للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَخا لِي بَعْده؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشده ابْنُ قُتَيْبَةَ بِلَا فَكْر، بِفَتْحِ الْفَاءِ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي حَاتِمٍ أَنه قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سَلَّامٍ الجُمَحي عَنْ يُونُسَ النَّحْوِيِّ أَنه قَالَ: يُقَالُ لِي فِي هَذَا الأَمر فَكْرٌ بِمَعْنَى تَفَكُّر. الصِّحَاحُ: الخَيَال خَشَبة عَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ تُنْصب لِلطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ فَتَظُنُّهُ إِنساناً. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ: كَانَ الحِمَى سِتَّة أَميال فَصَارَ خَيَال بِكَذَا وخَيَال بِكَذَا

، وَفِي رِوَايَةٍ:

خَيَال بإِمَّرَةَ وخَيَال بأَسْوَدَ العَيْن

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُمَا جَبَلان؛ قَالَ الأَصمعي: كَانُوا ينصِبون خَشَباً عَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ تَكُونُ علاماتٍ لِمَنْ يَرَاهَا وَيَعْلَمُ أَن مَا دَاخِلَهَا حِمىً مِنَ الأَرض، وأَصلها أَنها كَانَتْ تُنْصَبُ لِلطَّيْرِ وَالْبَهَائِمِ عَلَى الْمَزْرُوعَاتِ لِتَظُنَّهُ إِنساناً وَلَا تَسْقُطَ فِيهِ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

تَخَالُها طَائِرَةً وَلَمْ تَطِرْ، ... كأَنَّها خِيلانُ رَاعٍ مُحْتَظِر

أَراد بالخِيلان مَا يَنْصِبه الرَّاعِي عِنْدَ حَظِيرة غَنَمِهِ. وخَيَّلَ لِلنَّاقَةِ وأَخْيَلَ: وَضَع لِوَلَدِهَا خَيَالًا ليَفْزَع مِنْهُ الذِّئْبُ فَلَا يَقْرَبه. والخَيَال: مَا نُصِب فِي الأَرض ليُعْلَم أَنها حِمىً فَلَا تُقْرَب. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ شَيْءٍ اشْتَبَهَ عَلَيْكَ، فَهُوَ مُخِيل، وَقَدْ أَخَالَ؛ وأَنشد:

والصِّدْقُ أَبْلَجُ لَا يُخِيل سَبِيلُه، ... والصِّدْق يَعْرِفه ذَوُو الأَلْباب

وَقَدْ أَخَالَتِ الناقةُ، فَهِيَ مُخِيلَة إِذا كَانَتْ حَسَنة العَطَل فِي ضَرْعها لَبن. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى

؛ أَي يُشَبَّه. وخُيِّلَ إِليه أَنه كَذَا، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ: مِنَ التَّخْيِيل والوَهْم. والخَيَال: كِساء أَسود يُنْصَب عَلَى عُودٍ يُخَيَّل بِهِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

فَلَمَّا تَجَلَّى مَا تَجَلَّى مِنَ الدُّجى، ... وشَمَّر صَعْلٌ كالخَيَال المُخَيَّل

والخَيْل: الفُرْسان، وَفِي الْمُحْكَمِ: جَمَاعَةُ الأَفراس لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَاحِدُهَا خَائِل لأَنه يَخْتال فِي مِشْيَتِه، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوفٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ

، أَي بفُرْسانك ورَجَّالتك. والخَيْل: الخُيول. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها

. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَا خَيْلَ اللَّهِ ارْكَبي

: قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ، أَراد يَا فُرْسانَ خَيْلِ اللَّهِ ارْكَبِي، وَهَذَا مِنْ أَحسن الْمَجَازَاتِ وأَلطفها؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

فَتنازَلا وتواقَفَت خَيْلاهُما، ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاء مُخَدَّعُ

ثَنَّاه عَلَى قَوْلِهِمْ هُما لِقاحان أَسْوَدانِ وجِمالانِ، وَقَوْلُهُ بَطَلُ اللِّقاء أَي عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَالْجَمْعُ أَخْيَالٌ وخُيُول؛ الأَول عَنِ ابْنِ الأَعرابي، والأَخير أَشهر وأَعرف. وَفُلَانٌ لَا تُسايَر خَيْلاه وَلَا تُواقَفُ خَيْلاه، وَلَا تُسايَر وَلَا تُواقَف أَي لَا يُطَاقُ نَمِيمةً وَكَذِبًا. وَقَالُوا: الخَيْل أَعلم مِنْ فُرْسانِها؛ يُضْرب لِلرَّجُلِ تَظُنُّ أَن عِنْدَهُ غَناء أَو أَنه لَا غَنَاءَ عِنْدَهُ فَتَجِدُهُ عَلَى مَا ظَنَنْتَ. والخَيَّالة: أَصحاب الخُيول. والخَيَال: نَبْتٌ. والخَالُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

أَتَعْرف أَطلالًا شَجوْنَك بالخَال؟

قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ أَلفه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ. والخَالُ: اسْمُ جَبَل تِلْقاء الْمَدِينَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>