دَخَلْتُ الْبَيْتَ وصَعَّدت الجَبَل وَنَزَلْتُ الْوَادِيَ. والمَدْخَل، بِالْفَتْحِ: الدُّخول وَمَوْضِعُ الدُّخول أَيضاً، تَقُولُ دَخَلْتُ مَدْخَلًا حَسَنًا ودَخَلْتُ مَدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدْخَل، بِضَمِّ الْمِيمِ: الإِدْخال وَالْمَفْعُولُ مِنْ أَدْخَلَه، تَقُولُ أَدْخَلْته مُدْخَلَ صِدْقٍ. والمُدَّخَل: شِبْهُ الْغَارِ يُدْخَل فِيهِ، وَهُوَ مُفْتَعَل مِنَ الدُّخول. قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَالُ فُلَانٌ حَسَن المَدْخَل والمَخْرَج أَي حَسَن الطَّرِيقَةِ محمودُها، وَكَذَلِكَ هُوَ حَسَن المَذْهَب. وَفِي حَدِيثِ
الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِن مِنَ النِّفَاقِ اختلافَ المَدْخَل والمَخْرَج واختلافَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةَ
؛ قَالَ: أَراد بِاخْتِلَافِ المَدْخَل والمَخْرَج سُوءَ الطَّرِيقَةِ وسُوءَ السِّيرة. ودَاخِلَةُ الإِزار: طَرَفُه الدَّاخِلُ الَّذِي يَلِي جَسَدَهُ وَيَلِي الْجَانِبَ الأَيمن مِنَ الرَّجُل إِذا ائْتَزَرَ، لأَن المُؤْتَزِر إِنما يبدأُ بِجَانِبِهِ الأَيمن فَذَلِكَ الطَّرَف يُبَاشِرُ جَسَدَهُ وَهُوَ الَّذِي يُغْسَل. وَفِي حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ فِي الْعَائِنِ: وَيُغْسَلُ دَاخِلَة إِزاره
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد يُغْسَلُ الإِزار، وَقِيلَ: أَراد يَغْسِل العائنُ موضعَ داخِلة إِزاره مِنْ جَسَده لَا إِزارَه، وَقِيلَ: داخِلَةُ الإِزار الوَرِك، وَقِيلَ: أَراد بِهِ مَذَاكِيرَهُ فكَنَى بالدَّاخِلَة عَنْهَا كَمَا كُنِي عَنِ الفَرْج بِالسَّرَاوِيلِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِذا أَراد أَحدكم أَن يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ فليَنْزِع دَاخِلَة إِزاره وليَنْفُض بِهَا فِرَاشَهُ فإِنه لَا يَدْرِي مَا خَلَفه عليه
؛ أَراد بِهَا طَرَف إِزاره الَّذِي يَلِي جَسدَه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: دَاخِلَةُ الإِزار طَرَفُه وَحَاشِيَتُهُ مِنْ دَاخِلٍ، وإِنما أَمره بداخِلَتِه دُونَ خارِجَتِه، لأَن المُؤْتَزِر يأْخذ إِزارَه بِيَمِينِهِ وشِماله فيُلْزِق مَا بشِماله عَلَى جَسَده وَهِيَ دَاخِلة إِزاره، ثُمَّ يَضَعُ مَا بِيَمِينِهِ فَوْقَ داخِلته، فَمَتَى عاجَلَه أَمرٌ وخَشِي سُقُوطَ إِزاره أَمسكه بِشَمَالِهِ ودَفَع عَنْ نَفْسِهِ بِيَمِينِهِ، فإِذا صَارَ إِلى فِرَاشِهِ فحَلَّ إِزاره فإِنما يَحُلُّ بِيَمِينِهِ خَارِجَةَ الإِزار، وَتَبْقَى الدَّاخِلَةُ مُعَلَّقة، وَبِهَا يَقَعُ النَّفْض لأَنها غَيْرُ مَشْغُولَةٍ بِالْيَدِ. ودَاخِلُ كلِّ شَيْءٍ: باطنُه الدَّاخِلُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَهُوَ مِنَ الظُّرُوفِ الَّتِي لَا تُسْتَعْمَل إِلّا بِالْحَرْفِ يَعْنِي أَنه لَا يَكُونُ إِلّا اسْمًا لأَنه مُخْتَصٌّ كَالْيَدِ وَالرَّجُلِ. وأَما دَاخِلَة الأَرض فخَمَرُها وغامِضُها. يُقَالُ: مَا فِي أَرضهم دَاخِلةٌ مِنْ خَمَرٍ، وَجَمْعُهَا الدَّوَاخِل؛ وَقَالَ ابْنُ الرِّقَاع:
فرَمَى بِهِ أَدبارَهُنَّ غلامُنا، ... لَمَّا اسْتَتَبَّ بِهَا وَلَمْ يَتَدَخَّل
يَقُولُ: لَمْ يَدْخُل الخَمَرَ فيَخْتِلَ الصَّيْدَ وَلَكِنَّهُ جَاهَرَهَا كَمَا قَالَ:
مَتَى نَرَهُ فإِنَّنا لَا نُخاتِلُه
وداخِلَةُ الرجلِ: باطِنُ أَمره، وَكَذَلِكَ الدُّخْلة، بِالضَّمِّ. وَيُقَالُ: هُوَ عَالِمٌ بدُخْلَته. ابْنُ سِيدَهْ: ودَخْلة الرَّجُلِ ودِخْلته ودَخِيلته ودَخِيله ودُخْلُله ودُخْلَلُه ودُخَيْلاؤه نيَّتُه ومَذْهَبُه وخَلَدُه وبِطانَتُه، لأَن ذَلِكَ كلَّه يداخِله. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: عَرَفْتُ داخِلته ودَخْلته ودِخْلته ودُخْلته ودَخيله ودَخِيلته أَي بَاطِنَتَهُ الدَّاخِلة، وَقَدْ يُضَافُ كُلُّ ذَلِكَ إِلى الأَمر كَقَوْلِكَ دُخْلة أَمره ودِخْلة أَمره، وَمَعْنَى كُلِّ ذَلِكَ عَرَفْت جَمِيعَ أَمره. التَّهْذِيبُ: والدُّخْلة بِطَانَةُ الأَمر، تَقُولُ: إِنه لعَفِيف الدُّخْلة وإِنه لخَبيث الدُّخْلة أَي بَاطِنُ أَمره. ودَخيلُ الرَّجُلِ: الَّذِي يُدَاخِلُهُ فِي أُموره كُلِّهَا، فَهُوَ لَهُ دَخِيل ودُخْلُل. ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ دُخْلُل فُلَانٍ ودُخْلَلُه إِذا كَانَ بِطانتَه وصاحبَ سِرِّه، وَفِي الصِّحَاحِ: دَخِيلُ الرّجُل ودُخْلُلُه الَّذِي