للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يأْتي لَهَا مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل ... ذُو خِرَق طُلْسٍ، وشَخْص مِذْأَل

ورأَيت حَاشِيَةً بِخَطِّ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ: قَالَ الْقَالِي وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَجْمَعُ ذَأَلان الذِّئْبِ ذَآلِينَ وذآلِيلَ. وذؤَالةُ: الذِّئْبُ، اسْمٌ لَهُ مَعْرِفَةٌ لَا يَنْصَرِفُ، سُمِّيَ بِهِ لخِفَّته فِي عَدْوه، وَالْجَمْعُ ذِئلانٌ وذُؤْلان؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ أَسماء بْنُ خَارِجَةَ يَصِفُ ذِئْبًا طَمِع فِي نَاقَتِهِ:

لِيَ كلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤاله، ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِباله

وَقَالَ: هُوَ مَثَلٌ يضرب للأَمر ينبع الأَمر أَي لِيَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذؤالةَ بَلِيّة عَلَى بَلِيَّةٍ. وَيُقَالُ: خَشِّ ذُؤَالَةَ بالحِبالة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: خَشِّ فِعْلُ أَمر مِنْ خَشَّيْتُه أَي خَوَّفتُه، وَمَعْنَاهُ قَعْقِع تُرْهِبْ؛ وَفِي الْحَدِيثِ

: مَرَّ بجارِية سَوْدَاءَ وَهِيَ تُرقِّص صَبيًّا لَهَا وَتَقُولُ:

ذُؤال، يَا ابنَ القومِ، يَا ذُؤَالَه

فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا تَقُولِي ذُؤال فإِنه شَرُّ السِّباع

؛ ذُؤالَ: تَرْخِيمُ ذُؤالة وَهُوَ اسْمُ عَلَمٍ لِلذِّئْبِ مِثْلَ أُسامة للأَسد. والذَّأْلان: الذِّئْبُ أَيضاً؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

فارَطَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه

والذُّؤلانُ: ابْنُ آوَى. التَّهْذِيبُ: والذَّأْلان بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ، يُقَالُ: هُوَ ابْنُ آوَى، وَقَدْ سَمَّت الْعَرَبُ عَامَّةَ السِّبَاعِ بأَسماء معارِفَ يُجرونها مُجْرى أَسماء الرِّجَالِ والنساء.

ذبل: ذَبَلَ النباتُ والغُصن والإِنسان يَذْبُلُ ذَبْلًا وذُبُولًا: دَقَّ بَعْدَ الرِّيّ، فَهُوَ ذَابِل، أَي ذَوى، وَكَذَلِكَ ذَبُلَ، بِالضَّمِّ. وقَناً ذَابل: دَقِيقٌ لاصِق اللِّيطِ، وَالْجَمْعُ ذُبَّلٌ وذُبُلٌ. وَيُقَالُ: ذَبَلَ فُوهُ يَذْبُلُ ذُبُولًا وذَبَّ ذُبوباً إِذا جَفَّ ويَبسَ رِيقُه وأَذْبَلَهُ الْحَرُّ. والتَّذَبُّل: مِنْ مَشْي النِّسَاءِ إِذا مَشَتِ المرأَة مِشْية الرِّجَالِ وَكَانَتْ دَقِيقَةً. وَيُقَالُ: ذِبْلُ ذَبِيل أَي ثُكْلُ ثَاكِلٍ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ المرأَة ذِبْلة. وَمَا لَهُ ذَبَلَ ذَبْلُه أَي أَصلُه، وَهُوَ مِنْ ذُبُول الشَّيْءِ أَي ذَبَلَ جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَطَل نِكَاحُهُ؛ قَالَ كُثَيْرُ بْنُ الغَريرةِ:

طِعان الكُماة ورَكْض الجِيادِ، ... وقَوْل الحواضِنِ: ذَبْلًا ذَبِيلا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الذَّبِيل العَجَبُ؛ قَالَ بَشامةُ بْنُ الغَدِير النَّهْشَلي:

طعان الكماة وضرب الجياد، ... وَقَوْلُ الْحَوَاضِنِ: ذَبْلًا ذَبيلا

وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ وَقَدْ كَبِر: مَا تسأَل عَمَّنْ ذَبَلت بَشرته

أَي قُلَّ مَاءُ جِلْدِهِ وَذَهَبَتْ نَضارته. وَيُقَالُ: ذَبَلَتْهم ذُبَيلةٌ أَي هَلكوا. ابْنُ الأَعرابي: الذُّبال النَّقَّابات، وَكَذَلِكَ الدُّبال بِالذَّالِ وَالدَّالِ، قَالَ: وذَبَلَته ذُبول ودَبَلَته دُبول، قَالَ: والذِّبل الثكْل؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فَهُمَا لُغَتَانِ. وذَبُلَ الْفَرَسُ: ضَمُر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

عَلَى الذَّبْلِ جَيّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه، ... إِذا جاشَ فِيهِ حَمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ

والذَّبْلةُ: الرِّيحُ المُذْبِلةُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

دِيار مَحَتْها بَعْدَنا كُلُّ ذَبْلةٍ ... دَروجٍ، وأُخرى تُهْذِبُ الْمَاءَ سَاجِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>