للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأَجْبَلَ القومُ: صَارُوا إِلى الجَبَل. وتَجَبَّلُوا: دَخَلوا فِي الجَبَل؛ وَاسْتَعَارَهُ أَبو النَّجْمِ للمَجْد والشَّرَف فَقَالَ:

وجَبَلًا، طَالَ مَعَدّاً فاشْمَخَر، ... أَشَمَّ لَا يَسطِيعُه النَّاسُ، الدَّهَر

وأَراد الدَّهْرَ وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ. ابْنُ الأَعرابي: أَجْبَلَ إِذا صَادَفَ جَبَلًا مِنَ الرَّمْل، وَهُوَ الْعَرِيضُ الطَّوِيلُ، وأَحْبَل إِذا صَادَفَ حَبْلًا مِنَ الرَّمْل، وَهُوَ الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ. وجَبْلَة الجَبَل وجَبَلته: تأْسيس خِلْقته الَّتِي جُبِل وخُلِق عَلَيْهَا. وأَجْبَلَ الحافرُ: انْتَهَى إِلى جَبَل. وأَجْبَلَ القومُ إِذا حَفَروا فبَلَغوا الْمَكَانَ الصُّلْب؛ قَالَ الأَعْشَى:

وطالَ السَّنامُ عَلَى جِبْلَةٍ، ... كخَلْقَاءَ مِنْ هَضَباتِ الحَضَن

وَفِي حَدِيثِ

عِكْرِمَةَ: أَن خَالِدًا الحَذَّاء كَانَ يسأَله فَسَكَتَ خَالِدٌ فَقَالَ لَهُ عِكْرِمَةُ: مَا لَكَ أَجْبَلْت

أَي انْقَطَعْتَ، مِنْ قَوْلِهِمْ أَجْبَلَ الحافرُ إِذا أَفْضى إِلى الجَبَل أَو الصَّخْر الَّذِي لَا يَحِيك فِيهِ المِعْوَل. وسأَلته فَأَجْبَلَ أَي وَجَدْتُهُ جَبَلًا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا حَكَاهُ وإِنما الْمَعْرُوفُ فِي هَذَا أَن يُقَالَ فِيهِ فَأَجْبَلته. الْفَرَّاءُ: الجَبَل سيِّد الْقَوْمِ وعالِمُهم. وأَجْبَلَ الشاعرُ: صَعُب عَلَيْهِ القولُ كأَنه انْتَهَى إِلى جَبَل مِنْهُ، وَهُوَ مِنْهُ. وابْنَة الجَبَل: الحَيَّة لأَن الجَبَل مأْواها؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وأَنشد لسَدُوس بْنِ ضَبَابٍ:

إِني إِلى كُلِّ أَيسار وبادية ... أَدْعُو حُبَيْشاً، كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَل

أَي أُنَوِّه بِهِ كَمَا يُنَوَّه بِابْنَةِ الجَبَل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ابْنَةُ الجَبَل تَنْطلق عَلَى عِدَّة مَعَانٍ: أَحدها أَن يُرَادَ بِهَا الصَّدَى وَيَكُونُ مَدْحاً لِسُرْعَةِ إِجابته كَمَا قَالَ سَدُوسُ بْنُ ضَبَابٍ، وأَنشد الْبَيْتَ: كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَل؛ وَبَعْدَهُ:

إِن تَدْعُه مَوْهِناً يَعْجَلْ بِجابَتِه، ... عارِي الأَشاجِعِ يَسْعَى غَيْرَ مُشْتَمِل

قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

كأَني، إِذ دَعَوْت بَني سُلَيْمٍ ... دَعَوْتُ بِدَعْوَتي لَهُمُ الجِبالا

قَالَ: وَقَدْ يُضْرَبُ ابْنَةُ الجَبَل الَّذِي هُوَ الصَّدَى مَثَلًا لِلرَّجُلِ الإِمَّعَة الْمُتَابِعِ الَّذِي لَا رَأْيَ لَهُ. وَفِي بَعْضِ الأَمثال: كُنْتَ الجَبَل مَهْما يُقَلْ تَقُلْ. وَابْنَةُ الجَبَل: الدَّاهِيَةُ لأَنها تَثْقُل كأَنها جَبَل؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:

فإِيَّاكُمُ إِيَّاكُمُ وَمُلِمَّةً، ... يقُول لَهَا الكانُونُ صَمِّي ابْنةَ الجَبَل

قَالَ: وَقِيلَ إِن الأَصل فِي ابْنَةِ الجَبَل هُنَا الحَيَّةُ الَّتِي لَا تُجيب الرَّاقِي. وَابْنَةُ الجَبَل: القَوْس إِذا كَانَتْ مِنَ النَّبْع الَّذِي يَكُونُ هُنَاكَ لأَنها مِنْ شَجَرِ الْجَبَلِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ:

لَا مالَ إِلَّا العِطافُ تُوزِرُه ... أُمّ ثَلاثينَ، وَابْنَةُ الجَبَل

ابْنَةُ الجَبَل: القَوْسُ، والعِطاف السَّيْفُ، كَمَا يُقَالُ لَهُ الرِّداء؛ قَالَ: وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْآخَرِ:

وَلَا مالَ لِي إِلَّا عِطافٌ ومِدْرَعٌ، ... لَكُمْ طَرَفٌ مِنْهُ جَدِيدٌ وَلِي طَرَف

<<  <  ج: ص:  >  >>