للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَنه رُمِيَ يَوْمَ الأَحزاب فَقَطَعُوا أَبْجَلَه

؛ الأَبْجَل: عِرْق فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ، وَقِيلَ: هُوَ عِرْقٌ غَلِيظٌ فِي الرِّجل فِيمَا بَيْنُ الْعَصَبِ وَالْعَظْمِ. وَفِي حَدِيثِ الْمُسْتَهْزِئِينَ:

أَما الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ فأَوْمأَ جِبْرِيلُ إِلى أَبْجَله.

والبُجْل: البُهْتان الْعَظِيمُ، يُقَالُ: رَمَيْتُهُ ببُجْل؛ وَقَالَ أَبو دُوادٍ الإِيادي:

إمرَأَ القَيْسِ بْنَ أَرْوَى مُولِيا ... إِن رَآنِي لأَبُوأَنْ بسُبَد

«١». قُلْتَ بُجْلًا قلتَ قوْلًا كَاذِبًا، ... إِنَّما يَمْنَعُني سَيْفي ويَد

قَالَ الأَزهري: وَغَيْرُهُ يَقُولُهُ بُجْراً، بِالرَّاءِ، بِهَذَا الْمَعْنَى، قَالَ: وَلَمْ أَسمعه بِاللَّامِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ، قَالَ: وأَرجو أَن تَكُونَ اللَّامُ لُغَةً، فإِن الرَّاءَ وَاللَّامَ مُتَقَارِبَا الْمَخْرَجِ وَقَدْ تَعَاقَبَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ. والبَجَلُ: العَجَب. والبَجْلَة: الصَّغِيرَةُ مِنَ الشَّجَر؛ قال كثير:

وبِجِيد مُغْزِلَةٍ تَرُودُ بوَجْرَةٍ ... بَجَلاتِ طَلْحٍ، قَدْ خُرِفْنَ، وضَالِ

وبَجَلِي كَذَا وبَجَلِي أَي حَسْبي؛ قَالَ لَبِيدٌ:

بَجَلِي الآنَ مِنَ العَيْشِ بَجَل

قَالَ اللَّيْثَ: هُوَ مَجْزُومٌ لِاعْتِمَادِهِ عَلَى حَرَكَاتِ الْجِيمِ وأَنه لَا يَتَمَكَّنُ فِي التَّصْرِيفِ. وبَجَلْ: بِمَعْنَى حَسْب؛ قَالَ الأَخفش هِيَ سَاكِنَةٌ أَبداً. يَقُولُونَ: بَجَلْك كَمَا يَقُولُونَ قَطْك إِلا أَنهم لَا يَقُولُونَ بَجَلْني كَمَا يَقُولُونَ قَطْني، وَلَكِنْ يَقُولُونَ بَجَلِي وبَجْلِي أَي حَسْبي، قَالَ لَبِيدٌ:

فَمَتى أَهْلِكْ فَلَا أَحْفِلُه، ... بَجَلي الآنَ مِنَ العَيْشِ بَجَل

وَفِي حَدِيثِ

لُقْمان بْنِ عَادٍ حِينَ وَصَفَ إِخْوته لامرأَة كَانُوا خَطَبوها، فَقَالَ لقمانُ فِي أَحدهم: خُذي مِنِّي أَخي ذَا البَجَل

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةُ: مَعْنَاهُ الحَسْبُ والكِفَاية؛ قَالَ: وَوَجْهُهُ أَنه ذَمَّ أَخاه وأَخبر أَنه قَصير الهِمَّة وأَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي مَعالي الأُمور، وَهُوَ راضٍ بأَن يُكْفَى الأُمور ويكونَ كَلًّا عَلَى غَيْرِهِ، وَيَقُولُ حَسْبي مَا أَنا فِيهِ؛ وأَما

قَوْلُهُ فِي أَخيه الْآخَرِ: خُذِي مِنِّي أَخي ذَا البَجْلة يَحْمِلُ ثِقْلي وثِقْله

، فإِن هَذَا مَدْحٌ لَيْسَ مِنَ الأَوَّل، يُقَالُ: ذُو بَجْلة وَذُو بَجَالة، وَهُوَ الرُّوَاءُ والحُسْن والحَسَب والنُّبْل، وَبِهِ سُمِّي الرَّجُلُ بَجَالة. وإِنه لَذُو بَجْلة أَي شَارَةٍ حَسَنَة، وَقِيلَ: كَانَتْ هَذِهِ أَلْقاباً لَهُمْ، وَقِيلَ: البَجَال الَّذِي يُبَجِّله النَّاسُ أَي يُعَظِّمُونَهُ. الأَصمعي فِي قَوْلِهِ خُذِي مِنِّي أَخي ذَا البَجَل: رَجُلٌ بَجَالٌ وبَجيل إِذا كَانَ ضَخْماً؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

شَيْخاً بَجَالًا وغُلاماً حَزْوَرَا

وَلَمْ يُفَسِّرْ قَوْلَهُ أَخي ذَا الْبَجْلَةِ، وكأَنه ذَهَبَ بِهِ إِلى مَعْنَى البَجَل. اللَّيْثُ: رَجُلٌ ذُو بَجَالة وبَجْلة وَهُوَ الكَهْل الَّذِي تَرَى لَهُ هَيئة وتَبْجِيلًا وسِنّاً، وَلَا يُقَالُ امرأَة بَجَالة. الْكِسَائِيُّ: رَجُلٌ بَجَال كَبِيرٌ عَظِيمٌ. أَبو عَمْرٍو: البَجَال الرَّجُلُ الشَّيْخُ السَّيِّدُ؛ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، وَهُوَ أَحد المُعَمَّرين:

أَبَنِيَّ، إِن أَهْلِكْ فإِني ... قَدْ بَنَيْتُ لَكُمْ بَنيَّه


(١). امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ أَرْوَى مقسم على الإخبار وهو ظاهر إن صحت به الرواية. ووقع في مادة [سبد] بحراً؛ والصواب بجراً، بالجيم، كما هي رواية غير الليث

<<  <  ج: ص:  >  >>