للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّلُّ مِنْ صِغَارِ الْآكَامِ، والتَّلُّ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الْبَيْتِ وعَرْض ظَهْره نَحْوُ عَشَرَةِ أَذرع، وَهُوَ أَصغر مِنَ الأَكَمة وأَقل حِجَارَةً مِنَ الأَكَمة، وَلَا يُنْبِت التَّلُّ حُرّاً، وَحِجَارَةُ التَّلِّ غاصٌّ بعضُها بِبَعْضٍ مِثْلُ حِجَارَةِ الأَكَمة سَوَاءٌ. والتَّلِيل: العُنُق؛ قَالَ لَبِيدٌ:

تَتَّقِيني بِتَليلٍ ذِي خُصَل

أَي بعُنُق ذِي خُصَل مِنَ الشَّعْرِ، وَالْجَمْعُ أَتِلَّة وتُلُل وتَلائِل. والمِتَلُّ: الشَّدِيدُ مِنَ النَّاسِ والإِبل. وَرَجُلٌ مِتَلٌّ إِذا كَانَ غَلِيظًا شَدِيدًا. وَرَجُلٌ مِتَلٌّ: مُنْتَصِبٌ فِي الصَّلَاةِ؛ وأَنشد:

رِجالٌ يَتُلُّون الصَّلاةَ قِيام

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا خطأٌ وإِنما هُوَ:

رِجَالٌ يُتَلُّون الصلاةَ قِيَامُ

مَنْ تَلَّى يُتَلِّي إِذا أَتْبَع الصلاةَ الصلاةَ؛ قَالَ شَمِرٌ: تَلَّى فُلَانٌ صلاتَه الْمَكْتُوبَةَ بِالتَّطَوُّعِ أَي أَتْبَع؛ قَالَ البُعَيْث:

عَلَى ظَهْرِ عادِيٍّ كأَنَّ أُرُومَه ... رِجالٌ، يُتَلُّون الصَّلاة، قِيامُ

وَقَوْلُهُ أَنشده سِيبَوَيْهِ:

طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ أَشْرَف كاهِلًا ... أَشَقّ رَحيب الجَوفِ مُعْتَدِلُ الْجِرْمِ

عَنى مَا انْتَصَبَ مِنْهُ. وَقَوْلُهُمْ: هُوَ بِتِلَّة سُوءٍ إِنما هُوَ كَقَوْلِهِمْ بِبِيئة سُوء أَي بِحَالَةِ سُوءٍ. وثَلَطَه بِتِلَّة سُوءٍ أَي رَمَاهُ بأَمر قَبِيحٍ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَبَاتَ بِتِلَّة سُوءٍ أَي بِحَالَةِ سُوءٍ. والتَّلُّ: صَبُّ الحَبْل فِي الْبِئْرِ عِنْدَ الِاسْتِقَاءِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

يَومانِ: يَوْمُ نِعْمَةٍ وظِلِّ، ... ويَوْمُ تَلّ مَحِصٍ مُبْتَلِ

وتَلَّ جَبِينُه يَتِلُّ تَلًّا: رَشَح بالعَرَق، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْحَوْضُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. قَالَ أَبو الْحَسَنِ: يُقَالُ إِن جَبِينَهُ ليَتِلُّ أَشد التَّلِّ، وَحَكَى: مَا هَذِهِ التِّلَّة بِفِيكَ أَي البِلَّة؟ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَبو السَّمَيْدَع فَقَالَ: التَّلَل والبَلَل والتِّلَّة والبِلَّة شَيْءٌ وَاحِدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا عِنْدِي مِنْ قَوْلِهِمْ تَلَّ أَي صَبَّ، وَمِنْهُ قِيلَ للمِشْرَبة التَّلْتَلَة لأَنه يُصَبُّ مَا فِيهَا فِي الحَلْق. والتَّلْتَلة: مِشْرَبة مِنْ قِشْرِ الطَّلْعة يُشْرب فِيهِ النَّبِيذُ، وَفِي الصِّحَاحِ: تُتَّخذ مِنْ قِيقَاءة الطَّلْع. والتَّلْتَلَة: التَّحْرِيكُ والإِقْلاق. التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ تَرَرَ: التَّرْتَرة أَن تُحَرِّك وتُزَعْزِع، قَالَ: وَهِيَ التَّرْتَرة والتَّلْتَلة والمَزْمَزة؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ جَمَلًا:

بَعِيدُ مَسَافِ الخَطْوِ عَوْجٌ شَمَرْدَلٌ، ... يُقَطِّعُ أَنفاسَ المَهَاري تَلاتِلُه

وتَلْتَلَهُ أَي زَعْزَعه وأَقْلَقه وزَلْزَله. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: أُتِيَ بِشَارِبٍ فَقَالَ تَلْتِلُوه

؛ هُوَ أَن يُحَرَّك ويُسْتَنْكَه ليُعْلَم أَشرب أَم لَا، وَهُوَ فِي الأَصل السَّوْق بعُنْف. وتَلْتَلَ الرجلُ: عَنُف بسَوْقه. والتَّلْتَلَة: الشِّدَّة؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وإِن تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا

أَبو تُرَابٍ: البَلابِل والتَّلاتِلُ الشَّدَائِدُ مِثْلُ الزَّلَازِلِ؛

<<  <  ج: ص:  >  >>