُ النَّيازِكُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَلا مَنْ لِقَلْبٍ لَا يَزالُ كأَنه، ... مِنَ الوَجْدِ، شَكَّتْه صُدور النَّيازِكِ؟

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ ذِي يَزَنٍ:

لَا يَضْجَرُونَ وإِنْ كَلَّتْ نَيازِكُهم

هِيَ جَمْعُ نَيْزَك لِلرُّمْحِ الْقَصِيرِ، وَحَقِيقَتُهُ تَصْغِيرُ الرُّمْحِ بِالْفَارِسِيَّةِ. وَرُمْحٌ نَيْزَك: قَصِيرٌ لَا يُلْحَقُ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَبِهِ يَقْتُلُ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، الدَّجَّالَ. ونَزَكَه نَزْكاً: طَعَنَهُ بالنَّيْزَك، وَكَذَلِكَ إِذا نَزَغَه وطَعَن فِيهِ بِالْقَوْلِ. والنَّيْزَكُ: ذُو سِنانٍ وزُجٍّ، والعُكاز لَهُ زُجٌّ وَلَا سِنَانَ لَهُ. والنَّزْكُ: سُوءُ الْقَوْلِ فِي الإِنسان ورَمْيُك الإِنسان بِغَيْرِ الْحَقِّ. وَتَقُولُ: نَزَكَه بِغَيْرِ مَا رأَى مِنْهُ. وَرَجُلٌ نُزَكٌ: طَعَّان فِي النَّاسِ، وَفِي الصِّحَاحِ: وَرَجُلٌ نَزَّاك أَي عَيَّاب. أَبو زَيْدٍ: نَزَكْتُ الرَّجُلَ إِذا خَرَّقْتَه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي الدَّرْدَاءِ ذَكَر الأَبْدَال فَقَالَ: ليسوا بنَزَّاكين ولا مَعْجِبِينَ وَلَا مُتَماوِتِينَ

؛ النَّزَّاك: الَّذِي يَعِيبُ النَّاسَ. يُقَالُ: نَزَكْتُ الرجلَ إِذا عِبْتَه، كَمَا يقالُ: طَعَنْتُ عَلَيْهِ وَفِيهِ، وأَصله مِنَ النَّيْزَكِ للرُّمْح الْقَصِيرِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَوْنٍ وذُكِرَ عِنْدَهُ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَقَالَ: إِن شَهْراً نَزَكُوه

أَي طعنوا عليه وعابوه.

نسك: النُّسْكُ والنُّسُك: الْعِبَادَةُ وَالطَّاعَةُ وَكُلُّ مَا تُقُرب بِهِ إِلى اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ لِثَعْلَبٍ: هَلْ يُسَمَّى الصَّوْمُ نُسُكاً؟ فَقَالَ: كُلُّ حَقٍّ لِلَّهِ عزَّ وَجَلَّ يسمى نُسُكاً. نَسَك لله تَعَالَى يَنْسُكُ نَسْكاً ونِسْكاً ونَسُكَ، الضَّمُّ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وتَنَسَّك. وَرَجُلٌ ناسِك: عَابِدٌ. وَقَدْ نَسَك وتَنَسَّكَ أَي تَعَبَّدَ. ونَسُك، بِالضَّمِّ، نَساكة أَي صَارَ نَاسِكًا، وَالْجَمْعُ نُسَّاك. والنُّسُكُ والنِّسِيكة: الذَّبِيحَةُ، وَقِيلَ: النُّسُك الدَّمُ، والنَّسِيكة: الذَّبِيحَةُ، تَقُولُ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَعَلَيْهِ نُسُك أَي دَمٌ يُهَرِيقُه بِمَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللَّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>